اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في ظل التوجه الحاصل نحو التطبيع بين السعودية و «اسرائيل»، من الطبيعي ان يتمسك حزب الله بمرشحه سليمان فرنجية ليحمي نفسه من اي طعنة اميركية-داخلية لبنانية في الظهر، بخاصة بعد ان اعرب الاميركيون عن استيائهم من الفرنسيين، مطالبين فرنسا بتحديد مهلة زمنية لانتهاء المبادرة الفرنسية، دون ان تقدم واشنطن في المقابل اي حل بديل للازمة اللبنانية. هذه التطورات ارخت بظلالها على الواقع السياسي الداخلي حيث تريد الادارة الاميركية انسحاب فرنسا من الساحة اللبنانية، وان يكون التعاطي مع الملف اللبناني حكرا على الادارة الاميركية فقط. والحال ان سعي اميركا الى كف يد فرنسا في لبنان، سواء في التعاطي في الانتخابات الرئاسية أم في الشؤون السياسية الاخرى، لن يلاقي ترحيبا من فريق معين، خاصة اذا رافق ذلك تنازلات تهدف الى اضعاف حزب الله. وبطبيعة الحال، سيرفض الحزب ذلك، ما ينذر ان مدة الشغور الرئاسي طويلة. ذلك ان تدخل واشنطن الاحادي في الشأن اللبناني يزيد الانقسام بين الثنائي الشيعي والمعارضة بما ان اميركا لا تعتمد مقاربة وسطية بين الافرقاء اللبنانيين، بل على العكس هي منحازة الى طرف. وفي كل الاحوال، الحسابات الاميركية ستكون دوما لمصلحة «اسرائيل»، كما اظهر لنا التاريخ في منطقة الشرق الاوسط.

اما التقارب الفرنسي-السعودي الذي تجسد بلقاء جمع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان والسفير السعودي وليد البخاري ومفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان ونواب السنة، فلم يترجم عمليا ولم يثمر عن أي نتيجة على ارض الواقع، اذ لم يأخذ بعين الاعتبار ما تم تداوله في هذا اللقاء في اجتماع اللجنة الخماسية. اضف الى ذلك، زيارة الوزير السابق جان ايف لودريان الى السعودية ولقاءه نظيره السعودي لتسويق طرح «الخيار الثالث»، اي تخلي الثنائي الشيعي عن المرشح سليمان فرنجية من جهة، وتخلي المعارضة عن الوزير السابق جهاد ازعور من جهة اخرى. ولكن بعد اللقاء، لم يظهر الى العلن مقررات جدية حيال لبنان، ولم تبد السعودية اي جهد او مسعى في مقاربة وضع لبنان الخطر.

من جانب قطر، تسعى الدوحة من خلال موفدها الى الخروج من الجمود الرئاسي اللبناني، عبر الدفع باتجاه الخيار الثالث الذي يبدو حتى اللحظة غير قابل للتنفيذ، فضلا عن ان حزب الله كان واضحا مع الموفد القطري ان لا دوحة 2 هذه المرة. اما ما يميز سياسة قطر عن السياسة الفرنسية، فهو ان دولة قطر تربطها علاقات متينة مع ايران ولديها علاقة مميزة مع محور الممانعة في لبنان، الامر الذي يجعل كثيرين يعولون على الدور القطري في تحقيق خرق ما على صعيد الفراغ الرئاسي.

نضوج وتحول في الموقف الخارجي انتج الخيار الثالث

بموازاة ذلك، كشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى للديار ان هناك نضوجا وتحولا في الموقف الخارجي، ما انتج الوصول الى طرح «الخيار الثالث» في لبنان. ذلك ان فرنسا عندما ادركت ان مبادرتها التي تبنت سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ونواف سلام رئيسا للحكومة وصلت الى حائط مسدود، اعادت اعتبار مقاربتها وانتقلت باريس ودول اللجنة الخماسية الى الخيار الثالث . وعليه، اتى لودريان موفدا من اللجنة الخماسية في جولته الاخيرة ليبلغ القوى السياسية اللبنانية ان هناك استحالة لاي فريق سياسي ان يتمكن من ايصال مرشحه الرئاسي الى قصر بعبدا. من هنا، بات الموقف الخارجي يرى ان الخيار الثالث هو المخرج الوحيد من هذا الاستعصاء الرئاسي. ورأت المصادر السياسية الرفيعة المستوى ان اهمية هذا التطور تعني انه اذا انتخب رئيس للجمهورية من ضمن «الخيار الثالث»، فسيحظى بدعم اللجنة الخماسية، اي دعم خليجي مالي. وهذه المساعدات المالية، هي اكثر ما يحتاج اليه لبنان الذي يشهد انهيارا وتدهورا على جميع الاصعدة.

النازحون السوريون: المجتمع الدولي يشجعهم على النزوح الى لبنان

في غضون ذلك، شددت مصادر وزارية انه لا بد من اتخاذ قرار حاسم وجازم حول موضوع النازحين السوريين في ظل اجماع لبناني حول عودتهم الى بلادهم. ودعت هذه المصادر الى ضرورة اقفال الحدود ومنع دخول نازحين سوريين جدد، فضلا عن ابلاغ المجتمع الدولي بقرار سيادي ان لبنان قرر اعادة النازحين السوريين الى اراضيهم. واذا اراد المجتمع الدولي مساعدة النازحين، فليساعدهم في بلدهم سوريا حيث لا يمكن للبنان ان يتحمل استمرار بقاء النازحين السوريين على ارضه، بعد ان بات وجودهم يشكل خطرا مصيريا على الكيان اللبناني ووحدته والواقع السياسي اللبناني.

وفي هذا المجال، كشف محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر ان عدد النازحين السوريين بلغ 315 الفا في حين ان عدد اللبنانيين القاطنين في المحافظة بلغ 250 الفا.

هذا وقام الجيش اللبناني بمداهمة مخيم للنازحين السوريين في الشويفات، وقد تمت ازالة الخيم من المنطقة.

وفي سياق متصل، اعتبرت اوساط سياسية ان الامم المتحدة متواطئة بشكل وقح في افراغ لبنان من شعبه وفي تشجيع السوريين على النزوح الى لبنان. والامم المتحدة استسهلت تحقيق هدفها في موضوع النازحين السوريين لان حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي لم تتعامل مع هذا الملف بطريقة جدية ولا حاسمة، ربما عن سابق تصور وتصميم تجنبا لعقوبات اميركية تفرض على ميقاتي.

اما عن افادات السكن او بالاحرى المخالفة الوقحة التي سمحت لنفسها مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين باعطائها للسوريين، فكشفت خطورة المؤامرة التي تحضر للشعب اللبناني ولدولته حيث انها تعاملت على اساس ان لبنان مقاطعة صغيرة يحق للامم المتحدة تنفيذ ما تريده فيه، ضاربة بعرض الحائط السيادة اللبنانية ومصير الشعب اللبناني. وفي هذا المجال، دان النائب جورج عدوان التعدي الصارخ من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على السيادة اللبنانية باعطاء إفادات سكن للسوريين، ومطالبا الحكومة باتخاذ القرارات والتدابير الفورية لوقف هذا التعدي وإبطال مفاعيله. واضاف: «يقتضي هذا الوضع محاسبة أي مسؤول لبناني عن هذا الانتهاك الصارخ للدستور والقوانين، واتخاذ تدابير صارمة بوجه المفوضية.»

القرار الاميركي بوقف المساعدات للجيش: تهويل ام ضغط على المسؤولين اللبنانيين؟

على صعيد اخر، وبعد اعلان السفارة الاميركية في بيروت وقف المساعدات المالية للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي في تشرين الثاني المقبل، قالت اوساط سياسية للديار ان القرار الاميركي هو مجرد تلويح، وربما لن يتحول الى قرار عملي. ولفتت الى ان هناك مسارين لقرار وقف المساعدات. اول مسار يكمن في اعادة مراجعة القرار عشية انتهاء مدته الزمنية ومن ثم تجديده. ذلك ان دعم الجيش اللبناني بالنسبة لاميركا هو قرار استراتيجي، وبالتالي هذا الاعلان مؤخرا عن وقف المساعدات ليس نهائيا حتى اللحظة.

اما المسار الثاني، وفي حال لم تجدد واشنطن المساعدات للجيش وقوى الامن الداخلي، فيصب في خانة الضغط الذي تريد الولايات المتحدة الاميركية استخدامه لتسريع الانتخابات الرئاسية وانهاء الشغور.

القوات اللبنانية: سهلنا الانتخابات الرئاسية منذ بدء المهلة الدستورية

من جانبها، اكدت مصادر القوات اللبنانية انها لم تعطل نصاب 12 جلسة انتخابية رئاسية، كما اختارت مرشحها النائب ميشال معوض عشية اول جلسة انتخابية، وفضلا عن انها ادركت ان معوض لا حظوظ له ذهبت الى مرشح توافقي، وكان جهاد ازعور.

وتابعت ان القوات والمعارضة سهلتا الانتخابات الرئاسية منذ بدء المهلة الدستورية، ولذلك نرفض اتهامات توجه الى القوات لا صلة لها بالحقيقة.

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!