اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يبدأ الطفل تعلم المسؤولية حين يأخذ بتناول طعامه وارتداء ملابسه بمفرده والنوم في غرفة مستقلة ومساعدة والدته في بعض اعمال المنزل، وهذه المساعدة وان كانت تربكها في بعض الأحيان، الا انها تشعره بأنه شخص قادر على القيام بأمور عديدة فإنه فرد مهم في العائلة. والشعور بالمسؤولية ينمو ويتطور عنده مع نموه العقلي والجسدي. وللأم دور اساسي في ذلك لذا يجب ان تكون الاعمال المطلوب منه القيام بها ملائمة لقدراته الجسدية والعقلية، اذ لا يمكنه القيام بما يفوق قدراته، ويحتاج الطفل الى المتابعة والمراقبة المستمرة حتى تصير المسؤولية عنده عادة يكتسبها منذ سنته الثانية، فهي خبرة يكتسبها من التجارب اليومية التي يعيشها. والمسؤولية لا تعني التهديد او الفرض بل تعني التصرف بحكمة وتحمل نتائج كل عمل دون خوف العقاب خصوصاً انها ـ أي المسؤولية- مفهوم مجرد يتطلب من الطفل مجهوداً لاستيعابه. وهنا يأتي دور الام في التحدث مع طفلها عن مفهوم المسؤولية والذي يعني: ـ التفكير في مشاعر الآخرين واحترامها ـ قول الحقيقة دون تردد او خوف العقاب بسبب الاخطاء. ـ القيام بالعمل الصحيح وان كان على حساب مصلحته الشخصية... تطوير الرقابة الذاتية. ـ الثناء عليه عند انجازه العمل المطلوب منه، وتشجيعه على القيام بأعمال جديدة. ـ يتماهى الطفل بوالديه ويتأثر بسلوكهما، فهما المثال الحي الذي يراه يومياً، وممارسة المسؤولية امامه يساعد على تطور شعوره بها ونموه، وليس خطأ ان تعترف الأم بخطئها بسبب قرار اتخذته ولكن الأهم هو ان تفسر لطفلها كيف يمكن معالجة الاخطاء والتعلم منها لتفاديها فيما بعد ـ فتعليم الطفل الاعتراف بالخطأ والعمل على تفاديه واحد من أهم الامور التي يجب اكتسابها، اضافة الى تأمين المحيط والبيئة العائلية الصحيحة القائمة على الاحترام المتبادل بين أفراد العائلة عوضاً عن النقد واللوم والعقاب ـ هناك قدرات ومفاهيم يحتاج الطفل الى اكتسابها وهي:

اتخاذ القرار ـ وهنا على الأم أن تعرض عليه خيارات بسيطة ـ كأن تسأله مثلا أي الالعاب يفضل؟ وعندما يصير اكبر سنا، يمكنها التحدث معه عن خياراته وتشرح له نتيجة كل قرار او خيار اتخذه. ـ الشعور بالمتعة الذاتية. فالطفل يتمتع بتحمل المسؤولية كاملة عندما يشعر بالاطراء. ـ القدرة على تذكر ما يجب عليه. ـ القدرة على التحدث بمسؤولية عن كل ما قام به مهما كانت عاقبته وتفعيل هذه القدرات وبلورتها تبدأ بالامور البسيطة.

انجاز العمل: ـ الثناء على قيامه بمجهود في مساعدتها بغض النظر عما اذا كان انجازه للعمل جيداً أم لا، فهذا يشعره بمتعة المسؤولية. ـ مساعدته على انجاز العمل فهو يشعر بلذة اكبر عندما تقوم الأم بمساعدته. ـ طلب مساعدته في تنظيم الفوضى التي سببها بدل لومه ومعاقبته. ـ عدم وعده بمكافأة مادية عند قيامه بترتيب اغراضه فهذا يجعله يربط المسؤولية بالتعويض المادي.

ـ وضع نظام يومي كأن تطلب منه توضيب ألعابه قبل تناول الغداء.

ـ تعويده العمل الجماعي فاذا كان العمل يتطلب مساعدة كل افراد العائلة فليكن واحدا من فريق العمل.

ـ اضافة بعض وسائل المرح اثناء القيام بعمل ما كالاستماع الى الموسيقى مثلاً.

ـ تقسيم العمل بين افراد العائلة كل حسب قدراته وطاقته.

الالعاب: ـ عدم اعطائه جميع الالعاب التي حصل عليها في ذكرى ميلاده دفعة واحدة، بل الاحتفاظ ببعضها لمناسبات اخرى حتى يشعر بقيمة الاشياء.

النقود: ـ شرح طريقة تداول النقود للطفل قد تكون مهمة صعبة على الأم، ويمكنه استيعاب الامر اذا فسرت له الاسباب الحقيقية لاستعمالها. كأن تقول له مثلا ان الحصول على النقود يتطلب من والديه العمل والجهد البالغ والاحتفاظ بها وصرفها بحكمة اذ لا يمكن الحصول عليها بسهولة. فشرح اهمية النقود في سن مبكرة يجعله مسؤولا وحريصاً.

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة