اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

رغم ما يسجله البعد الخارجي من حركة دبلوماسية ناشطة على خط ايجاد الحلول للمعضلة الرئاسية اللبنانية العالقة بين "مين قبل مين"، بيضة الحوار ودجاجة الانتخاب، تعيش الساحة السياسية الداخلية في غيبوبة كاملة، "اوكسيجانها" جولات مكوكية قطرية، بعيدا عن الاعلام، لم تقدم ولم تؤخر حتى الساعة، في ظل نهج التعطيل بالتكافل والتضامن، بالمداورة والوكالة، بين اطراف الطبقة السياسية، صاحبة الامر والنهي.

ففي الدائرة المقفلة ذاتها تقبع العقدة الرئاسية منذ بدء الشغور قبل نحو عام، من دون ان تتمكن المساعي والوساطات من كسرها حتى الساعة.

اصرار، كما في الداخل كذلك في الخارج، فما لم يتمكن من حله اهل الداخل الراغبين بإنهاء الازمة يواجهه سعاة الخير في الخارج خصوصا دول الخماسية ولا سيما قطر التي يجول موفدها وسفيرها على القادة السياسيين تسويقا للخيار الثالث، الا انهما وعلى رغم التواصل القطري- الايراني، لم يتمكنا من احداث ادنى خرق في الازمة الرئاسية، وقد تولدت شبه قناعة ان ايران ومن خلالها الثنائي ينتظر شيئا ما لاعلان موافقته على الخيار الثالث.

وفيما اطفأ "ابو مصطفى" محركاته، معتكفا، ردا على التعديلات التي الحقها الاميركيون بنظرية الحوار بنسختها الفرنسية، بدات حالة "القرف" و"الاحباط" تصيب المرشحين الاساسيين، الذين بدأوا يعدون العدة لخططهم البديلة، في وقت تحتدم فيه معركة وراثة "اليرزة" التي قررت جبهة الرابية-البياضة خوض معركة حياة او موت، في الطريق الى استعادة الجيش، مراهنة على موقف حارة حريك ودعمها، وفقا لما تشيعه اوساط التيار الوطني الحر.

في الاثناء، تشير مصادر متابعة للاتصالات الجارية، ان الوفد القطري السابق اقترب من انجاز "ورقة عمل" لعرضها على موفد الدوحة، الذي اخر وصوله الى بيروت لساعات، على ان يلتقي نظيره الفرنسي جان ايف لودريان، لتنسيق الخطوات الممكنة، كاشفة الى ان لهجة الدوحة ستكون حازمة تماشيا مع مناقشات الخماسية على هامش اجتماعات نيويورك.

وتؤكد الاوساط نقلا عن اجواء حارة حريك ان لا وجود لحلول قريبة وان كثرت المساعي الصامتة منها والصاخبة، حتى اللقاءات خارج الحدود لم تخرج عن الشكليات، في انتظار حسم اللقاء السعودي – الايراني المتوقع قريبا، لمسار ومصير التسوية في خطوطها العريضة، واهمها آلية مساعدة لبنان في اطار معادلة "المال مقابل السياسة".

امام هذا الواقع رات المصادر ان زوار عواصم القرار يجزمون بان ما قبل اجتماع نيويورك لن يكون كما بعده، بعيدا عن حقيقة وجود خلافات اميركية-فرنسية من عدمه، اذ ان ثمة اجماعا تولد لدى المعنيين من ان زمن فترات السماح قد انتهى، وهو ما عبرت عنه مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في حديثها عن امكان وقف المساعدات للجيش في حال عدم تامين الاستقرار السياسي، وهو ما يعني مزيدا من الانفلات، وهي اللهجة نفسها التي استعملها لودريان وان ذهب ابعد، قد يكون الى حدود الحديث المبطن عن وقف المساعدات الانسانية ايضا.

فهل ينفع التهديد والوعيد؟ ام انه كما كل مرة عودة الى المربع الاول وفرصة جديدة في زمن "التكرار ما علم الشطار"؟


الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة