اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الظاهر سحب صاعق تفجير المخيمات، وعين الحلوة بالتحديد، اما في الحقيقة وبحسب العارفين فان المخيمات لم تكن يوما قنبلة موقوتة كما هي اليوم، في ظل تنامي عوامل التفجير واتساعها، مع تشابك الداخلي الفلسطيني بالاقليمي وبالداخلي اللبناني، وعودة الحديث عن نشاط لافت للمجموعات الارهابية من "نصرة" و"داعش"، التي طالما وجدت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بيئات حاضنة.

وفيما رأت مصادر فلسطينية متابعة ان الجولتين الاخيرتين انتهت الى تغييرات جذرية على صعيد التوازنات الداخلية الفلسطينية، ابرزها دخول حركة "حماس" العسكري كشريك في القوة الامنية المشتركة، بعدما بقيت خارج التركيبة العسكرية لعاصمة الشتات، واعادة "تحجيم" الاسلاميين باعادتهم الى مواقعه السابقة بعد الانفلاش الاخير، فان ذلك لا ينفي في اي من الاحوال الضعف والوهن الذي اصاب حركة "فتح"، والتي لم تنجح حتى الساعة كل محاولات اعادة "توقيفها على اجريها"، رغم "قبة باط" الدولة اللبنانية.

وتكشف المصادر الفلسطينية ان الانتشار العسكري في المخيم انتهى الى رسم خريطة مفصلة لتوزع القوى داخل المخيم، واسماء ابرز قادة الارهابيين المطلوبين، والتي تضمنت التالي:

- في منطقة حي الطوارئ حيث يسيطر "جند الشام" و"عصبة الانصار"، يقدر العدد بين 40 الى 50 عنصرا، بقيادة هيثم ومحمد الشعبي، جمال رميض ، الذين يقدمون الحماية لعدد كبير من المطلوبين وفيها عدد كبير جدا من المطلوبين إلى القضاء اللبناني، كما تغلغلت فيه في الآونة الاخيرة "جبهة النصرة".

- على اطراف المنطقة الممسوكة من "اللينو" الممتدة وسط المخيم، والتي يتقاسم السيطرة عليها مع "فتح" من جهة، وفيها مراكز لكتيبة العقيد ابو شادي السبربري التابع للحركة، والجبهتين "الديموقراطية" و"الشعبية" ايضا، فضلا عن تواجد مركز لحركة "اسلامية مجاهدة" تنتشر في الصفصاف والطيري (بلاد بدر) وحطين (حيث يتواجد شادي المولوي ونائب امير "كتائب عبد الله عزام" وتوفيق طه، وحجير ابو بكر المتهم بالوقوف وراء التخطيط لتفجير السفارة الايرانية في بيروت)، كذلك انصار لـ "القاعدة" هم: يوسف شبايطة، زياد ابو النعاج، رامي ورد، جمال حمد، رائد جوهر، محمد جمعة، عبد فضة، زياد الشهابي ويحي ابو بهاء الدين، فضلا عن مجموعات من تيارات اسلامية سلفية ابرزها "فتح الاسلام" التي تتألف من 50 عنصرا (اميرها بلال بدر ونائبه هلال هلال، رميض فارس أمير "داعش" مكان عماد ياسين، كذلك تتمركز مجموعة تابعة لاسامة الشهابي (الذي يمسك ايضا بمنطقة عرب زبيد) وابو جمرة الشريدي.

اما باقي القوى فانتشارها وفقا للتالي:

- منطقة الرأس الاحمر، بين عرب زبيد والطيري، فيها مركز لـ "عصبة الانصار".

- منطقة السكة، تسيطر عليها حركة "فتح" لجهة الملعب ولها مركز فيها، والمنطقة المتبقية منها يسيطر عليها "الجيش الشعبي" لحركة "فتح"، وتمتد نحو مناطق سيطرة "جند الشام"، وفيها مقر كبير للقوة الامنية المشتركة الفلسطينية.

- منطقة البركسات تسيطر عليها حركة "فتح"، وفيها مقر لقيادة الأمن الوطني الفلسطيني.

- منطقة طيطبا وفيها مقر المقدسي.

- منطقة جبل الحليب -الواسعة الى جانب الطيري، وفيها مقر لحركة "فتح" ولـ "جبهة التحرير"، وفيها ايضا معسكر لاشبال "فتح".

مصدر امني لبناني لفت الى ان الجيش اللبناني في تعامله مع مسألة عين الحلوة، يحاول المواءمة بين حاجات الامن القومي اللبناني والوضع الانساني، حيث يعتبر ان سكان المخيم رهائن لدى ارهابيين خطفوا المخيم لمصلحة اجندة خاصة بتصفية حسابات اقليمية، جازما بان الجيش لن يستدرج الى الدخول في مستنقع المخيم لاستنزافه، وهو يملك الخطط البديلة التي تؤمن سلامة اللبنانيين واللاجئين وتحفظ السيادة اللبنانية، وكاشفا ان فكرة الدوريات المشتركة التي طرحت اكثر من مرة رفضت لاعتبارين: الاول ان لا تواجد ولا انتشار للجيش في داخل المخيم، والثاني لا حاجة لدوريات مشتركة خارج المخيم.

وشدد المصدر الامني على ان ثمة من يحاول ضرب هيبة الجيش وتشويه صورته، بتصويره على انه يقوم بممارسات مشابهة للجيش "الاسرائيلي" من خلال مسألة بناء السور في منطقة البساتين.

وختم المصدر داعيا الى وقف التجنيات بحق المؤسسة العسكرية، محيلا المشككين الى مسألة انتحاري الكوستا التي بينت التحقيقات القضائية مدى الظلم والتجني الذي تعرض له الجيش من قبل بعض المأجورين، لغايات خاصة لا علاقة لها بالواقع، مشددا على ضرورة التعاون والتنسيق مع الجميع لتمرير تلك المرحلة لما فيه خير ومصلحة الجميع، وتنظيف الساحة الفلسطينية من الطفيليات التي نمت على اطراف القضية، واساءت اليها قبل ان تسيء الى لبنان مهددة الاستقرار الفلسطيني قبل اي شيء آخر.

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة