اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا تزال تداعيات تغير المناخ تؤثر بشكل كبير على العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم. ومع دخول نصف الكرة الشمالي موسم الخريف الفلكي، لا تزال مناطق مختلفة في أوروبا وشمال أفريقيا وآسيا تتصارع مع هجمة لا هوادة فيها للظواهر الجوية المتطرفة، أهمها إعصار "دانيال" المدمر، الذي ألحقت أضراراً جسيمة بالممتلكات والأرواح البشرية، وخاصة في ليبيا.

على الصعيد المحلي، وصل منخفض "الياس" مساء الأحد الى لبنان، وعاد مشهد غرق الطرقات إلى الواجهة، هذا المشهد القديم والدائم التجدد الذي يعيق حركة السير ويعطل أعمال اللبنانيين في فصل الشتاء.

لبنان بين التغير المناخي والتقاعس الحكومي

شهد عدد من المناطق مساء يوم الاحد، تكوناً لبرك المياه على الطرقات جراء الامطار الغزيرة التي هطلت، فيما احتجز عدد من المواطنين في سياراتهم في جونية، حيث عمل عناصر من الدفاع المدني على سحب السيارتين وإنقاذ المواطنين. والجدير بالذكر أن وزارة الاشغال العامة والنقل والبلديات، سبق وقامت برفع النفايات من أقنية تصريف المياه والمجاري في المناطق اللبنانية، إلّا أنّ هذه الأعمال لم تكن كافية على ما يبدو وهناك حاجة إلى توسيع رقعتها وتطويرها أكثر فأكثر.

وفي هذا الصدد، شدد الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل على ضرورة تحرك الجهات المعنية للعمل على البنية التحتية لتتمكن من التصدي لأي إعصار أو فيضان محتمل وبخاصة مع تغير المناخ الذي يلقي بظلاله على العالم بأسره، وبالطبع سينال لبنان حصّته من هذه التداعيات. وأشار إلى أن لبنان ليس بمنأى عن حصول أي إعصار فيه، بل الخطر بات كبيراً في ظل عدم وجود بنية تحتية صالحة، مما يؤثر في تفاقم منسوب المياه وتجمعها لتجتاح المناطق كافة.

آثار تغير المناخ على أنماط هطول الأمطار

وكشف الخبير البيئي أنه لتغير المناخ آثار كبيرة على أنماط هطول الأمطار في الشرق الأوسط، ويمكن أن يكون لهذه التغييرات تأثيرات واسعة النطاق على بيئة المنطقة واقتصادها ومجتمعها. وعدّد بعض النقاط الرئيسية:

- انخفاض هطول الأمطار: أحد أبرز تأثيرات تغير المناخ في الشرق الأوسط هو انخفاض مستويات هطول الأمطار بشكل عام. وتتميز المنطقة بالفعل بظروف قاحلة وشبه قاحلة، كما يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم مشاكل ندرة المياه. ويمكن أن يؤدي انخفاض هطول الأمطار إلى الجفاف ونقص المياه وزيادة المنافسة على موارد المياه المحدودة.

- أنماط هطول الأمطار غير المنتظمة: يمكن أن يؤدي تغير المناخ أيضًا إلى أنماط هطول الأمطار غير المنتظمة وغير المتوقعة. وبدلا من هطول أمطار موسمية متسقة، قد تشهد منطقة الشرق الأوسط أحداثا غير منتظمة لهطول الأمطار، مما يجعل من الصعب التخطيط الزراعي ويؤدي إلى تفاقم خطر فشل المحاصيل.

- زيادة شدة هطول الأمطار: من المفارقة أنه في حين أن إجمالي هطول الأمطار قد ينخفض، فإن شدة أحداث هطول الأمطار الفردية قد تزيد. وهذا يعني أنه عندما يهطل المطر، يمكن أن يؤدي إلى فيضانات مفاجئة وتآكل التربة، كما حدث في إعصار دانيال. ويمكن أن يكون لهذه الفيضانات المفاجئة آثار مدمرة على البنية التحتية والزراعة.

- التأثير على الزراعة: تعتبر الزراعة قطاعًا حيويًا في العديد من دول الشرق الأوسط، ويمكن أن يكون للتغيرات في أنماط هطول الأمطار آثار عميقة على إنتاج الغذاء. يمكن أن يؤدي الجفاف وعدم انتظام هطول الأمطار إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل والتأثير سلبًا على الثروة الحيوانية، مما يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي وتحديات اقتصادية.

- الموارد المائية: يعتمد الشرق الأوسط بشكل كبير على الأنهار والمياه الجوفية لإمدادات المياه. ويمكن أن يؤدي انخفاض هطول الأمطار إلى انخفاض مستويات المياه في الأنهار وطبقات المياه الجوفية، مما يؤثر بدوره على إمدادات مياه الشرب، والري للزراعة، وحتى إنتاج الطاقة من خلال الطاقة الكهرومائية.

- تحديات التكيف: يواجه الشرق الأوسط تحديات كبيرة في التكيف مع أنماط هطول الأمطار المتغيرة. إن تطوير البنية التحتية لتخزين المياه، والري الفعال، والزراعة المستدامة أمر بالغ الأهمية ولكنه في كثير من الأحيان مكلف ومتطلب من الناحية التكنولوجية.

ومع الأسف، لبنان غائب كليّاً عن هذا التطور، وبنيته التحتية مهترئة بشكل كبير، مما يصعّب مهمة التصدي للفيضانات والتغير المناخي.

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران