اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على ما يبدو دخلت الأزمة الرئاسية في لبنان مرحلة الضغوط الأميركية القصوى مِن تجميد الحراك الخارجي، بعد خلاف الخماسية وعدم معرفة مصير المبادرة الفرنسية وحراك قطري دون مبادرة، وصولاً الى ملف النازحين السوريين واعتبار أن الظروف اليوم غير مؤاتية لعودتهم الى بلادهم.

واكدت مصادر متابعة ان الحل يتداخل بين الخارج والداخل كذلك العراقيل أيضاً، بحيث لا يوجد في الوقت الحاضر مؤشرات خارجية إيجابية ولا حتى داخلية، وحتى الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يُعوَّل عليه كمنعطف داخلي وحيد يمكنه أن يُغيِّر المشهد، لن تكون نتائجه سريعة، ما يعني في الوقت الحاضر أن الخرق الوحيد في جدار الأزمة سيأتي من الخارج، مِن منطلق ارتباط بعض الأطراف الداخلية بموقف كل مِن أميركا والسعودية تحديداً، لذا يوضَع عدم حسم موقف هاتين الدولتين في خانة العرقلة، وبخاصة أن موقف كل منهما يقابله ثمن، مِن هنا يأتي الضغط على بعض القوى الداخلية وتحديداً حزب الله من أجل الحصول عليه.

يمكن تقسيم الضغوط الأميركية الى ثلاثة:

- الأول: يتشارك فيه الأميركي مع السعودي، بحيث أن هناك خطّين بحسب المصادر يمكن اعتبارهما مؤثّريْن في هذا المسار: ١- خط المحادثات الإيرانية- السعودية. 2- خط المحادثات الإيرانية - الأميركية.

وبما أن الأميركي والسعودي يربطان أي تقدُّم في هذه المسارات بموقفهما من لبنان، يعيش الداخل حالة ترقّب لنتائج التقدّم، الذي يَحدث في خطيِ المحادثات وفي ملفيِ اليمن وسوريا.

- الثاني: يتعلّق بخط الغاز، فبعد أن قدَّم الائتلاف النفطي الموجود طلباً لتولّي البلوك ٨ و ١٠ بعد مؤشرات البلوك رقم ٩ الإيجابية، يضغط الأميركي في هذا الإطار ليَحجز لنفسه مكاناً يحصل من خلاله على حصة من ثروة لبنان النفطية، بالإضافة الى التطورات على الحدود الجنوبية، التي تُقلِق الكيان وتريد أميركا الاستمرار في مهمتها المعتادة والتي هي حماية أمن "إسرائيل"، لذا تضغط لتحقيق هذا الهدف.

- الثالث: يرتبط بخط النزوح السوري، بحيث ارتفعت حِدّة الخطاب الأميركي في هذا الاتجاه، الذي تَوَّجَته الخارجية الأميركية بموقفها الأخير، وتَوَجُهها مع الأوروبي بسياسة التغيير الديموغرافي من أجل الضغط على لبنان والمقاومة بالتحديد.

من هنا لم يُكلِّف الأميركي القطري مبادرة جديدة، بحسب المصادر، إنما كلّفه القيام باستمزاج الآراء، وإذا كان هناك إمكان للقبول بالطرح الثالث، وبناءً على النتيجة إما تُعدَّل المبادرة الفرنسية أو تَستمر كما هي، وبخاصة أن لا الأميركي ولا السعودي أعلنا حتى الآن رفضهما للمرشح الذي يدعمه الثنائي أي الوزير السابق سليمان فرنجية، من هنا يمكن اعتبار أن الأميركي كلّف القطري مهمة تضييع الوقت، والى أن تتضح الأمور أكثر سيَستمر في سياسة الضغط التي يعتمدها.

والى ذلك الوقت يعيش الداخل مرحلة الجمود الكبير، فجمّد رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرته الحوارية لعدم التجاوب الداخلي معها، الى حين عودة الموفد الفرنسي لمعرفة ما سيَحمله من "الخماسية" ليَبني على الشيء مقتضاه، ما يعني أن الانتظار سيكون سيّد الموقف وترقُّب ما سيحصل من تطورات سيكون الطاغي على المشهد الداخلي، لأن الضغوطات الأميركية على المقاومة لتقديم التنازلات من خلال ربطها للملفات ببعضها بعضا، حسمَ الموقف الثابت منها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير، خاصة في ما يتعلّق بالملف الأكثر حساسية أي ربط الحدود الجنوبية بالملف الرئاسي، فبعدَ أن أكّد السيد نصرالله تَمسُّكه بالمرشح الذي يدعمه، نفى أي ربط بين الملفيْن، وأكّد مجدداً عدم المساومة على حق لبنان في أرضه ومياهه ما يعني "لا تنازلات" حاسمة...


الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران