اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

دخل شغور او خلو منصب رئيس الجمهورية عامه الاول دون ان تحصل الانتخابات، حيث سبق ومر لبنان في مثل هذه الحالة لفترة عامين ونصف العام، منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في نهاية ايار 2014 حتى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الاول 2016.

واعتاد اللبنانينون الا تحصل استحقاقات رئاسية في موعدها، فمنها ما جرى تقريبه كما حصل مع انتخاب الرئيس الياس سركيس في نيسان عام 1976 في ظل حرب اهلية، وسلم الرئيس سليمان فرنجية رئاسة الجمهورية في 23 ايلول 1976 بعد ان ترك القصر الجمهوري في بعبدا الى مقر مؤقت في الكفور كسروان، بسبب اشتداد القصف من قبل "قوات الحركة الوطنية" والمقاومة الفلسطينية، للضغط عليه للاستقالة او الرحيل فلم يفعل.

وحصل شغور رئاسي ثان في نهاية عهد امين الجميل في 23 ايلول 1988 ، وعين قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون رئيسا لحكومة عسكرية، لم ينضم اليها الضباط المسلمون فانقسم لبنان بين حكومتين عسكرية برئاسة عون وقائمة بفعل الامر الواقع برئاسة سليم الحص الى ان حصل اتفاق الطائف وانتخب رينيه معوض رئيسا للجمهورية في تشرين الثاني من العام 1989 اي بعد شغور رئاسي دام حوالى عام وشهرين اذ جرى انتخاب الرئيس الياس الهراوي في نهاية تشرين الثاني بعد اغيتال معوض في عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني من العام نفسه.

فبعد اتفاق الطائف حصل شغوران رئاسيان بعد نهاية عهد الرئيس اميل لحود في اواخر تشرين الثاني 2007 حتى انتخاب الرئيس سليمان في نهاية ايار 2008 بعد اتفاق الدوحة حيث ينتظر اللبنانيون اتفاقا او تسوية دولية – اقليمية – عربية تنتج لهم رئيسا للجمهورية بعد ان علق الرئيس نبيه بري مبادرته الاخيرة للحوار المتلازمة مع انتخاب رئيس للجمهوية والتي لم يتم التجاوب معها من "القوات اللبنانية" والكتائب واخيرا بكركي.

كذلك فان انتخابات رئاسة الجمهورية معلقة على تسوية خارجية روج لها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف – لودريان وتقوم على المرشح الثالث الذي لم يظهر بعد وفق معلومات مصادر متابعة لملف رئاسة الجمهورية وان ما يتسرب من اسماء سواء من جهات داخلية او خارجية ليست نهائية حيث كثرت الاسماء وتراجعت الانتخابات وكانت اللائحة الاخيرة التي سربت على انها قطرية المصدر وتضم النائب نعمت افرام والوزير السابق زياد بارود والمدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، للاختبار ولمعرفة ردود الفعل عليها حيث لم تحظ بالاهتمام المناسب كما برز وما زال اسم قائد الجيش العماد جوزف عون متقدما اكثر من غيره بين الاسماء المتداولة كمرشح ثالث او تسوية.

والتداول بالاسماء لا يعني انها هي من سيقع عليها الخيار اذ ثمة مواصفات يجب ان تتوافر ليلقى المرشح التوافق سواء الداخلي او الخارجي ويسوق وهو ما لم يحصل بعد بالرغم من ان الموفد القطري جاسم بن فهد ال ثاني وفي جولاته على كتل نيابية وقيادات سياسية سعى الى استطلاع الاراء فلم يلمس توافقا لبنانيا على اسم وهذا ما حصل مع الموفد الفرنسي ايضا مما زاد من تعقيد الوصول الى حل لازمة انتخاب رئيس للجمهورية سواء بشروط الاطراف اللبنانية او مواصفات الدول المشكلة منها "اللجنة الخماسية".

وحده "حزب الله" ثابت على مرشحه سليمان فرنجيه الذي كان اول من سماه حليفه الرئيس بر وجرى توافق بين الطرفين الشيعيين الاقوى في طائفتهما فاسقط الامين العام للحزب السيد حسن نصىالله كل ما تم تسريبه عن تخليه عن فرنجيه الذي يؤكد انه مستمر في ترشحه ولن يقبل شروطا او تعهدات تطلب منه او تفرض عليه وينقل عنه انه ليس طارئا على الترشح لرئاسة الجمهورية بل هو كاد ان يصل اليها عام 2016 بتأييد داخلي ومباركة خارجية وهو لن يكرر الانسحاب مرة ثانية الا وفق ما تفرض الظروف وهو يردد دائما أن الظروف والمناخات هي التي تأتي بالمرشح الى رئاسة الجمهورية وقد وعد مرشحون بالرئاسة الاولى وابتعدت عنهم ويعطي مثلا عنه هو كيف انه اقترب من القصر الجمهوري ثم ابعدته عنه الظروف التي قرأها "حزب الله" في دعم وصول العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

فالثبات الذي يقفه "حزب الله" عند مرشحه فرنجيه ويطرح الحوار للتوافق وللخروج من الازمة الرئاسية ليس موجودا عند الطرف المناوىء له والممثل بحزبي "القوات اللبنانية" والكتائب ونواب مستقلين ويقف معهم احيانا الحزب التقدمي الاشتراكي عند مرشح ثم يتراجع يقول مصدر سياسي حيث تم الانسحاب من دعم ترشيح النائب ميشال معوض بعد 11 جلسة انتخاب ليحصل التقاطع على اسم الوزير السابق جهاد ازعور ودخل على هذا التقاطع "التيار الوطني الحر" ولم يتمكنوا من ايصاله لرئاسة الجمهورية.

وبات الاستحقاق الرئاسي بين ثابت وهو الثنائي "امل" و"حزب الله" على فرنجيه ومتحول وهم من يسمون انفسهم "سياديون" ودخل الموفد الفرنسي على المرشح الثالث وهو تحول ايضا وكذلك فعلت قطر بتحولها عن قائد الجيش الى ثلاثة مرشحين في وقت تبحث اميركا عن مصالحها ومصر عن حضورها والسعودية دون اسماء.


الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران