اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مع انتقال المواجهة بين الفلسطينيين والعدو الإسرائيلي إلى مسرحٍ جديد هو المستوطنات الإسرائيلية، بعدما كان الداخل الفلسطيني هو المسرح للعدوان الإسرائيلي، تدخل القضية الفلسطينة ومقاومة الشعب الفلسطيني مرحلةً جديدة، بحيث "لا يمكن لأي إنسان لديه ذرة عقل، إلاّ ان يكون فرحاً بالعملية التي نفذها المقاتلون الفلسطينيون ضد العدو الإسرائيلي" كما يؤكد النائب في تكتل "التغيير" ياسين ياسين، الذي يقول لـ "الديار" إنه في الوقت نفسه "حزين على الواقع الفلسطيني والشعب الفلسطيني الأعزل، الذي يعاني منذ عشرات السنين من حصار العدو الصهيوني وحروبه وعدوانه، فيما العالم تكاتف ضده وصمت عن هذه الجريمة، واليوم كلنا نتنفس الصعداء لأن هذه العملية، أتت نتيجة الظلم والاضطهاد، لأنه بالنهاية لا يصحّ إلا الصحيح".

ويوجه النائب ياسين تحيةً من لبنان إلى الأبطال من غزة ويشدّ على أيديهم، مؤكداً أن "القتال الحقيقي الذي من الواجب أن يخوضه العرب والفلسطينيون، هو بوجه العدو وليس في المخيمات الفلسطينية في عين الحلوة وغيرها، لأن هذا هو القتال الوحيد، والبندقية يجب أن تُوجّه إلى هذا العدو فقط، وليس إلى أي مكان آخر".

من جهةٍ أخرى وفي سياق متصل بالمشهد اللبناني الداخلي، وبمشكلة النزوح السوري، في ضوء التطورات الأخيرة الناجمة عن موجة النزوح الجديدة، يشير النائب ياسين، إلى أن "هذه الأزمة بدأت منذ العام 2013 عندما توقفت عملية تسجيل النازحين، ولكن في تلك الفترة، كانت الأموال تتدفق من الجهات المانحة وكان الكل مستفيداً، ولم يكن من مشكلة من أي فريق سياسي أو اعتراضات على النزوح وأخطاره".

ولذلك يرى النائب ياسين، أن "السوريين قد تغلغلوا في القرى والمناطق اللبنانية، وفي البقاع مثلاً، ولدى سلوك الطريق المؤدية الى الحدود في المصنع، تنتشر مئات المؤسسات السورية التي تعمل بطريقة غير شرعية ولا تدفع أي ضرائب للدولة، وهنا الموضوع لا يتعلق فقط بالتهرّب الضريبي ولكن المشكلة أكبر وأخطر من ذلك، لأننا نتحدث عن مؤسسات تعمل خارج نطاق الاقتصاد الشرعي وعن مجتمع تحول إلى دويلة داخل الدولة".

وعن الحلول، يتحدث النائب ياسين عن "عجزٍ، لأن هذه الحلول كان من المفروض أن تكون منذ سنوات، بعدما تحوّل مجتمع النازحين السوريين، إلى دويلة ضمن الدولة، فالكل متفق على ان النزوح يشكل تهديداً وخطراً على لبنان واللبنانيين ونسمع رعداً ولكن لا نرى مطراً".

والمشكلة اليوم هي " تشاركية بين الأحزاب والقوى السياسية كلها" كما يعتبر النائب ياسين، موضحاً أنها "ليست مشكلة حزب ضد آخر وليست مشكلة سياسية داخلية، بل هي مشكلة بين الدولة اللبنانية وسوريا كما هي مشكلة بين سوريا وتركيا، وتتطلب حلولاً عملية، وليس أن يخرج المسؤولون إلى الإعلام ويطلقوا التصريحات والمواقف التصعيدية، بل نريد حلولا عملية وفاعلة، كما سبق وأن طرحه المجلس الاقتصادي الاجتماعي من حلول من أجل تنظيم العمالة السورية".

وإذ يكشف النائب ياسين عن أن عدد السوريين بات بالملايين، يجزم بصعوبة إيجاد الحلول وتطبيقها خلال أيام، لكنه يلفت إلى أن "خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وهذه ليست سياسية ولا مجال فيها للمزايدات السياسية، فالبلديات عاجزة عن القيام بهذه المهمة ونتمنى أن تواصل مهامها رغم الأزمة المالية الخانقة ويجب دعمها، إلاّ أن المسؤولية تقع على الدولة التي من المفروض أن تضع خارطة طريق من خلال لجنة وزارية متخصصة تضم وزارات الخارجية والشؤون والداخلية والمالي ورئاسة الحكومة، وأن تعمل هذه اللجنة على صياغة الحل لأزمة النزوح وأن يقوم المجلس النيابي بمراقبة هذا الحل، وأن يكون التطبيق عملانياً عبر آلية التأكد من كل السوريين الموجودين خارج المخيمات وإحصائهم ومراقبة نشاطاتهم، وبالنسبة للذين في المخيمات يجب البدء بمراقبة من يقوم بزيارات دورية إلى سوريا لإعادته اليها بشكل نهائي لأن ما من خطر على حياته، وخلافاً لذلك فإن كل المواقف هي في إطار المزايدات فقط".

وبالتالي، فإن الحل، وفق النائب ياسين يكون بالتواصل مع سوريا وليس عبر توجيه اللوم للهيئات المانحة والجمعيات الإنسانية، لأن المسؤولة عن إيجاد الحلول هي الدولة اللبنانية، فالوضع مأسوي ولا يجب تركه ونحن كنواب مهمتنا رقابية، بينما بالمقابل فإن حسابات السلطة تختلف عن حسابات الشعب، لأن المسؤولين لا يملكون أي مصالح في لبنان وأموالهم كلها في الخارج، ولا يشعرون بالأزمة ويدهم ليست بالنار مثلنا، علماً أن خطر النزوح هو خطر وجودي ولا أحد يزايد علينا بالعروبة وبالوطنية، لأن مسؤولية السلطة أن توقف وتُبطل هذه الألغام التي قد تنفجر بنا، فنحن نعيش ضمن أجندة سياسية تُنفّذ علينا، والسياسيون مرتهنون كما أن الشعب اللبناني اليوم هو رهينة خياراته السياسية".  

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران