اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في سجلات تاريخ البشرية، تركت الحرب علامة لا تمحى على المجتمعات والاقتصادات والجغرافيا السياسية. ومع ذلك، وسط الدمار والمعاناة التي تلحقها الحرب بالبشرية، هناك ضحية صامتة أخرى وهي بيئتنا. إن استخدام الأسلحة وإدارة الصراعات المسلحة لهما عواقب بعيدة المدى تتجاوز ساحة المعركة، لتؤثّر على طبيعتنا وتدمّرها. فمن تدمير الموائل والتلوث إلى تهجير الحياة البرية والإرث المشؤوم للتجارب النووية، فإن الخسائر البيئية الناجمة عن الأسلحة والحرب هي تذكير واقعي بالترابط بين عالمنا.

آثار بيئية مدمّرة!

وبحسب الخبير البيئي البروفيسور "ضومط كامل"، فأنّ للأسلحة والحرب تأثيرا كبيرا وضارا على البيئة، ويمكن تصنيف هذه التأثيرات في عدة مجالا، أهمها:

- تدمير الموائل: غالبًا ما تؤدي الحرب واستخدام الأسلحة إلى تدمير الموائل الطبيعية. يمكن أن تؤدي القصف ونيران المدفعية والعمليات العسكرية إلى إزالة الغابات والأراضي الرطبة والنظم البيئية الأخرى. ويمكن أن يؤدي فقدان الموائل إلى تعطيل مجموعات الحياة البرية المحلية وتهديد التنوع البيولوجي.

- تلوث الهواء: يؤدي استخدام المتفجرات والصواريخ والأسلحة الأخرى إلى إطلاق كميات كبيرة من الملوثات في الغلاف الجوي. ويمكن أن تشمل هذه الملوثات المعادن الثقيلة والجسيمات والمواد الكيميائية المضرّة بصحة الإنسان وتضر بالبيئة. وعلى وجه الخصوص، يساهم حرق الوقود الأحفوري في العمليات العسكرية في انبعاثات غازات الدفيئة وتغير المناخ.

- تلوث المياه: يمكن أن تؤدي الحرب إلى تلوث مصادر المياه من خلال إطلاق المواد الكيميائية الخطرة وتدمير البنية التحتية، مثل مصافي النفط أو مرافق تخزين المواد الكيميائية. وهذا التلوث يمكن أن يضر بالنظم البيئية المائية، ويعطل توافر المياه النظيفة للسكان المدنيين، ويشكل مخاطر صحية على المدى الطويل.

- تلوث المياه: يمكن أن تؤدي الحرب إلى تلوث مصادر المياه من خلال إطلاق المواد الكيميائية الخطرة وتدمير البنية التحتية، مثل مصافي النفط أو مرافق تخزين المواد الكيميائية. وهذا التلوث يمكن أن يضر بالنظم البيئية المائية، ويعطل توافر المياه النظيفة للسكان المدنيين، ويشكل مخاطر صحية على المدى الطويل.

- تلوث التربة: يمكن أن تؤدي الأجهزة المتفجرة والألغام الأرضية واستخدام اليورانيوم المنضب في الذخائر إلى تلويث التربة بمواد خطرة. ويمكن أن يستمر هذا التلوث لعقود من الزمن ويشكل مخاطر على البيئة وصحة الإنسان.

- إزالة الغابات: في مناطق النزاع، يمكن أن تؤدي الحاجة إلى الموارد، مثل الحطب والأخشاب، إلى إزالة الغابات. وهذا لا يقلل فقط من قدرة الغابات على امتصاص الكربون الطبيعي، بل يؤدي أيضًا إلى تفاقم المشاكل البيئية المحلية، مثل تآكل التربة وفقدان موائل الحياة البرية.

- تهجير الحياة البرية: إن وجود القوات العسكرية والاضطراب الناجم عن الحرب يمكن أن يجبر الحياة البرية على الفرار من موائلها أو القتل مباشرة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى نزوح الأنواع، وتعطيل أنماط الهجرة، وحتى تعريض مجموعات سكانية معينة للخطر أو انقراضها.

- تجارب الأسلحة النووية: إن تجارب الأسلحة النووية، مثل تفجير القنابل الذرية، لها عواقب بيئية كارثية. ويمكن أن يسبب التلوث الإشعاعي للتربة والمياه والهواء، مما يؤدي إلى مخاطر صحية طويلة الأمد واختلال النظام البيئي.

- تدمير البنية التحتية: غالبًا ما تتضمن الحرب تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محطات الطاقة والمرافق الصناعية وأنظمة النقل. وهذا لا يؤدي إلى تعطيل الحياة المدنية فحسب، بل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى إطلاق مواد خطرة، بما في ذلك المواد الكيميائية، في البيئة.

الأسلحة البيولوجية وخطورتها على البيئة

تعد الأسلحة البيولوجية من أشد الأسلحة المعروفة فتكاً وتدميراً، حيث أنها تستخدم للتسبب المتعمد في نشر الأوبئة بين البشر وفي تدمير البيئة من ماء وهواء وتربة، كما أنها تستخدم ضد المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والتي هى لب إقتصاد بعض الدول. ومن أشهر أنواع الأمراض المستخدمة في الحروب البيولوجية: الجمرة الخبيئة، الجدري، الطاعون، الكوليرا، إنفلونزا الطيور، وأمراض الفم والقدم.

تعتبر الإصابة بالمرض من أهم أسباب الإنقراض في الأنواع المهددة بالإنقراض هو الإصابة بالمرض, حيث تشكل هجمات الأسلحة البيولوجية خطراً على النباتات والحيوانات البرية النادرة بشكل طبيعي والأنواع التي قل عددها أو تدهورت موائلها الطبيعية بسبب الأنشطة البشرية. ومن الجدير بالذكر أن الأمراض التي استطاع البشر تطوير مناعة لها في الأنواع المحلية قد تكون مميتة في الحيوانات البرية. إن الأسلحة البيولوجية ليس لها تأثيرات مباشرة على التنوع الوراثي للنباتات والحيوانات الأهلية فحسب، بل إن لها أيضاً آثاراً كارثية مباشرة وغير مباشرة على المجتمعات الحيوية من النباتات والحيوانات.

كما وتستخدم الميكروبات الحربية لتدمير المزروعات، فمثلاً، يعتبر مرض "لفحة الأرز" من الأمراض الخطيرة التي تصيب الأرز، حيث تسبب العدوى ضعف النباتات وبالتالي قلة المحاصيل، كما وتسبب تغييرًا جينيًا في النبات، مما يؤدي إلى تسمم من يتناوله.

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران