اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بالنسبة الى كثير من المتابعين لم يكن مفاجئاً تحرك سرايا القدس- الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، عند الحدود اللبنانية الجنوبية، واختراق الحدود وتنفيذ عملية أمنية قًتل خلالها جنود اسرائيليون، واستشهد فيها اثنان من منفذي عملية الاقتحام هما حمزة موسى ورياض قبلاوي، فحزب الله كان واضحاً مع بداية أحداث غزة بأنه لن يكون على الحياد، فماذا يعني ذلك وماذا عن هذه الجبهة؟

حتى الساعة، ليس هناك من أفق واضح حول مدى التطور الذي من الممكن أن يحصل على مستوى الجبهة الجنوبية، ربطاً بالتطورات القائمة في قطاع غزة بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" في نهاية الأسبوع المنصرم، لكن الأكيد أن هذه الجبهة ليست بعيدة عن هذه التطورات، بدليل ما حصل في الأيام الماضية.

في هذا الإطار، التطور الأبرز الذي من الممكن الحديث عنه، بما يتعلق بلبنان، هو الدخول الفلسطيني العلني على خط العمليات التي من الممكن أن تحصل عبر هذه الجبهة، بعد تلك التي نفذتها حركة "الجهاد الإسلامي" أول من أمس، الأمر الذي دفع العديد من الجهات إلى طرح الكثير من علامات الإستفهام حول ذلك، نظراً إلى أن "حزب الله" هو من كان يتولى توجيه الرسائل عبر هذه الجبهة.

عندما استهدف حزب الله مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة لم يكن يرغب بتغيير قواعد الاشتباك، إنما توجيه رسالة بأنه حاضر في المعركة بحسب متطلباتها، فاللعب بحسب القواعد يسري على كل الأطراف. كذلك أراد الحزب التأكيد على أن وحدة الساحات ليست شعاراً، فحضّر رسالة ثانية بعد بدء الحديث عن إمكانية الغزو البري في مدينة غزة، وما قامت به المجموعة الفلسطينية على الحدود اللبنانية يأتي في هذا السياق.

رسالة التحرك الفلسطيني ليست مشابهة لعمليات إطلاق الصواريخ اليتيمة سابقاً والتي كانت تقوم بها مجموعات فلسطينية من سهول الجنوب، فالعمل على الحدود بهذه الطريقة ومن قبل مجموعات مدربة لا يحصل دون علم حزب الله والتنسيق معه، وبالتالي الرسالة هنا بأن الحدود قد تُفتح أمام عمليات مشابهة خلال المرحلة المقبلة، والأمر غير محصور هنا بمدى زمني، ولا يتعلق بحدث عسكري يجري في غزة، وهذا من مفاعيل وحدة الساحات أيضاً، حيث قد يعمل الايراني من سوريا، والفلسطيني من لبنان، وحزب الله من العراق، هذه وحدة الساحات.

رغم أن المجموعة المنفذة كانت فلسطينية إلا أن الرد الاسرائيلي كان على مواقع لحزب الله، وأدت لسقوط شهداء، وهذه أيضاً كانت رسالة اسرائيلية، علما أن بعض المعلومات تتحدث عن أن الاسرائيلي لم يكن يريد قتل أفراد من حزب الله، وهو الآن بصدد انتظار الردود.

بحسب مصادر متابعة فإن الفلسطينيين لم ولن يقدموا الوعود بخصوص استخدام أو عدم استخدام هذه الجبهة بعمليات جديدة، مشيرة الى أن عدو فلسطين ولبنان واحد، والعمل ضده مشترك، والمقاومة على تنسيق كامل ومستمر.

كذلك بالإضافة إلى ما تقدم، هناك تطور آخر منتظر يوم الجمعة المقبل، بعد الدعوة التي وجهتها حركة "حماس" إلى النفير العام في العالمين الإسلامي والعربي، على إعتبار أن هذه الدعوة تتضمن دعوات أخرى للزحف نحو الحدود مع إسرائيل، الأمر الذي كان عادة يؤدي إلى مواجهات يسقط خلالها ضحايا، خلال محاولتهم تجاوزها، ما يدفع إلى السؤال حول كيفية التعامل معها من قبل الجهات الرسمية اللبنانية.

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران