اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ما زالت عملية " طوفان الاقصى" التي نفذتها حركة "حماس" يوم السبت الماضي، ضد المستوطنات والجيش "الاسرائيلي" وباقي الاجهزة، المفاجآة الاكبر التي تحتل الاحداث السياسية والامنية والعسكرية، فلم تكن في الحسبان ونجحت على جميع الاصعدة، اذ حملت عنواناً واقعياً لما جرى، بعد تنفيذ عملية غير مسبوقة منذ 50 عاماً على أثر إختراقها الاجهزة العسكرية والأمنية والاستخباراتية، الامر الذي ادى الى سقوط القتلى والجرحى، إضافة الى المفقودين والاسرى والدمار الهائل، ما ينذر بإشتعال المنطقة.

وفي هذا الاطار، يقول الباحث والمحلل السياسي قاسم قصير خلال حديث لـ "الديار": " لا شك في انّ عملية " طوفان الاقصى" غير تقليدية وشكلّت مفاجآة، سواء على المستوى الفلسطيني او "الاسرائيلي"، او على الصعيدين العربي والدولي، لانه للمرّة الاولى يقوم مقاتلون فلسطينيون بإقتحام مواقع "اسرائيلية" خارج نطاق قطاع غزة، سواء على مستوى الحجم او شكل الاقتحام او النتائج التي لم يستوعبها "الاسرائيليون"، بسبب عدد القتلى والاسرى، إضافة الى استعادة الفلسطينيين لعدد كبير من المستوطنات التي تشكل ارضهم، وما زالوا يقاتلون في المناطق الفلسطينية المحتلة.

وحول فشل المخابرات "الاسرائيلية" في كشف هذه العملية قبل حدوثها، اشار قصير الى انّ فشلهم يؤكد بأن مقولة " الجيش الذي لا يقهر"، وبأنّ "اجهزة المخابرات "الاسرائيلية" قادرة على معرفة اي شيء"، ليست سوى وهماً عند بعض العرب، لانه سبق ان فشلت المخابرات في معرفة قدرات حزب الله في لبنان، عندما قامت "اسرائيل" بتنفيذ عدوان تموز، وحينئذ قدّم حزب الله مفاجآت عديدة عبر صواريخ الكورنيت والصواريخ الصينية، والمحميات التي اقامها في مناطق الجنوب، مما حوّل العدوان الى هزيمة اسرائيلية.

وتابع:" المقاومة طوّرت قدراتها سواء الامنية والعسكرية والاستخباراتية، فيما "اسرائيل" لا تزال تنام على حرير، وتعتقد بأنها القادرة على اكتشاف كل شي، من هنا اهمية ما حصل، ونحتاج للكثير من الوقت حتى ندرك الابعاد الاستراتيجية والسياسية والامنية والعسكرية، لما جرى في عملية " طوفان الاقصى" .

وعن مدى إشعال الجنوب ودخول حزب الله في المعركة، اعتبر قصير بأنّ كل شيء وارد، وما قام به حزب الله من قصف للمواقع الاسرائيلية هو تأكيد بأنه لن يترك غزة لوحدها، وبأنه مستعد لتنفيذ عمليات لدعم الشعب الفلسطيني وغزة، لكن حتى الان ردة الفعل محدودة ، سواء على اختيار المواقع او حجم القصف الذي جرى، لكن في حال تطورت الاوضاع في غزة وفلسطين، لا اظن ان الامور ستبقى محدودة، وعندها لا تؤخذ بالحسبان الظروف الداخلية للبنان، لان الوضع في المنطقة سيشتعل، وسيكون لبنان جزءاً من الجبهة الكبرى التي ستنشأ، لكن هذا يحتاج الى متابعة، وفي انتظار ذلك فحزب الله واضح، هو يتصرف بدقة وبطريقة متسلسلة ولا يأخذ لبنان الى الحرب، لكنه يطلق رسائل واضحة، وعلى ضوء ردة الفعل الاسرائيلية ستكون الامور متدحرجة".

وحول مدى إستمرار هذه العملية، قال قصير:" لا احد يستطيع تحديد افق العملية العسكرية في غزة، لان هذا مرتبط بطبيعة الرد االاسرائيلي، هم يقولون اليوم انهم يجهزون لعملية برّية واسعة، وانه تم استدعاء الاحتياط، في ظل وجود دعم اميركي لإسرائيل، ولكن هل تستطيع اسرائيل تنفيذ عملية برّية كبيرة؟، وكيف ستكون ردة الفعل من قبل المقاومين والقوى الاخرى في المنطقة؟، وهل تتحمّل المنطقة حرباً واسعة على جبهات متعدّدة؟، معتبراً ان الاسرئيليين لم ينجحوا في استعادة المناطق التي نجح الفلسطينيون في السيطرة عليها، خصوصاً في ما يسمى غلاف قطاع غزة، من هنا علينا ان ننتظر كيف سيتصرّف الاسرائيليون؟، وهل سينجحون في الدخول الى غزة عبر العملية البرّية؟، ما هي طبيعة المقاومة وكيف ستتحرك الجبهات الاخرى؟.

وأضاف: "على ضوء كل هذه المعطيات، يمكن تحديد فترة العملية مع العلم ان اسرائيل لا تتحمّل عملية لفترة طويلة، لان ذلك سينعكس على الداخل الاسرائيلي والوضع الاقليمي والدولي ، اضافة الى ان الوضع الدولي اليوم لا يتحمل عملية ضخمة، في ظل استمرار الحرب على اوكرانيا، وهذا سينعكس على سوق النفط والغاز، وعلى ضوء كل التطورات الميدانية يمكن تحديد افق العملية، او الوقت الذي ستأخذه، وكل هذا مرتبط بالجانب الميداني اولاً، وبالاتصالات والتحركات الدولية التي ستجري في المنطقة.

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟