اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب الأمبراطورية الأميركية، كظاهرة أسطورية، تبعث بأحدث حاملات الطائرات ـ ومعها 4 غواصات نووية ـ الى مقربة من شواطئنا (لا من الشواطئ الايرانية) لترويع حزب الله، ومنعه من خوض الحرب ضد "اسرائيل"، وقد أثبتت الأرض أنها فعلاً أوهى من بيت العنكبوت ...

هذا، وان كانت مصادر ديبلوماسية أوروبية قد ذكرت أن الغاية من ارسال تلك القوة استيعاب أي تداعيات لحالة الهيستيريا التي تعصف بـ "اسرائيل".

الأميركيون يدركون أن مشاركة الحزب لا تعني فقط زعزعة "اسرائيل" بالمعنى الوجودي للكلمة، وانما اندلاع حرب قد تغيّر المسار الاستراتيجي للمنطقة .

نتوقف عند ما نقلته "يديعوت أحرونوت" عن مصادر سياسية: "اسرائيل ستستخدم القوة الأميركية لقمع الحزب" . أيضاً " مواجهة النظام السوري واسقاطه، بما في ذلك الأمن الشخصي للأسد"، لنلاحظ أن حكومة نتنياهو تتفادى أي مواجهة مباشرة مع حزب الله لتهدده بالأرمادا الأميركية، وبتقويض النظام في سوريا (أين روسيا؟). الى ماذا يؤشر ذلك...؟

بكل تأكيد، الأولوية لدى قيادة الحزب هي حماية الأرض اللبنانية، وهي التي تدرك أي تداعيات بنيوية (ومصيرية) للحرب اذا أخذنا بالاعتبار ما تعانيه البلاد من التصدع السياسي والطائفي، ناهيك بالتردي الاقتصادي والمالي، لكأننا في دولة تنتظر أي ضربة على الظهر لا على الرأس، لتلفظ أنفاسها الأخيرة.

الأميركيون يتخوفون من أي انفجار يؤدي الى تحويل الشرق الأوسط الى حلبة للصراع العسكري، ما ينعكس بصورة دراماتيكية على الوضع ان في الشرق الأوروبي أو في الشرق الآسيوي، وقد لاحظنا أن واشنطن لم ترسل مثل تلك القوة البحرية الى مقربة من شواطئ روسيا أو الصين . القوتان اللتان تنافسانها على ادارة العالم.

أكثر من ذلك، ما جرى أظهر مدى الهشاشة العسكرية للدولة العبرية، التي كانت توحي للأنظمة العربية الخائفة على بقائها بأن التطبيع معها، والى حد التعاون الاستراتيجي، يحمي هذه الأنظمة من الزلازل التي تهز المنطقة بين الفينة والأخرى . أين هو التطبيع الآن ؟ الأحرى أين هي "اسرائيل" الآن ؟

تذكرون أن آرييل شارون كاد لولا التدخل الأميركي، أن يطرق بحذائه باب رئيس جمهوريتنا عام 1982، بعدما كان قد أعلن اثر فضيحة الدفرسوار عام 1973، أن باستطاعة دباباته الوصول الى القاهرة .

العنصر البشري هو الأساس. الجندي "الاسرائيلي" سقط في الاختبار على الأرض اللبنانية (عامي 2000 و 2006 )، ليسقط نهائياً على تخوم غزة . حتى الجنرالات وقعوا كما الفئران، بيد من استخدموا الدراجات النارية لا الدبابات ولا الطائرات، بعدما وصف "الحاخامات" في حرب 1967، الطائرات بالطيور النحاسية التي بعث بها يهوه لمؤازرة شعب الله المختار في التصدي لقبائل ياجوج وماجوج.

الكل في "اسرائيل" يتحدثون الآن عن الفضيحة ذات الأجراس، كرديف للأفعى ذات الأجراس. الفلسطينيون الذين ظن "الاسرائيليون" أنهم دفنوهم في القبور (محمود عباس كحارس للمقبرة)، خرجوا من القبور . "اسرائيل"، مهما بلغت في تدميرها البربري، لم تعد بالدولة التي تخيف . الغارات الجوية تظهر مدى هشاشة الدولة التي لا تقهر.

اللافت هنا، ما تشيعه بعض الأوساط الديبلوماسية العربية من أن الضربة التي أصابت "اسرائيل" ستمكّن الأميركيين من الضغط على نتنياهو في اتجاه حل الدولتين. وعلى أساس أن تجربة "السبت الأسود" أثبتت أن الرهان على القوة في احتواء الفلسطينيين رهان الحمقى.

المثير هنا أن ثمة قيادات حزبية وسياسية لبنانية تلقفت بالكثير من التفاؤل كلام نتنياهو حول تغيير الشرق الأوسط، ما يعني تلقائياً تغيير لبنان.

الى اين يمكن أن تستمر "ثقافة الغباء" اذا علمنا أي شرق أوسط يمكن أن ينتج من ذلك التهديد. آفي شاليط توقع أن تفتح كل أبواب (وحتى نوافذ) جهنم.

الأميركيون لن يطلقوا رصاصة على حزب الله لادراكهم الى اين يمكن أن تصل هذه الرصاصة.

كم نتمنى على الحزب الخروج من اللعبة السياسية في لبنان، ليكون القوة التي تقود عملية بناء لبنان الآخر لبنان الدولة، لا نقطة التقاطع بين الطوائف المجنونة والمافيات المجنونة ... !!

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران