اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

فلسطين تصنع التاريخ

المشهد ُ في فلسطين اليوم، هو غيرُه في كلِّ ما شهده بنو جيلنا، منذ "النكبة" التي استمرّت ولا تزال تستولد النكبات على مدى خمسة وسبعين عاماً... جديد المشهد اليوم ليس فقط في ما يقوم به شعبُنا من بطولاتٍ في فلسطين، هيهاتِ ان يعرف لها التاريخُ مثيلاً، ولا في ما يُقدِّمه من تضحياتٍ سيُسجّلها التاريخُ مثلاً حيّاً في دروسه عن وقفات العزّ فيه.

جديد المشهد، قل جديد الفصل الجديد في الصراع بين أصحاب الحقّ وأصحاب الباطل، هو أنّه يُجري ترسيماً للحدود، في الجغرافيا كما في التاريخ، ترسيماً جديداً للحدود بين الموت والحياة.

المعنيُّ فعلاً بما سيكتبه التاريخ في غدٍ عن وقائع ما يجري اليوم على ارض فلسطين، هو قارىء ومنذ الاَن، أنّ فلسطين التي تدافع عن حقّها، عن نفسها، عن الامّة على اختلاف صفاتها، هي مدافعة في الوقت نفسه عن القيم الانسانية، التي تخلّى عنها الداعون اليها كما الأدعياء . والّا، فما هو تبرير هذا الصمت العالمي الرهيب، لا سيما صمت المراجع الدينية العليا، في الغرب كما في الشرق، ازاء ما يجري من محاولة ابادة للشعب في غزّة؟

قارىء التاريخ، حين يكتب التاريخ أصحّاءُ عقولٍ وضمائر، لا بدّ أن يقرأ أنَّ فلسطين التي تواصل، بأسمى البطولات وأسنى التضحيات، كتابةَ " سِفْرَ الخروج " اليهودي من فلسطين، هي في الوقت عينه، كاتبةٌ "سفر التكوين العربي" الجديد .

ما تقوم به فلسطين هو القيامة، وتؤكِّد حقيقةَ" أنّ القوّة هي القولُ الفصل في اثبات الحقّ القومي أو في انكاره. "

فلسطين، يا حاملةً عن العالم كلّ خطاياه، شكراً لكِ، تلقين علينا اَخر الدروس المفيدة مختصرةً، من عِبَر التاريخ القائلة:" أنّ ازمنةً مليئةً بالصعاب والمحن تأتي على الامم الحيّة، فلا يكون لها انقاذ منها الّا بالبطولة المؤمنة المؤيّدة بصحة العقيدة. واذا تركت أُمّةٌ ما اعتمادَ البطولة في الفصل بمصيرها قرّرته الحوادثُ الجاريةُ والاراداتُ الغريبة. "

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران