اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

إعتبر الوزير السابق رشيد درباس، أن لبنان، كما كل البلاد العربية يعاني نفس الترددات من حرب إسرائيل على غزة، مشيراً إلى أن "ما يجري من جرائم تقع على الشعب المظلوم والقائد والبطل والشجاع، تدمي القلوب، وليس فقط قلوب العرب وإنما القلوب الإنسانية. وأكد الوزير السابق درباس لـ"الديار"، أن العدو الإسرائيلي يستغل ويستثمر التضامن الأوروبي ـ الأميركي معه لكي يوسِّع إطار عدوانه، أما في لبنان، فربما كان له وضع خاص لأنه ما زال على تماس مع خطوط الحدود وما زالت هناك قوى مسلّحة على الطرفين متربّصة ببعضها، لذا، هناك خشية من تطور الأمور إلى ما يتعدى ويتخطى الحسابات السليمة، وبالتالي، نحن بحاجة أن نكون في أقصى درجات الحذر، لأن العدو الإسرائيلي يحاول أن يستغل هذا الظرف لكي يوسِّع إطار عدوانه".

وعن تصاعد الحديث عن تغيير معالم المنطقة، قال درباس: " أن الواقعية السياسية تقتضي أن نراقب الأمور برصانة، وما يقوله نتنياهو هو رغبته وهو يحاول أن يستثمر في الظروف الدولية الراهنة، ولكن هذا قرار استراتيجي لا يملك نتنياهو أن يتخذه بمفرده، لأن الأمر ليس بيده، الأمر الآن بيد قائد الحاملة الأميركية جيرالد فورد، أكثر ما هو بيد نتنياهو".

وعن ترحيل الفلسطينيين من غزة وتغيير معالم المنطقة، كشف درباس، أن "هذا وارد إذا كان العرب في حالة تراخي، أما إذا كان هناك موقف عربي صارم يقف أولاً مع مصر في رفض في فتح معبر رفح، وثانياً في حق الشعب الفلسطيني بالتمسك بأرضه، وثالثاً في وقف العدوان الهمجي على غزة، هذه الأمور تحتاج إلى وقفة عربية ليس على مستوى وزراء الخارجية فقط، إنما على مستوى القمة، وأن ينتشر المبعوثون لدى الدول العربية ليقولوا لمن يعنيهم الأمر، إن هذه المنطقة الإستراتيجية إقتصادياً وسياسياً بالنسبة لكم ستكون في عداء كامل معكم إذا استمر هذا العدوان، وإذا استمرت الخطط التي ترمي إلى تهجير الفلسطينيين من بلادهم، ولكنني هنا أتحفظ وأقول، إذا أجرينا مقارنة سريعة بين عدد الفلسطينيين الذين هم خارج فلسطين وهم أبناء النكبة أو أحفادها، وبين من هم ما زالوا مقيمين في أرض فلسطين، إن في الضفة أو في غزة أو في أرض الـ48، لوجدنا أن الفلسطينيين داخل فلسطين التاريخية ما زالوا أكثر عدداً، وهذا يعني أنهم متمسكون بأرضهم، ويعني أن الرهان الفلسطيني رهان فاشل، لأن الديموغرافيا الفلسطينية ستتغلّب على الصلف الإسرائيلي".

وعن الشغور الحاصل في الرئاسة، يجيب: "هناك من يقول أن هذا الملف قد بات خارج الإهتمام، فالوضع الآن يحتم أن ننتخب الرئيس فوراً وليس بعد شهر".

وما إذا كان العمل جارياً على حصول الإستحقاق الرئاسي، أكد الوزير درباس "لمن بيدهم الأمر، إن لبنان بحاجة لمن يتحدث بإسمه، ويجب أن يكون المتحدّث مارونيا وفي سدة الرئاسة".

وهل نحن أمام الحرب الأخيرة في الشرق الأوسط كما يتحدث البعض، ذكّر بأن "الرئيس أنور السادات قال ذلك قبل خمسين سنة، ولكن لم تنتهِ الحروب، وطالما أن القضية الفلسطينية لم تجد لها حلاً عادلاً فالحرب لن تتوقف، وربما تتّخذ أشكالاً مختلفة".

وهل نحن أمام شرق أوسط جديد، اعتبر درباس، أن "لبنان هو ساحة مؤامرة منذ العام 1969، أي منذ اتفاق القاهرة، وما زلنا ننتقل من مؤامرة إلى أخرى، إن دفع المقاومة الفلسطينية المسلّحة لكي تتمركز في لبنان، كان توطئة لمؤامرة قتلهم وجعلهم هدفاً سهلاً للإجتياح الإسرائيلي، والحرب الأهلية كانت في هذا الإتجاه أيضاً، وكذلك التمرّد الذي قاده الجنرال ميشال عون، وأدى إلى دخول الجيش السوري إلى لبنان، وذلك من ضمن النكبات التي أصيب بها لبنان، بسبب عدم وجود وحدة قرار وسياسة وطنية واحدة، وما من وطني واحد يعرف مصلحة الدولة هي قرار وليست منبراً، وكل من يريد أن يتخذ الدولة منبراً سوف يلعنه التاريخ".

وما إذا كانت لديه مخاوف على مستقبل لبنان، قال الوزير السابق درباس: "أبداً، ولا في شكل من الأشكال، والسبب أن الشعب اللبناني يتكيّف بسرعة وسهولة مع كل ما تعرّض له، وهو شعب مبدع، فلبنان كان من الممكن أن يفرط ولا يعود الإهتمام الدولي به، لولا أن الدولة تحتوي من المواد المتفجرة والخطيرة ما يجعلها في حرب، وهناك خشية من أنه إذا انفجرت الأوضاع في لبنان ستتفشى هذه المواد الخطرة في كل الإتجاهات، فعلى أرض لبنان يوجد لاجئون فلسطينيون وعدد هائل من السوريين، إضافة إلى صراع الطوائف والمذاهب، كل ذلك سيؤدي إلى فوضى أقرب إلى القنبلة البيولوجية. ولذلك أنا أرى أن المجتمع الدولي يتوجّس جداً جداً من هكذا مصير".


الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران