اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ان الموقف الذي اعلنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برفض اي تهجير من قطاع غزة نحو سيناء هو موقف قومي بامتياز وكل ما نتمناه ان يبقى هذا الموقف ثابتا لان الجمهورية المصرية هي الدولة الرائدة في العالم العربي.

كما ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يخضع لضغوطات اميركية عليه بشأن حرب اوكرانيا وبالتالي مصر اليوم تضغط على الولايات المتحدة والحلف الاطلسي وليس العكس.

اما بالنسبة لقطاع غزة فهو اليوم يحمل شرف الامة وكرامتها وعزتها، وشعبها البطل سيسجل اكبر الانتصارات على جيش العدو الاسرائيلي الذي اعلن انه ابتداء من الساعات المقبلة سيخوض معركة اجتياح قطاع غزة مهما كلف الامر، ووفق التحليلات العسكرية فان معركة ثقيلة بالدبابات والعربات المصفحة لا تستطيع الانتصار على حرب الانفاق ولا على حرب الكمائن ولا على حرب زرع العبوات الناسفة ولا على ثقافة المقاوم الفلسطيني الذي يدافع عن ارضه حتى الاستشهاد، بينما الجندي صاحب الثقافة الصهيونية يقاتل ويحاول التدمير لكنه يسعى بكل جهده للحفاظ على حياته وهذا هو الفرق بين من يستشهد دفاعا عن حقه وعزته وشرفه وارضه وبين من يقاتل للقتل من داخل دبابته ولا يتجرأ على الخروج من هذه الاليات الضخمة.

اما اليوم وهو اليوم الثامن للقصف الوحشي على قطاع غزة وبالرغم من الطلب من شعب غزة الذي يسكن شمال القطاع النزوح نحو جنوبه كي تبقى عاصمة القطاع وهي مدينة غزة سهلة امام هجوم جيش العدو الاسرائيلي، فان هذا النزوح لم يحصل الا بشكل جزئي وان الشعب الفلسطيني في غزة صامد ولا يهاب جيش العدو الاسرائيلي الذي جلب كل الاحتياط من ضباط وجنود لديه ولا الحلف الاطلسي بكل حاملات طائراته وبوارجه وسيلقن الجيش الصهيوني دروسا وخسائر كبرى ستجعل الشعب الصهيوني تتعالى صراخه ويطالب بوقف الحرب لان الخسائر البشرية في صفوفه ستكون كبيرة اضافة الى تدمير عرباته المدرعة ودباباته، لكن العدو الصهيوني طبعا سيلجأ الى استعمال القنابل التدميرية الضخمة التي تقوم الولايات المتحدة بتزويده بها وهي قنابل يصل وزنها الى 4 الاف كيلوغرام من المتفجرات الحارقة والمدمرة اضافة الى صواريخ ليست موجهة بالليزر بل تسمى صواريخ عشوائية كي تصيب كيفما كان الاماكن السكنية.

اليوم المطلوب من الدول المطبعة مع العدو الاسرائيلي على الاقل وفي اقل تقدير وفي اضعف موقف ان تسحب سفرائها من الكيان الصهيوني وان تستدعيهم احتجاجا على هذه الحرب الوحشية وعلى خطة تهجير الفلسطيني من قطاع غزة الى سيناء بعدما حصل التهجير الاول من المدن والقرى سنة 1948 واليوم تريد تهجير مليون فلسطيني الى سيناء ودول عربية كي تكمل مخططها في بناء الكيان الصهيوني الذي هو مهما طال الزمن الى زوال.

ان معركة غزة هي معركة فاصلة ستحدد مجرى التاريخ الى اكثر من 10 سنوات و20 سنة ولذلك نناشد كل الدول المطبّعة ان تتخذ موقفا واحدا وتعلن استدعاء سفرائها وتعلن ادانتها للقصف الوحشي على قطاع غزة ونناشد كل من يستطيع دعم قطاع غزة واهل غزة بالانخراط ولو ضمن حدود معينة ضد الكيان الصهيوني من العراق الى الضفة الغربية الى لبنان حيث من حق حركة الجهاد الاسلامي ومن حق الشعب الفلسطيني في المخيمات ان يدافع عن اهله في غزة ومن حقه ان يقصف المواقع الصهيونية على الحدود لان مقاومة حزب الله والجيش اللبناني ليسوا حراس حدود للكيان الصهيوني.

ان الايام المقبلة ستتعالى فيها الاصوات لوقف الهجوم الوحشي الصهيوني على غزة وان تركيا التي هي عضو في الحلف الاصطلسي لن تسير بمخطط الحلف بل ستضغط على الولايات المتحدة كما ان مصر هي التي تضغط على الولايات المتحدة لوقف الهجوم البربري على غزة ودول في الخليج بدأت تتعالى اصواتها لوقف العدوان على غزة وتتصاعد هذه الاصوات ولن ينتصر الجيش الاسرائيلي في مطلق الاحوال بل سيصاب بخسائر كبيرة ستعلّمه ان الدولة الفلسطينية اتية وعاصمتها القدس وان فلسطين ليست مسجدا فقط ولا كنيسة فلا هي مسجد الاقصى ولا هي كنيسة قيامة السيد المسيح ولا بيت لحم حيث ولادة السيد المسيح بل هي كروم العنب في اراضيها وحقول الزيتون وكامل القرى الفلسطينية والمدن الفلسطينية التي ازالها الكيان الصهيوني وبنى المستوطنات بديلا عنها.

ملاحظة اخيرة ان مملكة السويد تسمح بحرق القران الكريم تحت عنوان ان قوانينها تحفظ حرية التعبير، ولكن في ذات الوقت اليوم تمنع اي مظاهرة تجري في السويد تندد بقصف المدنيين في قطاع غزة.

اين حرية التعبير في دولة معادية للدين الاسلامي ومؤيدة للوحشية الصهيونية يا مملكة السويد؟.

ان حربنا هي حرب وجودية ضد الكيان الصهيوني فاما ستصبح فلسطين حرة واما سيظل الكيان الصهيوني محتلا لارضنا، وهذا لن يحصل.

شارل ايوب

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟