اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مما لا شك فيه أن انفجار الوضع الأمني قد يحصل في أي لحظة، ما يُنذر بخروج الأمور على الحدود الجنوبية عن السيطرة، وانزلاق لبنان بشكل دراماتيكي إلى مواجهة واسعة مع العدو الاسرائيلي، بموازاة ما قد يترتّب عنها من تداعيات كارثية، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوتر الحاصل في غزة والضفة جراء ارتفاع حدة التوتر بين حزب الله و "إسرائيل".

وعليه، يلاحظ الوزير السابق البروفسور ابراهيم نجار أنه "في الوقت الحاضر من الصعب التنبؤ، لأن هناك نقطة استفهام كبرى وهي هل سيتّخذ حزب الله القرار بدخول هذه الحرب على الجبهة الشمالية لإسرائيل أم لا"، معتبراً أنه "حتى الآن ما نراه أن الحزب يقوم بعملية إلهاء جانب كبير من "الجيش الإسرائيلي"، من دون أن يعرِّض لبنان لردّة فعل عنيفة من قبل إسرائيل والأسطول السادس وحلفائه، فالأمر الواضح اليوم، هو إذا تمكّنت إسرائيل من الدخول براً إلى القسم الشمالي من قطاع غزة، فإن الحزب سيقوم بقصف منصة كاريش، وإذا لم يدخل الحرب الطاحنة الحاصلة، هذا ما أتوقعه، وخصوصاً أنه حتى الآن الأنباء تقول إن لا نفط أو غاز في البلوك رقم 9، وبالتالي لا إمكان لحصول ردة فعل من قبل إسرائيل".

وبالتالي، يؤكد نجار أنه "في حال كان هذا السيناريو هو الغالب، فإن لبنان يكون قد سَلِم إلى حدٍّ ما، ولكن يبقى السؤال الآخر: ما هو الثمن الذي سيتقاضاه في لبنان؟ هذه هي الإشكالية المطروحة اليوم، لأن الدول الغربية عندما ترى أن حزب الله لم يتحرّك إلا بالمستويات الدنيا، سيعيدون النظر في سياساتهم تجاهه وتجاه إيران".

وعما يحكى عن إعادة ترسيم المنطقة، اعتبر أن "هذا الحديث غير جدّي"، وذكّر بأن "إسرائيل تعلن دائماً أنها ستعيد ترسيم المنطقة، وهنا تقصد إسرائيل أنه لم يعد هناك قطاع غزة، بعدما تكون قد احتلّت هذه المساحة من الأراضي الفلسطينية".

وحول الواقع الناجم عن وجود مليونين ونصف نازح سوري في لبنان، وحديث عن نقل أهالي غزة إلى مصر وتأثيره على لبنان، يؤكد أنه من "الأكيد أن موضوع الفلسطينيين مختلف عن ملف النازحين السوريين، في البداية ليس من الوارد نقل الفلسطينيين إلى مصر، لأن التعايش بينهم مستحيل، ولا سيّما مع الإخوان المسلمين منهم والإسلاميين المتطرفين، وبالتالي، لن تُقدم مصر على فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين، وهذا غير وارد، أما في ما يتعلق بالنازحين السوريين في لبنان، هنا، على رئيس الجمهورية القادم في حال انتخابه، فملف النزوح سيكون الملف الأول على طاولته، بحيث عليه الاتفاق مع حزب الله على صيغة تؤدي إلى إعادة هؤلاء إلى الحدود السورية، وهذا الملف يستوجب موازنة مالية من الدول الأوروبية".

لماذا انتظار نتائج حرب غزة برأيك ليُعاوَد العمل على الملف الرئاسي؟ يجيب أن لا ارتباط بين الملفين، ولكن الأكيد بالنسبة لي أن ما يحصل في غزة ستكون له تداعيات إسرائيلية، لأن ليس واردا بقاء بنيامين نتنياهو في السلطة، وما تقوله وزيرة الخارجية الفرنسية عن الدعوة إلى مؤتمر دولي لإعادة النظر بقضايا دول المنطقة، هذا من الضروري حصوله، وفي هذا المؤتمر يجب بحث كل الملفات من النازحين السوريين إلى المسألة الفلسطينية والضفة الغربية، أي كل الملفات الخلافية، ويجب عدم نسيان سوريا المقسّمة إلى خمس أجزاء، فهناك الأميركي والتركي والروسي والكردي والعلوي، فالشرق الأوسط منذ زمن بعيد هو مرتع للمشاكل الدولية، وهو اليوم يغلي بشكل غير مسبوق".

أين المسيحيون اليوم؟ يقول نجار "المسيحيون يعيشون بخطر منذ زمن بعيد، وسنبقى في هذا الخطر، أنا أرى أن مشاكل المنطقة لن تنتهي حتى بعد أجيال. وعلى المسيحيين أن يدركوا أين هي مصلحتهم وكرامتهم واستقلالهم، وعدم معاداة الجميع في الوقت نفسه". 

الأكثر قراءة

نصرالله يُحرج المزايدين باختبار «السيادة» : إفتحوا البحر للنازحين! خطة أمنيّة في بيروت الكبرى... و«الخماسيّة» في عوكر «مكانك راوح» جبهات المساندة تنسّق للتصعيد... وإخلاء مُستوطنات جديدة في الشمال