اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بدأ اللبنانيون وخصوصا المواطنون الجنوبيون يضعون خططا احترازية تجنبا لحرب محتملة مع "اسرائيل" في ما يتعلق بكيفية تجنبهم ويلات هذه الحرب وابعاد عنهم شبح القذائف والصواريخ والغارات الاسرائيلية التي لا تفرق بين عسكري ومدني بل كل همها ايقاع اكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية وهدم المنازل .

واذا كان الجنوبيون متعلقين بأرضهم ولا يتركونها مهما اشتدت عليهم الصعاب فانهم يملكون plan b يعملون عليه بالنسبة لتأمين مساكن بعيدة عن ساحات الحرب والدمار تأوي عائلاتهم واطفالهم ، وقد تجلى ذلك في اقدامهم على استئجار المنازل في مناطق بعيدة مبدئيا عن ميدان القتال رغم معرفتهم ان "اسرائيل" لا تعدم وسيلة لايقاع اكبر عدد من الخسائر ولذلك اتجهوا الى مناطق رحبت علنا بقدومهم على لسان زعمائها ومنها مناطق الجبل في الشوف وعاليه كما في المتن وكسروان وحتى مناطق شمالية لكن من المؤكد وكما هو معروف عن اللبناني حبه للضيف فكيف اذا كان من ابناء بلده مهما كان الاختلاف السياسي بينهما لذلك لجأ عدد كبير من الجنوبيين الى اقاربهم واصدقائهم ومعارفهم لقضاء فترة في حال اشتدت وتيرة الحرب ، بينما فضل البعض الاخر استئجار المنازل التي تراوحت بين ٤٠٠ دولار للشقة وصولا الى الفي دولار ولفترة زمنية محددة هي ثلاثة اشهر قابلة للتمديد في حال طالت الحرب المتوقعة، اما بالنسبة للمقتدرين فقد فضل هؤلاء المبيت في الفنادق ذات الاربع النجوم وما دون مع اسعار معقولة لان الفترة غير محددة .

وقد استغل البعض ما يجري في الجنوب والاقبال على استئجار الشقق حيث عمد البعض الى الطلب ان يكون الايجار لمدة سنة او ستة اشهر مع الدفع مسبقا ومع تأمين ايضا، كما عمد البعض الى ايجار منازلهم وهي مفروشة وهي كناية عن غرفتين ب ٥٥٠ دولارا في الشهر وفي منطقة اخرى اصر صاحب المنزل على ايجار منزله شرط الا يتجاوز عدد نزلائه اربعة اشخاص ، بينما كانت هذه الشقق تتراوح اسعار استئجارها بين ال ٢٠٠وال٤٠٠ دولار اميركي مع العلم ان بعض الذين استأجروا هذه المنازل لم ينتقلوا اليها اولا لانهم يفضلون البقاء في منازلهم الاصلية ما دام الوضع الامني يسمح بذلك وثانيا قربهم من اماكن عملهم وثالثا عدم الانسلاخ عن بيئتهم ورابعا اعتبارهم المنزل الاخر  منزلا ثانيا، حتى ان البعض من سكان الضاحية الجنوبية لجأ الى استئجار المنازل خارج الضاحية .

واللافت ان مواقع التواصل الاجتماعي تزدحم بعروض لاستئجار المنازل كما دخل على الخط السماسرة الذين يحددون تسعيرتهم بشهر مقدم لهم في حال تم الاستئجار على يدهم .

على اي حال يبدو ان هذا القطاع العقاري عاد الى التحرك من جديد وشهد اقبالا بعد ركود بسبب الانهيار المالي والنقدي بحيث ارتفعت الاسعار في هذا القطاع اكثر من ٥٠ في المئة عن الاسعار التي كان يتم التداول بها سابقا .

احدى السيدات اعلنت عن عدم رضاها على ارتفاع الاسعار بهذه الطريقة قائلة :"وين الانسانية "وين التعاون والتعاضد بين ابناء الوطن الواحد .

احد المسؤولين النقابيين الذين يتعاطون الشأن العقاري اكد انه لا يمكن ان يبنى على ما يجري حاليا من استئجار المنازل لتحسين القطاع العقاري بل يلزم ذلك تحرك كبير من قبل الدولة اللبنانية واعطاء الثقة بأن البلد عاد الى سكة النهوض الاقتصادي، لان المواطن اليوم يهمه اولا البقاء وثانيا تأمين احتياجاته الاساسية من ماكل ومشرب وثالثا ضعف القوة الشرائية لدى المواطن، لذلك من الصعوبة ان نقول ان القطاع العقاري عاد الى التحرك خصوصا اننا نعلم ان ما يجري هو اوقات انية واننا قادمون على حرب ليس الاوان لشراء العقارات .

على اي حال فإن المعنيين اكدوا استعدادهم لحرب محتملة حيث وضعوا الخطط لتأمين المبيت للذين يودون ترك منازلهم واللجوء الى اماكن اخرى (مدارس، جوامع …، كما ان بعض القرى الجبلية امتلأت بضيوفها الا انه بالنتيجة يمكن القول ان اللبنانيين بأكثريتهم يضعون مصلحة الوطن فوق مصلحتهم الذاتية وفوق اي اعتبار حتى ولو كان ماديا .

من المؤكد ان ما يقوم به المواطنون ليس الا من باب الاحتياط والتحسب وقد علمتهم تجربة حرب ٢٠٠٦ الاتكال على انفسهم فكيف اليوم مع دولة هي شبه دولة، مفككة، منقسمة، تعاني اقتصاديا وماليا والناتج القومي فيها لا يتعدى ال ١٨مليار دولار بينما كان في السابق ٥٠ مليار دولار وبالتالي فإن كل الاحتمالات واردة عليهم، اليس هؤلاء من جرب كل انواع الحروب منذ العام ١٩٦٧ ولغاية الان . انه قدر اللبنانيين . 

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران