اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد عملية حركة حماس البطولية في السابع من تشرين الأول الجاري بدأت المعركة باستهداف المدنيين والأبرياء والأطفال في غزة، وانطلق التهديد والوعيد الاسرائيلي بتنفيذ المخطط الحلم بالنسبة اليه، والذي يبدأ من تهجير أهالي غزة الى مصر، وإبادة حركة المقاومة الفلسطينية، ما يعني التخلص من القضية الفلسطينية بشكل أو بآخر.

منذ انطلاق الحرب حتى اليوم حصلت حوادث مفصلية ومهمة، منها بداية تحريك الجبهة الجنوبية من قبل حزب الله الذي يشغل العدو على جبهته ويصعّد تدريجياً بحسب حاجة المعركة، وصول حاملات الطائرات الاميركية ال البحر الأبيض المتوسط والزحف الرسمي الاميركي باتجاه بل أبيب، وتحريك الجبهات في العراق واليمن وسوريا.

مساء الخميس انطلقت الصواريخ من اليمن، وبحسب تقديرات العدو الاسرائيلي فإن وجهتها كانت الكيان، قبل أن تعترضها بارجة اميركية، وفي التوقيت نفسه تمت مهاجمة قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق بصواريخ ومسيرات، وتم تفجير خط الغاز الواصل إلى معمل "كونيكو" للغاز الطبيعي، والذي يسيطر عليه الجيش الأميركي كقاعدة له في ريف محافظة ديرالزور الشمالي، شرقي سوريا، وهو ما يشكل انعطافة هامة في الحدث.

يأتي هذا التصعيد بحسب مصادر سياسية متابعة بعد زيارة الرئيس الأميركي الى "اسرائيل"، وتجديد دعمه للكيان لاستكمال حربه على غزة، وبعد تحذيرات إيرانية من أن استمرار الحرب والتصعيد سيؤدي الى إشعال المنطقة.

كان يظن البعض أن تهديدات محور المقاومة لن تتجاوز بضع عمليات عسكرية في الجنوب اللبناني، لكن رسالة الهجوم على أكثر من جبهة كانت واضحة بأن المحور لن يرضخ للتهديدات الأميركية، وتُشير المصادر الى ان محور المقاومة متيقن من أن الولايات المتحدة الأميركية هي من تقود الحرب لا العدو الصهيوني، وبالتالي كان لا بد من توجيه الرسالة لها بشكل مباشر، وما حصل مساء الخميس يعني أن الأميركيين في المنطقة لن يكونوا بمنأى عن أي حرب تشتعل في المنطقة، سواء كان الهجوم على وجودهم العسكري، كما في العراق، او وجودهم الاقتصادي كما في سوريا، اذ لم تكن الضربات عشوائية، ففي العراق قاعدة عسكرية وفي سوريا خط غاز، اما اليمن فهو للقول ان مع اليمنيين صواريخ باليستية تصل اسرائيل وجاهزة للتحرك.

الهجوم على الأميركيين في العراق وسوريا والتحرك اليمني المتصاعد، وفتح باب التطوع للحرب، كلها أمور كافية لإثبات جدية المقاومة في المنطقة في التحرك بحال أخطأت أميركا و "اسرائيل" بالحسابات، كما قدمت بالدليل القاطع أن المحور متماسك وحاضر في غرفة عمليات مشتركة تعطي الأوامر لأكثر من جبهة.

بالعودة الى لبنان، تؤكد رسالة المحور أيضاً أن الساحة اللبنانية لن تكون وحيدة بحال ذهبنا الى الحرب، لا بل يمكن القول ان الساحة اللبنانية قد تكون آخر من يذهب الى الحرب الشاملة، وتكشف المصادر أن الكرة اليوم في ملعب الاميركيين، ففي حال أرادوا التصعيد كان لهم ما أرادوا، وبحال، كما هو ظاهر ولحسابات دقيقة لا تبدأ باوكرانيا ولا تنتهي في الشرق الأوسط، لا يريدون الحرب فهم يعرفون طريق التهدئة.

تكشف المصادر أن حدث تحريك الجبهات جاء بعد ساعات قليلة على تبدل بسيط في المشهد على الجبهة الجنوبية، فبعد أيام قتالية ملتزمة بقواعد الاشتباك، حاول الخميس الاسرائيلي التصعيد من جهته فقام بتوسيع رقعة النار لتبلغ العمق اللبناني على بعد حوالى 6 كيلومترات من الحدود، وهو ما حصل للمرة الأولى، فكان الرد عليه مزودجاً، أولا من خلال رشقة الصواريخ التي أطلقتها حماس باتجاه المستوطنات، والثاني من خلال رسالة تحريك الجبهات.


الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران