اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

من الواضح أن المشهد الميداني في غزة بعد أسبوعين على بدء العدوان الإسرائيلي عليها، يؤشّر إلى ما يشبه الترقّب لردة الفعل الإنتقامية، التي ستتبع القصف الجوي وقتل المدنيين وارتكاب المجازر، حيث يعتبر المحلل الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أن "العدو الإسرائيلي يمتلك قوة جوية، وقد جهزت له واشنطن لعزل أي تدخل من محور المقاومة، من خلال الوجود الرسمي والعسكري والديبلوماسي والدعم بالذخائر، حيث حطت 45 طائرة نقل عسكرية أميركية، من أجل تسهيل هذا الإنتقام الذي يستهدف المدنيين"، كاشفاً في حديثٍ لـ "الديار"، أنه "في كل ساعة هناك 15 شهيدا فلسطينيا في غزة منذ 7 أكتوبر حتى اليوم".

وخلال الأيام الماضية، يشير العميد ملاعب إلى أن "العدو يريد استباق المناورة البرية عبر:

1- تدمير ممنهج لخلق منطقة مهدمة بالكامل على مساحة 5 كلم هي ثلث مساحة غزة.

2- من الممكن أن تكون "اسرائيل" بدأت تحقق ما تحلم به من قتل وتهجير للفلسطينيين، لأن مليونا و100 ألف انتقلوا من الشمال إلى الجنوب، وهناك ضغط قوي على مصر لكي يذهب هؤلاء إلى سيناء.

3- تأمين تعاطف غربي لهجوم ودعم إعلامي غربي في بداية العملية بسبب الدعاية الصهيونية، علماً أن قصف مستشفى المعمداني، قد تسبب بغضب عالمي على إجرامها بدليل التظاهرات في معظم الدول الغربية".

وعن المشهد على الجبهة اللبنانية في الجنوب، يرصد العميد ملاعب "تدرجاً باستعمال القوة، إلاّ أن تقدير الموقف الذي يقوم به حزب الله عقلاني وينسجم مع عمقه اللبناني والسوري"، مشيراً إلى "واقع لبناني صعب يمنع الدخول في معركة كبيرة، وهناك تخوف في كل لبنان، بالإضافة إلى تهديد خارجي في حال استخدم الحزب الجبهة الجنوبية في عمليات أقوى مما هو عليه المشهد اليوم".

وفي هذا الإطار، يكشف أن "إسرائيل حشدت قواتها وأفرغت المستوطنات، لكن الحزب حقق هدفاً هاماً بتخفيف الضغط على غزة بفتح هذه الجبهة، رغم أنه حتى اليوم لا يوجد أكثر من تعامل وتعامل مضاد ورد الصاع صاعين من خلال زنار نار من رأس الناقورة حتى 105 كلم على كامل الحدود، وهذا موقف جيد عسكرياً".

وعن تطورات المرحلة المقبلة، يتحدث عن "دعم أميركي مطلق "لإسرائيل"، لكن الأساطيل الأميركية هي بمثابة رسالة إلى إيران، بأن أي تطور ميداني سيؤدي إلى الرد المباشر على إيران، وهي الفرصة التي قد تستفيد منها "إسرائيل" لتحقيق حلمها بمنع إيران من الإتفاق مع أميركا من جهة، ولنزع ما تعتبره خطراً عليها، وهو القدرات النووية الإيرانية من جهة أخرى، ولذلك من المتوقع أن لا يستهدف الرد الأميركي والإسرائيلي، حلفاء المقاومة بل إيران".

وعليه، فإن ملاعب يأسف لأن "إسرائيل تستفرد بغزة وتتابع العملية على مرأى من العالم"، مؤكداً أنه على " العرب أن يستغلوا النصر الذي تحقق بنتيجة خروج البندقية الفلسطينية إلى الأراضي المحتلة، أي يجب أن يكون احتضان للنصر وليس مساواته بأي عمل إرهابي، والإفادة من العملية وعدم التراخي ورفض صفقة قرن أو نكبة جديدة للفلسطينيين تحت النار، لأن التهجير يعني القضاء على القضية الفلسطينية".

وعن الموقف العربي، يعتبر ملاعب أن "المطلوب اليوم هو دعم عربي، لأنه مهما حاول العدو الإسرائيلي بالنار، لن يحقق شيئاً ما لم يمتلك رؤية واعتراف بالقضية الفلسطينية، لأن لا حلول من دون فتح الباب السياسي وبإقامة الدولة الفلسطينية، لأن "إسرائيل" ليست أقوى دولة في المنطقة، وقد وصل الأسطول الأميركي لنجدتها، لأن ما من حل بالبندقية والغارات، ولكن الحل يكون كما دعت إليه السعودية ومصر، بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وكل هذا التدمير الممنهج لن يؤدي إلى أي نتيجة".

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران