اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

غزة يا عرب لم تعد غزة، غزة صارت مقبرة تحضن حياة حية، غزة لم تعد غزة ،غزة أصبحت مصيدة تمطرها الصواريخ من النواحي الأربع، غزة يا عرب تستشهد ولا تصرخ وا عرب، أو تطلب النجدة من دشداشة أو فرعون أو ملك أخرس، غزة تستشهد ولا تطلب المؤازرة من فرس وروم وعرب.

قد تصبح غزة ركاما أو ترابا، قد تصبح خرابا مسكونا بآلاف العفاريت التي تمنع اليهود والعرب والأجانب من الدخول اليها، لكنها لن تقول آخ ولن تمنح قرصة لشامت ان يشمت ولطامع أن يطمع.

مزّقت غزة هوية الانتماء الى العرب والإسلام، مزّقت بطاقات التموين، كسّرت قجج الصدقات، خزنات التبرعات، وكل ما له صلة بالعِرق والدم والسلالة وأعلنت أنها وحدها ولا تشبه أحدا من أولاد العرب.

شربت غزة كأس عرق في خمّارة الحرية وانفجرت حربا ولم تكن تعلم أن حصار ذوي القُربى أشد مضاضة من مدافع وصواريخ العدوان.

حملت غزة كفنها، حملت غزة نعشها، وقررت أن يُحيي مآتمها شجر الزيتون والليمون وجلنار الرمان وما بقي من دموع الأطفال.

لم تكن تعلم غزة أن العرب باعوها على طاولة ميسر في فندق من فنادقهم الفخمة، باعوها في حانة من حانات الغرب بليلة حمراء للملوك والرؤساء، باعوها على طاولة مفاوضات حماية لألقابهم وطمعا بزود في ثرواتهم.

غزة تبكي.

نعم غزة تبكي ولا تجد من يكفكف دموعها، من يمسح حزن عينيها، من يكشح اللون الأسود على وجنتيها، من يُطيّب خاطرها بقذيفة أو صاروخ أو حتى كلمة طيبة لا تسمن ولا تغني عن جوع.

غزة تبكي طوفان من الدمع يجرف العرب الطحالب وترميهم في خنادق المياه الآسنة.

غزة تخبركم أن معركتها القادمة معكم، وهي لا تخدعكم كما خدعتموها، ستواهجكم من الامام وتبصق في وجوهكم زخات من ريقها ربما يستيقظ الانسان فيكم!!

غزة يا عرب أفقدتكم عذريتكم، رمت شرقكم تحت نعال أطفالها، داست كراماتكم بأقدام رجالها ونسائها. مرمغت أنوفكم بدخان ركامها.

أقسم لكم يا عرب بشرفي وحقيقتي ومعتقدي أن مياه النيل لا تطهر نجاستكم، أن البحر السوري لا ينظف خيانتكم، أن تراب الدنيا لا يطمر حقارة أفعالكم.

لن تمت غزة يا عرب، ثأرها منكم قادم.

تعلمت غزة هذه المرة أن حريتها تبدأ بإسقاط عروشكم قبل قتال العدو. 

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران