اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يعيش اللبنانيون عموما وأهالي المناطق الحدودية خصوصا، حالة من القلق حيال ما يجري على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. وبسبب الخوف من اتساع رقعة الاشتباكات والتصعيد العسكري، قرر الأهالي الابتعاد عن خطوط التماس، وترك البلدات التي تتعرض للقصف المباشر من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي. فنزح الآلاف الى بعض المناطق الأكثر امانا مثل: صور والنبطية وبيروت. هذا وقد استأجر العشرات من المواطنين شققا سكنية مفروشة في كل من عالية وجبيل وجونيه. وتعتبر حركة النزوح طبيعية، لان المناوشات الحربية التي تحصل تستوجب نزول المواطنين الى الملاجئ حفاظا على حياتهم ، ولكن الدولة لم تجهز أماكن آمنة لهم على الرغم من المواجهات المستمرة في الجنوب.

صحيح أن المعركة لم تتوسع حتى الساعة على الجبهة الشمالية، إلا أن مؤشراتها اصبحت مرتفعة جدا،ً في ظل تصاعد المواجهات العسكرية التي تشهدها المناطق الحدودية من قصف مدفعي وإطلاق نار متبادل، وسط تضارب المعلومات حول انخراط المقاومة في لبنان بهذه الحرب فور بدء الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزّة. وهذا ما دفع سكان مناطق جنوب لبنان للبحث عن اماكن أكثر امانا، وإخلاء منازلهم احتياطا قبل تطوّر العمليات الهجومية، فبدأت آلاف العائلات تأمين منازل لها بعيداً عن مناطق الاقتتال المعرضة للقصف والتدمير ،على غرار ما حصل في حرب تموز عام 2006.

وبينما يرى محللون ان حركة النزوح الحالية لا تزال محدودة حتى الآن، كما ان حزب الله ملتزم بقواعد الاشتباك، والعمليات التي يقوم بها على الحدود محصورة الاهداف. ويذكر هنا الى ان المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة اشارت الى "نزوح 19,646 ألف شخص من البلدات الحدودية، نتيجة التصعيد العسكري بين المقاومة و"إسرائيل".

الإمكانيات ضئيلة والاحتياجات كثيرة

وفي سياق متصل، كشف نائب مدير إدارة وحدة الكوارث في قضاء صور حسن حمود لـ "الديار" ان "عدد الوافدين من الشريط الحدودي الى صور وجوارها بلغ حوالى 6,295 نازحا، وهؤلاء يتم تسجيلهم فردا فردا". واوضح "ان النزوح في بداية الامر كان خجولا، لكن بدأ يتضاعف بعد ان اشتدت حدّة الاشتباكات في المناطق الحدودية، وقام العدو بإطلاق الرصاص العشوائي والقاء القذائف الفوسفورية، وسقوط عدد من القنابل على البيوت المأهولة وغير المأهولة، أدى الى احتراق بعض المنازل والارزاق، لذلك ترك السكان ديارهم".

أضاف "تم فتح 3 مدارس تحوّلت الى مراكز إيواء في مدينة صور، التي تكتظ بأكثر من 1200 عائلة، والمراكز التي استحدثها الاتحاد بموافقة المحافظ هي: مهنية صور، وتكميليتان رسميتان. واكثرية النازحين هم من قرى عيتا الشعب، بيت ليف، مروحين، الزلوطية، الضهيرة، يارين، بنت جبيل ومارون الرأس".

وقال: "يوجد عدد كبير من النازحين في العباسية والبرج الشمالي وبرج رحال، كما التحق قسم بأفراد من عائلاتهم او أقاربهم"، لافتا الى "ان معظم النازحين لديهم بيوت بديلة، لذلك فإننا نسمي هؤلاء بـ "نازحين بالقوة"، أي انهم لم يسجلوا أنفسهم كنازحين لأنهم يمتلكون منازلا في مناطق أخرى، اما المسجلون فغالبيتهم من المزارعين الذين يعملون في قراهم صيفا شتاء". واشار الى "ان عدد السكان الفعلي في تلك المناطق يفوق عدد النازحين الحاليين، لذلك تجدر الإشارة الى ان الاهالي الذين غادروا منازلهم تركوا ارزقهم وراءهم، لان المواطن في تلك القرى يعتمد على الدخل الذي يجنيه من الأنشطة الزراعية لرعاية أسرته، الى جانب تربية الماشية".

واوضح "لقد قدم لنا كل من مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة العون لكن الامدادات ضئيلة، والجميع يبذلون قصارى جهدهم لتوفير الاحتياجات الضرورية اللازمة للنازحين، في ظل الوضع الهش للحكومة وانعدام الإمكانيات المطلوبة في الوزارات المعنية".

اعداد النازحين اليومي الى ارتفاع

وأشار حمود الى "ان استجابة المنظمات الدولية والمحلية لم تكن سريعة، ولكن مؤخرا شهدنا تجاوبا محدودا من قبل بعض المؤسسات، اما بالنسبة الى عدد النازحين السوريين من مناطق الشريط الحدودي فقليل جدا، لكن للأسف المنظمات الدولية تساعد اللاجئ السوري على حساب اللبناني". وحذر من "تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء التدهور الاقتصادي، فالنزوح قد يزيد من الضغط على موارد القرى المضيفة"، مشيرا الى "ان المنظمات الدولية لم تقدم الدعم اللازم، ونحن كإدارة وحدة الكوارث رفعنا الى كل الجمعيات الفاعلة الحاجات الملحة والاساسية التي يحتاجها النازح مثل: الفرش، الاغطية والوسادات وتأمين المكان والمياه. وفي المراكز الـ 3 التي ذكرتها سابقا نوفّر للجميع هذه الاحتياجات، ولكن في القرى لا يوجد مراكز إيواء، وانما منازل يتم تقديمها للناس، ويُعامل هؤلاء على انهم ضيوف لا كنازحين".

أضاف "هناك منظمات بدأت بالتحرك مثل اليونيسف و "Save the children"، واناشد المعنيين بضرورة الاستجابة لتأمين المواد الغذائية بصورة خاصة، وأدوات التنظيف وحليب الأطفال وحفاضات للكبار والصغار وادوية لبعض المرضى"، لافتا الى "وجود حالات إعاقة، وهؤلاء بحاجة الى عناية خاصة". وتوقع حمود "ان تزداد اعداد النازحين يوميا".


الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية