اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

واشنطن بوست – ترجمة تونيا الخوري

تستعد إدارة بايدن لاحتمال إجلاء مئات الآلاف من المواطنين الأميركيين من الشرق الأوسط في حال لم يتم احتواء إراقة الدماء في غزة، وفقًا لأربعة مسؤولين مطلعين على خطط الطوارئ الحكومية الأميركية.

ويأتي طيف مثل هذه العملية في الوقت الذي تستعد فيه القوات «الإسرائيلية»، بمساعدة الأسلحة والمستشارين العسكريين الأميركيين، لما يعتبر على نطاق واسع اجتياحًا بريًا محفوفًا بالمخاطر ضد مقاتلي حماس المسؤولين عن الهجوم المفاجئ عبر الحدود الذي أشعل فتيل الأعمال العدائية.

ووفقًا لمسؤولين، تحدثوا من دون الكشف عن هويتهم بهدف تفصيل المداولات الداخلية، فإن الأميركيين المقيمين في «إسرائيل» ولبنان المجاور قلقون بشكل خاص. وأشاروا إلى أن إخلاءً بهذا الحجم يعتبر أسوأ السيناريوهات، ويُنظر إلى النتائج الأخرى على أنها أكثر احتمالًا.

ومع ذلك، صرّح أحد المسؤولين أن عدم التخطيط لكل شيء «يعتبر استهتارًا».

وتشعر الإدارة الأميركية، على الرغم من دعمها الشعبي القوي لـ»إسرائيل»، بقلق عميق من احتمال حدوث تصعيد، ففي الأيام الأخيرة، قد حولت انتباهها جزئيًا إلى الخدمات اللوجستية المعقدة المرتبطة بالحاجة إلى نقل عدد كبير من الأشخاص فجأة، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على مجريات المناقشات.

وتقدّر وزارة الخارجية الأميركية تواجد ما يقرب من 600000 من رعاياها في «إسرائيل» و86000 آخرين في لبنان عندما شنت حماس هجومها.

ويتمحور القلق في لبنان بشكل أساسي حول حزب الله، وهو حزب سياسي وجماعة مسلحة تسيطر حاليًا، مع حلفائها، على أكبر عدد من المقاعد البرلمانية، وكان قد فاز بأول تمثيل له في مجلس النواب اللبناني عام 1992.

ويتلقّى «الحزب» منذ فترة طويلة تدريبًا وأسلحة من إيران، ما يثير مخاوف من هجومٍ له على «إسرائيل» عبر حدود الأراضي المحتلة الشمالية، مما سيخلق حربًا على جبهتين من شأنها أن تجبر القوات «الإسرائيلية» على اختبار قدراتها، مع العلم أن الإنتشار على طول الشــريط الحــدودي مع لبنان قد سبق وتــم.

وأفرجت حماس يوم الاثنين عن رهينتين «إسرائيليتين» محتجزتين بينما تجــاوز عدد الضحايا في قطــاع غزة الـ7000.

ويمتد قلق الإدارة على نطاق أوسع من هذين البلدين، حيث يراقب المسؤولون احتجاجات الشوارع التي انتشرت في جميع أنحاء العالم العربي، مما يعرض الموظفين والمواطنين الأميركيين في المنطقة للخطر.

وأثار قصف غزة الغضب الإقليمي ضد «إسرائيل» ومعاملتها للفلسطينيين - وهو موضوع «لم يعد بنفس الأهمية في العالم العربي» وفق بعض المسؤولين.

وقال بروس ريدل، الباحث البارز في معهد بروكينغز ورئيس إدارة كلينتون السابق إن «الشارع يتحكّم، إلى حد كبير، في مجرى الأحداث الآن».

وأضاف ريدل أنه «قيل لنا خلال العقد الماضي أن العالم العــربي والعالم الإسلامي لم يعودا يهتمان بفلسطين، والاتفــاق الإبراهيمي خير دليل على ذلك»، في إشارة إلى الاتفاقيات التي وقعتها حكومات السودان والمغرب والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، بهدف تطبيع العلاقات مع «إســرائيل».

وتابع أن «فلسطين عادت، ولا أعتقد أنها رحلت أبدًا».

ورفض كبار المسؤولين الأميركيين مناقشة خطط الطوارئ هذه علنًا، على أمل تجنب الذعر بين رعايا الولايات المتحدة في المنطقة. ولكن موقفهم تغير في الأيام الأخيرة بسبب قلقهم بشأن دخول جهات فاعلة أخرى إلى الصراع.

وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية، الأسبوع الماضي، تحذيرًا لجميع مواطنيها حول العالم «لتوخي مزيد من الحذر» بسبب «التوترات المتزايدة في مناطق مختلفة من العالم، واحتمال وقوع هجمات إرهابية، ومظاهرات أو أعمال عنف ضد مواطنين ومصالح أميركية».

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!