اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يختلف "الأداء الإسرائيلي" والأميركي في عدوانهما على غزة هذه المرة عن المرات السابقة، سوى بزيادة إجرامهما على الشعب الفلسطيني، لا سيما الأطفال منهم، لعلّ التماس النهاية دفعهما الى إظهار كل حقدهما دفعة واحدة بشكل مترافق مع الروح الانتقامية، الشيء الوحيد الذي تَوَافق عليه الكيان بمسؤوليه ومستوطنيه.

أما على الجهة المقابلة، أي لناحية محور المقاومة، فكل شيء في هذه الحرب يدل على أن القيادة العسكرية للمحور هي استثنائية بتنسيقها وبتخطيطها وتوقيتها وتكتيكاتها ، وتَدرُّج اتساع جبهات الاشتباك فيها: من غزة الى جنوب لبنان الى الضفة الى الجولان الى المسرح السوري-العراقي وصولاً الى اليمن.

فبعد أن تمّت إدارة معركة جنوب لبنان بدوزنة بوجه العدو الإسرائيلي، وتم استهداف القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسوريا، بحيث أعلن الحشد الشعبي العراقي عن رفع حالة الإنذار القصوى، استعداداً للتعامل مع أي طارئ خلال الأيام المقبلة والمواجهات في الضفة، تم اختيار مسرح عمليات يُعطي المحور عناصر قوّة هائلة ومكاسب كبيرة بأقل قدر ممكن من الأضرار وهو اليمن لامتلاكه عدة عوامل:

١- مساحة جغرافية واسعة.

٢- طبيعة المنطقة الجبلية.

٣ - القدرة العالية للشعب على القتال.

٤- تدمير البنى الأساسية طوال سنوات الحرب الأميركية السعودية عليه.

٥ - وَضع اليمني يده على خناق الإقتصاد العالمي لا سيما الاقتصاد الأميركي والأوروبي، بحيث ان باب المندب يَمر منه ٤٠% من التجارة العالمية، فعندما يبدأ المحور الاشتباك من ساحة البحر الأحمر وباب المندب يُعطي قوّة هائلة وبُعداً اقتصادياً للحرب الشاملة.

6- ان اليمن أَحرج السعودية ومصر معاً بدخوله بهذه الحرب لشعوره بالمسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية والوطنية تجاه غزة.

ففي ظل حالة اشتباك منخفض الوتيرة حتى الآن، فإن استهداف إيلات يُعتبر خطوة في غاية الأهمية، وتطوراً لافتاً يُقلِق الصهاينة، خاصة بعد أن تعطّلت الحياة فيها بالكامل وتحوّلت لجبهة مواجهة، قد تُهدِّد بنقل المعركة من اشتباك الى حرب إقليمية، نظراً لأهميتها الاستراتيجية، فهي "الميناء الإسرائيلي" الوحيد على البحر الأحمر، وقناة موازية لقناة السويس وتصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر، وهي المرفأ الرئيسي للتعامل مع الخليج وآسيا، فهذه الجبهة يَعتبرها الكيان جبهة جديدة في حربه على غزة، وبخاصة أن نتنياهو وقبل أن يعود الى رئاسة الوزراء، كان قد صَنّف اليمن على أنه تهديد آخر "لإسرائيل".

فبين جبهة غزة الملتهبة ، وجبهة الضفة المُشتبِكة، وجبهة جنوب لبنان بوتيرتها العالية التي تُلحق خسائر كبيرة بالعدو الصهيوني، وجبهة الجولان التي تشغله وتُجمِّد له ثلاثة فرق، والحدود السورية - العراقية التي تستنزف الوجود الأميركي الذي يخوض الحرب مع "الإسرائيلي"، وجبهة اليمن بكل ما تملكه من عناصر قوّة، يُدير المحور بقيادته الإستثنائية المعركة التي تعتبرها "إسرائيل" وجودية، بحيث لا يمكن أن يوقفها العدو إلا بتحقيق إنجاز، ومن باب هذا العنوان يمكن معرفة دقّتها وتعقيداتها وأهميتها وخطورتها، فإما أن تُحوَّل الى حرب استنزاف وهذا ليس لمصلحة "الإسرائيلي"، وإما تحصل هدنة مرتبطة بقرار أميركي – "إسرائيلي" لا يمانعه المحور، وإما حرب عاصفة يصل إليها المحوريْن...

وفي ظل هذا المشهد المفتوح على كل الاحتمالات بأهدافه وتعقيداته واتساعه ورسائله الصاروخية التي نرى بعضها على طول الحدود، لا يمكننا إلا أن نتذكّر خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما تحدّث عن يوم ستَسقط فيه الصواريخ على العدو من كريات شمونة الى إيلات.

الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية