اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع تصاعد الحديث عن إمكان دخول لبنان مدار الحرب، يبقى السؤال عن التوقيت والتداعيات، حيث ان عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، كشف لـ "الديار" أن "موضوع الحرب والسلم والتوقيت ليس بيد لبنان، ولم يكن يوماً بأيدي اللبنانيين، في ظل وجود عدو متربّص ببلدنا وطامع فيه وبتركيبته، والذي ما زال يحتل جزءاً من أرضه، وكان احتل الأجزاء الواسعة عدة مرات، وما زال حتى اليوم يضع لبنان على دائرة تصويبه، لذلك فإن لبنان معرّض في أي لحظة، وبخاصة أن هذا العدو عدواني وهمجي ولا يقيم وزناً للمواثيق والأعراف، ولا يقف عند حدود معينة، وهو متفلِّت من كل الالتزامات ويستند الى دعم دولي متماد وظالم وشريك له في عدوانيته".

ولفت إلى أن "ما يحصل اليوم في فلسطين وسابقاً في لبنان من مجازر، خاصة أننا اليوم نعيش الذكرى الـ75 لأول مجزرة ارتكبها العدو منذ قيام كيانه، وتدعى بمجزرة حولا، ثم تكرّرت المجازر في السبعينات في الجنوب من العرقوب وشبعا وصولاً إلى قرى الجنوب، إلى أن وصلنا إلى ارتكاباته ومجازره في العام 82 في المنصوري وقانا، فالأمثلة كثيرة وتجربة لبنان كبيرة مع هذا العدوان، ما يؤكد أننا لسنا من يملك قرار الحرب والسلم، وعلينا أن نكون دائماً متيقظين لهذا العدو وشراسته والذي لا يتوانى عن ارتكاب المجازر وحتى حرب الإبادة كما حصل لأطفال ونساء غزة".

وما إذا كان لبنان على جهوزية لدخول هكذا حرب اليوم، أكد أن "لبنان واللبنانيين لا يريدون أي حرب وحتى المقاومة أيضاً، التي تعي مصلحة لبنان وتتعاطى بميزان دقيق بما يحفظ لبنان وكرامته ويحصنّه، ولكن عندما تُفرض علينا الحرب، لا بد أن نواجه كيفما كانت الأمور، وبما هو متوفر وضمن الإمكانات، لأنه في مثل هذه الحالة القضية هي قضية كرامة وطنية".

وحول مشاركة بعض الجهات السنّية في العمليات العسكرية في الجنوب، شدّد على "أننا لسنا في زمن طبيعي، ففي الزمن الإستثنائي يحصل طبعاً ما نراه اليوم، فالإرهاب والإجرام الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزة، قد يفتح المنطقة على الكثير من الأبواب الجديدة والمحطات الجديدة، وإذا استمر هذا الظلم فالظلم يولِّد الإنفجار، وما يحصل في غزة اليوم إذا تمادى أكثر فأكثر سنكون أمام مستجدات وتطورات غير متوقعة".

وعن مرور عام على الشغور الرئاسي، وإمكانية أن تكون نتيجة الحرب هي من سيأتي بالرئيس المقبل، نفى هاشم هذا الأمر، معتبراً أنه "لا يمكن ربط هذين الأمرين ببعضهما، لأن موضوع التوازنات في لبنان وموضوع إرساء قواعد الاستقرار تتطلب تفاهمات وطنية في كل الظروف، وما أخّر انتخاب الرئيس هو عدم قناعة البعض بأننا محكومون بالتوافق وبالتفاهم في لحظات معينة، هذه هي تركيبة لبنان والنظام اللبناني الذي يتطلب توافقات وتفاهمات وتواصل دائم بين مكوّناته لحماية استقراره، لإنتاج واقع يتلاءم مع تركيبته وطبيعة نظامه".

وعن ترسيم المنطقة، قال: "ما حصل ليس بالأمر العادي، فهذه الحرب اليوم سيكون لها نتائج كيفما كانت الأمور ولحظة انتهاء كل هذا العمل العسكري، لا بد من أن يُفتح باب النقاش للوصول إلى حل سياسي لهذه الأزمة، فأي حرب من الحروب وفي أي مكان لا بد أن يكون لها نتائج سياسية وتفتح على الحلول السياسية".

وحول مستقبل لبنان ما بعد الحرب، رأى هاشم أن "ما يحصل في المنطقة يضع الجميع على خط الزلازل السياسية التي بدأت منذ عام 2011 ، وليس بالأمر الجديد يوم أراد المتحكمون بسياسات المنطقة، وخاصة بسياسة القطب الواحد، أن يعيدوا رسم خارطة المنطقة بشكل خاص وفق ما يخدم الكيان الصهيوني، هذا واضح ولمن يرى دفع الأميركي وبعض الغرب للتطبيع يدل على ما كان يُخطّط للمنطقة بشكل عام منذ ما سمي بالربيع العربي، وهو أتى كخريف عربي أدّى إلى ما أدّى إليه من سلبيات على مستوى المنطقة، واليوم نحصد نتائج كل هذه الحروب التي أقامها هذا الغرب تحت شعارات ومفاهيم غير واقعية".

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران