اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ينتظر الكثيرون في لبنان والعالم كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الثالثة من بعد ظهر اليوم الجمعة، لمعرفة الى أين تتجه بوصلة عملية طوفان الأقصى، ومسار الحرب على غزّة، والمواجهات العسكرية الدائرة في المناطق الجنوبية، فضلاً عن إمكان توسّع هذه الحرب لتشمل جميع المناطق اللبنانية أم عدمها... في الوقت الذي عمّمت فيه الأمانة العامّة لجامعة الدول العربية المذكرات الفلسطينية والسعودية على الدول العربية الأعضاء، الداعية الى عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى القمّة في الرياض في 11 تشرين الثاني الجاري (أي بعد أسبوع من الآن)، وذلك بناء على طلب رسمي من كلّ من دولة فلسطين والسعودية.

فهل باتت الحرب على غزّة على مشارف نهايتها، أم أنّها ستتوسّع الى دول المنطقة، ويؤدّي الأمر الى تسوية عربية- دولية بعدها لإنهاء الصراع العربي- "الإسرائيلي"؟!

أوساط ديبلوماسية مطّلعة أكّدت أن العديد من الدول والشعوب تتطلّع الى كلمة السيد نصرالله اليوم، كونها ستُحدّد مسار اتجاه الأمور، ويتمنّى الشعب الفلسطيني الذي يُقصف اليوم في غزّة والضفّة من قبل العدو الإسرائيلي، أن يتحدّث فيها عن حلّ جذري لما يعاني منه، يبدأ بوقف إطلاق النار، وفتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية للدخول الى غزّة بالشكل المناسب وليس بالقطّارة، فضلاً عن الذهاب الى تبادل الرهائن، وتبييض "السجون الإسرائيلية" من الأسرى الفلسطينيين الذين يصل عددهم الى 6000 أسير.

وأشارت الاوساط الى أنّ الدول العربية لم تتمكّن حتى الآن، من التداعي والتكاتف لوقف الحرب على غزّة، رغم عقدها في 11 تشرين الأول الفائت، اجتماعها السابق في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية، الذي لم يخرج بأي بيان لعدم التوافق بين الدول، وقد اكتفت بالدعوة الى وقف فوري لـ "الحرب الإسرائيلية"، وإدانة قتل المدنيين، من دون اتخاذ أي قرار موحّد مؤثّر ومُلزم. كما انتقدت الاوساط الدعوة الى عقد قمّة على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء العرب بعد 35 يوماً على 7 تشرين الأول، مشيرة الى أنّها "قمّة متأخّرة" لا سيما بعد أن وصل عدد الشهداء في غزّة حتى الآن الى ما يُقارب 9000 شهيد، فيما تخطّى عدد الجرحى الـ 22 ألفاً، فضلاً عن وجود نحو ألفي فلسطيني من المفقودين تحت الأنقاض. ومن الآن، حتى أسبوع لا أحد يعلم إذا ما تكون"إسرائيل" قد أجهزت على ما تبقّى من غزّة من سكّان ومبانٍ ومستشفيات ومدارس، وتمكّنت من تدمير القطاع الشرقي لغزّة بالكامل، واستكملت تهجير أو قتل المدنيين الصامدين؟!

فالدول العربية لم تلجأ حتى الآن ، بحسب رأي الاوساط، الى اتخاذ قرارات وإجراءات حازمة وقاسية، تؤدّي الى لجم العدو الإسرائيلي وإرغامه على وقف مجازره الوحشية المتواصلة ضدّ المدنيين، مثل طرد "السفير الإسرائيلي" من دولها، أو سحب السفير العربي من "إسرائيل"، على ما فعلت الأردن أخيراً. وتأمل الاوساط أن تحذو الدول العربية الأخرى حذوها في أسرع وقت ممكن. فضلاً عن اتخاذ قرار إنزال "العلم الإسرائيلي" الذي يُرفرف في بعض الدول العربية، ووقف عمليات الاستيراد والتصدير من الدول العربية الى "إسرائيل"، والعكس بالعكس. كما لم تقم بمطالبة الشعوب العربية بمقاطعة كلّ المنتوجات والمواد "الإسرائيلية"، والأميركية والأوروبية التابعة للشركات أو المؤسسات والمطاعم الدولية التي تدعم "جرائم إسرائيل ضدّ الإنسانية"، والإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزّة.

علماً بأنّ بعض الشعوب العربية والغربية والأوروبية المتعاطفة مع الشعب الفلسطيني، والتي تطالب في تظاهراتها بتحرير فلسطين، على ما أكّدت الاوساط، تقوم بمقاطعة هذه المنتوجات والمواد من دون انتظار القرارت الرسمية من قبل دولها. وهذا يبدو واضحاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي إذ تتكاثر الدعوات من مؤثّرين عرب وحتى أجانب بمقاطعتها.

وتوقّعت الأوساط الديبلوماسية أن تثار هذه المواضيع خلال القمّة العربية المرتقبة، وأن تخرج القمّة ببيان ختامي قاسي اللهجة تجاه العدو الإسرائيلي... فضلاً عن اتخاذ قرارات عربية موحّدة تتضمّن نوعا من التهديدات والعقوبات، في حال واصلت "إسرائيل" قصفها الوحشي للمدنيين، ولم توقف الحرب على غزّة فوراً، وتذهب الى المفاوضات لإرساء حلّ الدولتين ومبادرة السلام العربية التي أقرّتها قمّة بيروت في العام 2002.


الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران