اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هناك المدرسة القديمة التي تؤمن بتربية اطفالها على الطريقة نفسها التي عاشها آباؤنا وهناك المدرسة الحديثة التي اخذت بالحرية المطلقة وعدم الاعتراض مهما تجاوز الطفل حدوده. فالصراع ما زال يشغل افكارالمربين والاهل معا، مع تأييدنا للمدرسة الحديثة التي ترفض اساليب الماضي، والتي تبني نظريتها على اساس علمي مدروس، فاننا ما زلنا ننصح كل ام بان تستعين بالحس والشعور والتجربة، وتكيف ذلك بحسب طبيعة الطفل من الوسائل التي نقترحها، المكافأة او الثواب: من الوسائل والطرق المتبعة في عالم التربية الحديثة، فهي تنمي عند صغيرك روح الطموح والمسؤولية، وتمهّد الطريق للتدرب على ما هو جيد، على الا تصبح المكافأة شرطا يفترضه طفلك مقدمة لاي عمل يقوم به.

القصاص او العقاب: سلطة الحب اقوى من سلطة القوة، هذا بالطبع عند الاطفال خاصة، وبما ان وجود السلطة قاعدة مقبولة ومعترف بها، فانه يجب ان نعرف كيف نستعملها، فالطفل الذي لا يعرف حدوداً ولا ينفع معه حوار او نقاش او مكافأة يجب ان يعرف ان تكرار رفضه والاصرار على خطئه قد يسبب له رفضاً مماثلاً، يكون بعضه القصاص والتوبيخ والتهديد. ولكن عندما يصبح القصاص هو القاعدة، فانه يفقد الكثير من فعاليته، ويولّد عند الطفل نوعا من الخوف الداخلي، وقد يسبب له عقداً صعبة، وقد تنعكس على طباعه ومزاجه، فبعد ان ينفد صبر الاهل ويفقدون الامل من منع الطفل من القيام بعمل غير لائق يمكن اللجوء الى القصاص.

المديح والتشجيع: يمكن الانتقاد ان يكون حلاً وسطاً فهو من انجح الطرق لتدريب الطفل على الاستمرار في تنمية قدراته وتوسيع معرفته، مثلاً عندما ينجز طفلك شيئاً او يبدي تقدماً في قدراته، فان من الافضل ان تمدح هذا الانجاز بحد ذاته ليشعر انه "انجز" او "نجح" في عمل معين. اما المديح المستمر والغامض عند كل عمل لولدك فهو طريقة خاطئة يولد لديه نوعا من الضياع. ومع الوقت يتحول الى كلمة عابرة لا اثر لها.

الحوار والتعلم: لا يفهم طفلك لماذا يجب غسل يديه، لا يفهم الخطأ في رمي لعبته او كسر الصحن، نعم انه لا يفهم اشياء كثيرة، ومهما كانت قدرات الطفل محدودة، فان الحوار لشرح بعض القواعد والحدود يبقى الطريقة المثلى، وان كانت الاصعب والاكثر تعقيداً، فهذا يحتاج الى طول البال والسيطرة على الاعصاب وتفهم بعض قواعد التربية، لدى الطفل مقدرة هائلة على التعلم، كما ان لديه رغبة جامحة للاقتداء، وهنا يكون دور الاهل للاستفادة من تلك الرغبة لدى طفلهم لتعليمه.

القدوة والمثل: الام والاب هما القدوة والمثل، فكل تصرف غير مسؤول، كل عصبية وصراخ ينعكس على الطفل سلباً، فشخصية الام، علاقاتها بطفلها بزوجها ببقية افراد الاسرة، كلها تترك الانطباع الكبير عند الطفل، وبعد سنوات يكون اثر الاب خاصة عند الذكور، ولكي تجعلي طفلك يفعل ما تودين فعله، حاولي ان تعملي ذلك امامه مع شرح حسنات واخطاء هذا العمل او ذاك، وعندما نتكلم على عنصر الاهل فاننا، بالرغم من قناعاتنا بالدور الاول للام في تعاملها مع الطفل، نلحظ للاب واجبا لا يقصر على قبلة الصباح والمساء بل يجب ان يساهم مع الاهم في بناء هذا الصرح الضخم.

الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية