اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الوقت الذي تستمر فيه التهديدات للبنان بشكل متواصل عبر القنوات الديبلوماسية والموفدين الغربيين الذين يزورون بيروت في الآونة الأخيرة، فإن خطر امتداد شرارة الحرب من غزة إلى لبنان ليس متوقعاً، وفق ما يكشف الوزير السابق رشيد درباس، الذي يؤكد أن العدو الإسرائيلي غير قادر على أن يفتح جبهتين، وأن يقاتل في الجنوب، كما في غزة.

وما إذا دخل لبنان مرحلة جديدة بات فيها محيّداً عن الحرب الحاصلة في غزة، إلا إذا اعتدت "إسرائيل" عليه، يرى أن " لبنان ليس محيّداً، لكنه بالطبع أمام مرحلة جديدة لم تتّضح معالمها بعد، فمن يقوم برسم هذه الملامح عينه على غزة وليس على لبنان، عينهم على فلسطين، والأهم أن اليهود الذين اعتبروا أن القضية الفلسطينية قد انتهت، إنقلبت الأمور عليهم رأساً على عقب، واكتشفوا أن هذه القنبلة الديموغرافية تنام، ولكن عندما تنفجر ما من قدرة على أي طرف على تطويقها، وهم لا يستوعبون على أن الهيمنة الإسرائيلية هي على دولة فيها 6 ملايين يهودي و7 ملايين فلسطيني، وبالتالي بات اليهود أقلية مقابل الفلسطينيين والحبل على الجرّار، أي أنه إذا كان الإسرائيليون يعملون لإعداد ترتيب لغزة من دون بنية عسكرية، فهذا لن ينفع، إذ يجب إقامة سلطة تحقّق مقوّمات العيش للناس، وتكون هي الراعية للحياة اليومية وتؤمّن فرص العمل للفلسطينيين، وتحقِّق التنمية لكل المناطق، وعليه، فإن الطرح مجدداً لحلّ الدولتين أساسي".

ولكن ماذا سيكون وضع لبنان إذا تم هذا الأمر؟ يجيب إلى أنه "قد يتم هذا الأمر بمعزل عن إيران أو بالتفاهم معها، فإذا تم بمعزل عن إيران، فإن الأخيرة قد تشاغب قليلاً في لبنان، ولكن هذه المرة قد فرّطت إيران بالمعادلة القائمة، فقد أقامت إيران تطبيعاً مع الأميركيين يستفيد منه الطرفان، فالأميركيون يغضّون النظر عن أن الإيرانيين يشكّلون خطراً على دول الخليج المذعورة، الذي سيلجأون بدورهم إلى الأميركيين لحمايتهم، فيستفيد الأميركيون مادياً، ويبقونهم في حالة الذعر، ولكن اليوم، وبالنسبة للأميركيين، فإن تجربة "بيرل هاربور" قد قابلتها القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاغي، وهذا ما يجب أن يكون حاضراً في أي استثمار بالتوتر، ولكن اليوم، فإن الحزب الديمقراطي الأميركي على مدى المراحل السابقة، كان ميّالاً للتفاهم مع إيران، ولكن هذا الحزب الديمقراطي ليس له أي صديق، ولا يحترم أي اتفاق، وعندما تستقدم أميركا البوارج إلى المنطقة فهي توجِّه رسالة إلى إيران بأنها هي المستهدفة".

وحول معنى هذه الرسالة، رأى أنه "إذا حصلت التسوية للقضية الفلسطينية ستتبعها حتماً تسوية في لبنان، ولكن إذا رفضت إيران، فإننا سنتّجه إلى أزمة كبرى داخلية وخارجية، إنما أي تسوية لا تحفظ دور غالبية اللبنانيين، قد لا يقبل بها هؤلاء، وسيكون لبنان أمام مشكلة داخلية، ومن غير الطبيعي أن نرى مؤسّسات الدولة كلها معطّلة ومغيّبة والمواقع المسيحية الأساسية شاغرة".

ووعما إذا كان يرى إمكانية حصول حرب في وقت قريب، يقول درباس "لا أرى أن شرارة الحرب من غزة ستمتد إلى لبنان، ولم أرَ هذا الأمر في أي يوم من الأيام".

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران