طرابلس الفيحاء: من عبق زهر الليمون الى روائح النفايات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انهكت مدينة طرابلس في الآونة الاخيرة من انتشار غير مسبوق للنفايات المتراكمة على جوانب الطرقات في الاحياء والازقة. وبدت مدينة مهملة تعاني من ازمة النفايات، التي تضاف الى جملة ازمات لا تزال تطغى على واقع المدينة المتردي، وقد تحولت الى ما يشبه القرى المحرومة في الاطراف، رغم انها تحمل لقب العاصمة الثانية والعاصمة الاقتصادية للبنان.

طرابلس التي عرفت بالفيحاء، وكانت ارجاؤها تعبق بروائح زهر الليمون، باتت اليوم تعبق بروائح النفايات المنتشرة في شوارعها.

فروائح النفايات تفوح اينما اتجهت في شوارع المدينة، ويتفاقم معها انتشار الحشرات في كل مكان ، ويبدو ان حل الازمة لا يزال بعيدا جراء عقبات شتى تحول دون ايجاد الحل الجذري للازمة وابرزها التمويل اللازم.

مشاهد النفايات المنتشرة في المدينة مؤذية، وتشكل اساءة لاهلها، عدا عن المخاطر الصحية وما تسببه من انتشار للحشرات والاوبئة، وما يزيد الغرابة والاستغراب هو صمت قيادات سياسية وادارية لم تبادر لغاية اليوم الى حل هذه المعضلة.

مراجع مطلعة اوضحت ان جمع النفايات ونقلها يحتاج الى تمويل كاف، بدءا من مستحقات العمال والموظفين، الى مصاريف الآليات والمحروقات. ولهذه الاسباب تعمل الشركة المكلفة بتخفيض ساعات العمل وتقليص عمليات جمع النفايات، وتتحمل الشركة الموكلة بجمع النفايات مسؤولية ما يجري في شوارع المدينة، في حين ان المطلوب من المسؤولين كافة سواء الادارة المحلية او قيادات المدينة، ان تتحرك لتجد حلا سريعا وجذريا لهذه الازمة التي تتفاقم يوما بعد يوم.

ويبدو ان هذه المدينة باتت تعتمد على المبادرات الفردية اكثر من اعتمادها على المؤسسات والادارات الرسمية ،ولولا هذه المبادرات الفردية لكانت طرابلس في أسوأ احوالها، وهذا لم تشهده في اصعب الظروف.

والمبادرات الفردية التي تقوم بها جمعيات محلية ناشطة، بدأت بانارة الشوارع بالطاقة الشمسية، الى تشجير الوسطيات بهندسة زراعية مميزة انقذت بعض ماء وجه المدينة. ولذلك من المنتظر ان تأخذ هذه الجمعيات المبادرة لانقاذ المدينة من مستنقع النفايات قبل بدء فصل الشتاء الذي يزيد من المعاناة، خاصة وان عصارة النفايات المتراكمة بدأت تسيل على الطرقات.

قضية النفايات في طرابلس هي الابرز حاليا، وتنتظر مبادرات الجمعيات واهتماما من وزارة البيئة، والافراج عن اموال ومستحقات العمال في ظل ظروف معيشية خانقة تضغط على العائلات الرازحة تحت هذه الظروف القاهرة.