اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تزامن فصل الخريف الحالي في لبنان مع عملية "طوفان الأقصى"، التي أدت الى تدهور الأوضاع الأمنية في المناطق الحدودية الجنوبية اللبنانية. فالقذائف الفوسفورية التي يلقيها العدو الإسرائيلي على الدونمات المزروعة، الحقت اضرارا جسيمة بالمزروعات، وهذا الموسم يفيض بخيرات كثيرة وتزدهر فيه أنواع من الثمار والفواكه الفريدة والمفيدة مثل الخرمة والزعرور، وطبعا أشجار الزيتون المعمرة، وغيرها من الأشجار المثمرة الاخرى.

وفي هذا السياق قال مختار بلدة الجبين جعفر عقيل لـ "الديار" ان "الزعرور من الأشجار غير المهددة، وهي معمرة ومثمرة في  الوقت ذاته، وتصل دورة حياتها لمئات السنين، وتعتبر ثروة وطنية وطبية، ولكن مؤخرا باتت مهددة بالانقراض نتيجة الحرائق التي يفتعلها الكيان الصهيوني بمحاصيلنا واراضينا المزروعة". أردف "هذه النبتة موجودة في الغابات والمناطق الجبلية العالية وفي البلدات المجاورة، حيث يقوم المزارعون بزراعتها ويجنون ثمارها اللذيذة ويستخدمونها في علاج الكثير من الأمراض لما تحتوي عليه من فوائد طبية عديدة".

وثمرة الزعرور تنضج في مثل هذا الوقت من العام، وهذه النبتة جميلة المظهر وتستعمل في العديد من الأغراض الطبية، وقد عرفها الانسان منذ القدم وأصبحت بلسما لمداواة مختلف الاسقام التي قد تصيبه. وعلى الرغم من تطور العلم في المجال الطبي، فلا يزال للأعشاب دور كبير في حياة المواطنين اليومية لمعالجة الادواء المستعصية.

والزعرور جنس نباتي يتبع الفصيلة الوردية من صنف ثنائيات الفلقة. ويقدر عدد الأنواع التابعة لهذا الجنس بنحو 200، وقد يتفاوت العدد طبقا للتصانيف العلمية المختلفة. وهذه الشجرة شوكية برية وزراعية، وارتفاعها يبلغ من 3 الى 10 أمتار، وتتميز بأزْر معتدل القد، غليظ التجميع، وتنفرد بوجود الشعيرات البيضاء على الفروع الصغيرة واعناق الثمار والازهار. اما الأوراق فهي بيضاوية الشكل ومفصصة الى 3 او 5 فصوص مستطيلة، ومتعددة الألوان فيها الأحمر والاصفر، وهي دائرية الشكل يبلغ قطرها 2 سم، وتنمو في المناطق الجنوبية اللبنانية والغابات والأماكن المرتفعة، وفي مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط.

منافع صحية وطبية

وفقا لاختصاصي التغذية طه مريود، فإن البحوث الطبية الحديثة تطرقت الى فوائد ثمرة الزعرور، خصوصا للمصابين بفشل عضلة القلب، وبلسم فعال للأمراض المَعِدِية العصبية، وقد إشارات الدراسات الى ان شاي الثمرة يساعد في علاج مشاكل الكلى والمثانة".

وشرح مريود لـ "الديار" ان "اللون الأحمر للثمرة يدل على وجود مادة الليكوبين (كاروتين) وهي مضادة للأكسدة ، وبالتالي تعمل على مقاومة السرطان وتصلب الشرايين، كما انها غنية بفيتامين (سي)، الذي يؤدي دورا مهما في تعزيز مناعة الجسم، وفيتامين (ب) وحمض الفوليك. ويحتوي الزعرور أيضا على فلافونيات حيوية (روتين كويرسين) ثلاثيات التربينوييد، غليكوزيدات مولدة للسيانوحين، امينات (ثلاثي امين في الأزهار فقط)، كومارينات، وحموض التنيك".

وتابع "اما الزعرور الأصفر فغني بالفلافونويد وفيتامين (ج) وفيتامين (ب) والبتاكاروتين والبكتين، ويحتوي على الكثير من المعادن والاحماض العضوية، لهذا تعتبر هذه الثمرة مفيدة لجسم الانسان، وتعمل على تعزيز الطاقة والقضاء على التعب ، لاحتوائها على مركبات عضوية ومضادات للأكسدة، هذا وتستخدم كعلاج للاضطراب والاكتئاب، وذلك لتأثيرها في المستويات الهرمونية بالجسم".

وقال: "تعد عشبة الزعرور من اهم الأعشاب المستخدمة لعلاج امراض القلب والاوعية الدموية، مثل قصور القلب الاحتقاني (CHF) وعدم انتظام ضربات القلب، لذلك سميت بـ "عشبة القلب". من ناحية أخرى تساعد في تحسين كمية الدم التي يتم ضخها خارج القلب اثناء التقلصات، وتوسع الاوعية الدموية. وفي هذا الإطار أشارت دراسة أجريت في العام 2002 على 38 من مرضى الضغط الدم المرتفع البسيط ، الى أن تناول مستخلصات الزعرور مع المغنسيوم، ساعد في انخفاض ضغط الدم الانبساطي بعد 10 أسابيع. في حين بينت دراسة أخرى أجريت عام 2012 بأن تناول مستخلصات الزعرور على فترة ثلاثة أيام ونصف لم يساعد في خفض ضغط الدم قط".

تقرحات الجلد

واشار الى "ان هذه الثمرة فريدة بمضمونها، لأنها تحتوي على نسبة عالية من مضادات الاكسدة ، وهي مواد تحارب الجذور الحرة في الجسم، وتمنع أو تبطئ تلف الخلايا الناتج عن الجذور الحرة والجزيئات غير المستقرة في الجسم، وتؤدي دوراً في محاربة علامات الشيخوخة، كما تساعد في مداواة بعض المشاكل الجلدية، مثل الدمامل والقروح والحكة، ويكون ذلك بتطبيق معجون العشبة على المكان المصاب".

الدهون والكوليسترول

وأوضح "ان لعشبة الزعرور القدرة على تخفيض الكوليسترول والبروتين الدهني قليل السماكة، كما الدهون الثلاثية، مما قد يؤدي الى منع تكدس الدهون في الكبد والشريان الاورطي، فخلاصة عشبة الزعرور تخفض الكوليسترول عن طريق زيادة افراز الصفراء، مما يقلل من تكوين الكوليسترول، ويعزز من نشاط مضادات الاكسدة".

وختم "في المانيا يعتبر الزعرور من العلاجات العشبية المسجلة والمعتمدة رسميا، ويدخل في حوالى 30 علاجا للقلب. وتبين انه يقوي الذاكرة لأنه يدعم دورة الدم في الرأس ويزيد كمية الاوكسجين في الدم. من جهة اخرى، يساهم الزعرور في تقليل إصابات المجاري البولية التي تسببها بعض أنواع البكتيريا، كما يقلل التشنجات التي تعاني منها النساء خلال فترة الحيض".

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران