اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مما لا شك فيه ان عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس على "إسرائيل" الشهر الفائت، صدمت العالم اجمع. لكن الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني يوميا ضد أهالي قطاع غزة، وأيضا ضد سكان المناطق الحدودية الجنوبية اللبنانية باتت لا تحتمل، والتمادي بالغطرسة أطاح مقررات القانون الدولي الانساني. ورغم كل ذلك لا يمكن لاحد انكار ان هزيمة هذا الجيش الذي قيل عنه انه لا يقهر باتت محتمة، حتى ان تخبطه أضحى مكشوفا وجليّا، ويترجم من خلال الدعم العسكري الأميركي والحشودات، في ظل التأييد اللامتناهي من الدول المؤيدة لسياسة هذه الدولة الفاشية والمجرمة والقاتلة.

الواضح، ان العدو بدأ يهوي في مهاوي الفشل، فلا القصف البري او الجوي او البحري استطاع النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني، الذي اثبت انه فعلا جبار ومن اقوى الشعوب. وهنا نتأكد ان الإصرار والثبات قد يهزمان آلة الحرب المدمرة مهما بلغت قوتها وقدرتها التدميرية. وأصبح معلوما ان العدو مستنزف ويكاد ان يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويحاول الانتقام بأي طريقة من خلال ارتكابه مجازر بشعة ضد المدنيين، عسى ان يردّ شيئا من اعتبار قوته التي لطالما عرف بها. و "إسرائيل" التي لا تستطيع الوصول الى عناصر المقاومة الفلسطينية تقوم بقتل الأطفال عمدا، وتدمير الحجر والبشر بطريقة عشوائية، مستخدمة أسلحة محرمة دوليا.

لم تكن صدفة!

بات مؤكدا ان عملية طوفان الأقصى، ووفقا للمراقبين والمحللين، لم تكن صدفة، فقد تزامن هذا الاقتحام مع الذكرى الخمسين للهجوم المباغت الذي نفّذته سوريا ومصر على "إسرائيل" عام 1973 في "يوم الغفران". وحماس فعلت الشىء نفسه وشنت هجومها في 7 تشرين الأول الماضي ، وتمكنت من مباغتة "إسرائيل" وأجهزتها الاستخباراتية. وعلى الرغم من تمادي العدو في استخدام أطنان من المتفجرات في عملية الاقتتال البري على شمال قطاع غزة، فان خسارتها تبدو واضحة وانكسارها حتمي.  لذلك تستفحل في قتل آلاف الأبرياء الذين لا شأن لهم بهذه الحرب المُهْلكة، كما ان المجتمع الدولي لم يتخذ أي إجراءات عملية للحد من الاستنزاف البشري ولحماية العزل والأطفال والشيوخ والنساء. إشارة الى ان العالم الغربي ماضٍ في تقوية "إسرائيل" ومناصرتها بالدفاع عن كيانها، بينما لا يعطي هذا الحق لأصحاب الأرض الأساسيين.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستتمدد حرب غزة الى المنطقة بأكملها ام ان الأمور ستتوقف عند هذا الحد؟

وزير الاتصال الحكومي الأردني والناطق الرسمي للحكومة الأردنية الدكتور مهند المبيضين أوضح في حديث لـ "الديار" أن "موقف الاردن ورسالته واضحة منذ بداية الحرب، وقد تمثل ذلك بالدعوة لوقفها وعدم التعرّض للمدنيين والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، كما عبّر عن ادانته لاستهداف المدنيين وضرورة عدم الانزلاق لحرب اقليمية، ووجوب لجم العدوان والتأكيد على حقوق الفلسطينيين وعدم التسويغ بالتهجير، وان هذه الحرب لن تولّد الا المزيد من الكراهية والدمار وتقويض مسار السلام".

أضاف "ان هدف الاردن اليوم التأثير بكل ما يستطيع لدعوة المجتمع الدولي لكي يشارك بالضغط على "إسرائيل" لوقف المعارك الطاحنة، وهذا جهد يبذله جلالة الملك عبد الله الثاني من خلال جولاته الاوروبية والعربية التي يقوم بها، كذلك الامر بالنسبة الى الحكومة التي لا توفر الجهود الديبلوماسية الكبيرة لوقف المجازر في قطاع غزة، وكانت واضحة في مجلس الامن وفي القرار الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة حيال المقترح الاردني المدعوم من المجموعة العربية، وصوّت لمصلحته ١٢٠ دولة".

وأشار "الى ان الأردن يسعى الى إدامة ايصال المساعدات الطبية والانسانية الى الفلسطينيين بالتنسيق مع الاطراف كافة، خاصة الاشقاء في مصر عبر معبر رفح، وكذلك استمرار عمل المستشفى الميداني الاردني ومساندته بالمستلزمات الطبية، وكان آخرها عملية الانزال الجوي التي قام بها  سلاح الجو الاردني فجر يوم الثلاثاء الماضي،  وفي الوقت عينه يعمل على مؤازرة اهل الضفة الغربية بإرسال المساعدات الطبية العاجلة، ودعم المخزون الفلسطيني من القمح، وهذا جهد انساني ووطني اردني،  كما ان الاردن يراقب الاوضاع في الضفة الغربية، ويتابع التهديدات المستمرة للمسجد الاقصى من المستوطنين اليهود، ويشدد على رفض فصل الضفة عن قطاع غزة".

وتابع: "اما بالنسبة للإجراءات التصعيدية بعد استدعاء السفير الاردني من "تل ابيب"، فقد بيّن دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ان كل الخيارات متاحة، وفقا لتطورات الاوضاع في الحرب، التي يرى الاردن انها جريمة حرب وليست دفاعا عن النفس الذي تدعيه دولة الاحتلال". واكد ان المملكة معنية اليوم باستعادة المسار السياسي، والحيلولة دون توسع الصراع، والموقف الرسمي الاردني مدعوم بموقف شعبي عام".

وختم المبيضين قائلا: "اما بالنسبة لمسار الحرب، فللأسف فان "اسرائيل" تسعى الى إطالة عمر الحرب، وستقوم بالمزيد من التصعيد، وهذا ما اوضحه وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي امام مجلس النواب".


الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران