اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

من ضمن الرسائل التي حملها المبعوث الأميركي الى بيروت آموس هوكشتاين، رسالة "اسرائيلية" تتعلق بعدم نية العدو الاسرائيلي توسعة الحرب على جبهة الشمال لفلسطين المحتلة، وكان يأمل هوكشتاين أن يخرج من لبنان محملاً برسالة مماثلة من اللبنانيين أو من حزب الله بالتحديد تتعلق بنفس المسألة، لكنه كغيره من المسؤولين الدوليين الذين حضروا الى لبنان عاد خائباً، فالمقاومة لم ولن تقدم أي تطمينات للعدو أو للأميركيين حول الخطوات المقبلة، وما يُراد قوله للأميركيين قيل لهم من الأسبوع الأول، بأن التصعيد بيد "الاسرائيليين".

مصادر لبنانية متابعة، تجد بعض التناقض بين الرسالة الأميركية واستهداف المدنيين في سيارة مدنية من قبل العدو الاسرائيلي، فتلك الغارة كانت لأجل دفع حزب الله لإعلان الحرب على "اسرائيل"، مشيرة الى أن رئيس وزراء العدو هو "رجل سياسي ميت يمشي"، وبالتالي فإن خطواته قد تكون خطرة على المنطقة وعلى لبنان، كما على "اسرائيل" والأميركيين أنفسهم.

السؤال الأساسي اليوم هو حول مدى قدرة نتانياهو على اتخاذ قرارات مصيرية بنفسه، وهل ينصاع "الجيش الاسرائيلي" لخيارات رئيس الحكومة، حتى وإن كانت تعني الدخول في حرب واسعة، ومضرة "للإسرائيليين" والأميركيين؟ وهل يمكن لنتنياهو أن يدفع بالأميركيين الى الحرب في المنطقة، بحال كانت الولايات المتحدة الأميركية لا ترغب بذلك؟

بالنسبة الى المصادر قد يكون مستبعداً للغاية تصور وصول قدرات نتانياهو الى هذا الحد، اولا بسبب السيطرة الأميركية على الدعم السياسي والمالي الكامل للعدو، والثاني بسبب الخلافات الداخلية التي يعاني منها نتانياهو أصلاً، فهو على خلاف كبير مع وزير دفاعه وبقية اعضاء "الكابينت"، وهذا الخلاف يتظهر من خلال اعتلاء المنابر بشكل منفرد مؤخراً، لتكرار نفس السمفونيات وتعداد الإنجازات الوهمية.

قد يبدو للمتابعين أن نتانياهو يرفض طلبات الأميركيين بالتوصل الى هدنة، ويتحدث عن ربط الهدنة بالإفراج عن كل الأسرى لدى حركة حماس، لكن بحسب المصادر فإن رفع السقوف امر طبيعي خلال عمليات التفاوض، لكن عندما يأمر الأميركي ينفذ "الاسرائيلي"، وحتى الأسبوع الماضي لم يكن يتحدث الأميركي أصلاً عن هدنة ووقف لإطلاق النار، واليوم بات يتغير الخطاب في الإدارة الأميركية، حيث من المفترض أن يكون من ضمن الدفعة الاولى لخروج أسرى أميركيون، ستعمل الإدارة الأميركية الحالية على استثمار خروجهم في اللعبة الانتخابية، التي بدأت تلقي بثقلها على القرارات الأميركية.

بحسب وجهة نظر المصادر إن احتمالات تمكن نتانياهو من جر المنطقة الى حرب ضئيلة لكنها ليست صفراً، فهناك احتمال يبقى قائماً بأن يقوم "الاسرائيلي" بضربة قاسية في لبنان لا يمكن للمقاومة السكوت عنها إطلاقاً، وعندما قد يُفتح باب الحرب على مصراعيه، رغم أن واشنطن أبلغت إيران بداية الأسبوع الجاري أن لا نية لديها لتصعيد الصراع في المنطقة، حيث تُشير المصادر الى أن الرسائل الأميركية هذا الأسبوع وصلت الى لبنان والعراق وايران، وبطريقة مختلفة عن "التهديدات" التي كانت تُطلق سابقاً.


الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران