اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ستدق فلسطين على غرف نومهم وتجعلهم يموتون من خوفهم.

نحن لسنا مع مشاع القضايا القومية،ولسنا مع وحدة المشاعر الإنسانية كمؤثر في مجرى أحداث الأمم في العالم،ولكننا نؤمن بالتفاعل الثقافي الذي يخرج الثقافة من خصوصياتها لتصبح ثقافة عالمية تتلاقى سلبا وإيجابا مع الثقافات في العالم دون أن تفقد خصوصية التمييز والفوارق بين الأمم.

نحن نؤمن ان الثقافة ناتج حركة التفاعل داخل المجتمع، وأحداث كبيرة عظيمة كانت أو بشعة، وتفاعل بين الأمم، وأيضا هي ناتج اكتشافات علمية يكون لها تأثيرات على سلوكيات الانسان.

نحن نؤمن أن التغيير في المجتمع يقوم على بعث نهضة، أي بعث ثقافة تؤمن مصالح المجتمع وتُحسن أوصافه.

أية ثقافة ستنتج عن حرب غزة؟

ماذا ستقول الأفلام والمسلسلات الغربية عن حرب غزة،هل سنكون الهنود الحمر والعدو الكاوبوي؟

ماذا سيقول الشعراء والأدباء والفلاسفة؟

ماذا سنقول نحن وماذا سنكتب؟

نحن نعرف ماذا سيقول السياسيون،لكننا نجهل ماذا ستقول ثقافة الغرب بكل مستوياتها وأنواعها.

حرب العدو على فلسطين لا تشبه أي حرب حصلت في القرون الأخيرة،فهي تفوق قنبلة أميركا النووية على هيروشيما،يوم ضربت أميركا قنبلتها الذرية على هيروشيما انخدش الضمير العالمي خدشا يساوي فالقا جبليا حوّل الجبل الى جبلين خلال لحظة،كان حدثا بتكة هزّ العالم لسنوات،أما الصواريخ والقنابل التي تسقط على غزة يا سادة يا كرام ليست بحجم فالق لكنها بحجم إعصار فيه كل مكونات القنبلة الذرية والفارق بينهما اختلاف مدة حصول الحدث،حرب العدو على فلسطين شظايا قنبلة ذرية يرميها العدوعلينا شظية شظية.

في زمن هيروشيما لم يكن العالم قرية مفتوحة،تصل أخبار الحدث فيها الى عامة الناس في العالم بعد لحظات،ولم تكن شرايين التواصل بين الأمم تشبه شرايين التواصل في قريتنا الصغيرة التي كنا دائما نفتش عن شق الطريق الأقصر بأقدامنا،وكانت وسيلة التواصل المناداة بالأصوات العالية حتى ولو كانت المسافة بعض كيلومترات. وقتها كان المأتم للقرية والحزن للقرية والعُرس للقرية والفرح للقرية.

يشاهد العالم حرب العدو على غزة كما كنا نشاهد قتال أهل الحارة التحتا مع أهل حارة الفوقا، مشاهدة حية مترافقة مع لحظة حصول الحدث،وبعامل المشاهدة وعوامل العلاقات كنا نتدخل لفض الخلافات ومنع الدم، وكنا نقاصص المذنب وننفي المجرم ونمنعه من العودة الى الضيعة.

اليوم يرى العالم حرب العدو على غزة فماذا يفعل؟

وصلت صور المجازر الى كل منزل في العالم،وصل صراخ الأطفال الى كل بشري في العالم،سمع الأنين من الوجع والحوع والمرض كل شخص في العالم، رأى العالم كله غزة كتلة نار مشتعلة يحاول إخماد نارها أهل غزة،أهل فلسطين،وبعض الشرفاء في بلادي وما بقي من حكام وملوك الدول يتفرج وينتظر ان تلتهم النار كل مواطن فلسطيني،لكننا نرى في شوارع العواصم والمدن مئات الآلاف من المتظاهرين الذين يطالبون بوقف الحرب على غزة.

إذا لم يحرق حريق غزة أجساد الحكام والملوك من عرب وأجانب سنعلن نحن أبناء قضية فلسطين أننا نعيش زمن التوحش الذي سبق زمن القراءة والكتابة.

إذا لم يحرق حريق غزة أظافر المثقفين والمثقفات،الدبلوماسيين والدبلوماسيات،الشعراء والشاعرات، سنعلن نحن أبناء سورية الطبيعية العالم قنابل وصواريخ وطائرات وأن الإنسانية ماتت عندما استشهد أفراد العائلة الفلسطينية ولم يسع البشر لإسقاط الأنطمة والحكومات.

إذا لم تُغير غزة العالم، ننعى إليكم يا أصدقائي الإنسانية والأخلاق والحضارة والفلسفة، سقراط وابن خلدون،ننعى اليكم أنجيل المسيح ومصحف الرسول وفلسفات كونفوشيوس واليوغا ونظرية جارنا أبو على عن السلام العالمي.

غزة ايها العالم ليست طريدة يطاردها صياد،غزة هي فلسطين من البجر الى النهر هي جسر العبور الممتد من طوروس الى شواطي حيفا،هي الحرف والصباغ الأرجواني والمراكب المحملة بكنوز التجدد والمقلعات الى جهات العالم الأربع.

قدرنا ان نكون البادئين برصف مداميك الحياة للعالم،وهذه المرة قدر غزة، قدر فلسطين أن تكون شعلة النار التي إذا لم تُنر سيحرق شرار نارها العالم.

إن كنتم تقصدون أيها المتوحشون قتل الحياة في فلسطين،فإننا نخبركم أن غدا ستكون فلسطين وسواس الوسادة الذي سيقتلكم ليس بتأنيب الضمير،لأن ضميركم ضاع يوم أضعتم بوصلة الحق، بل سيقتلكم صوت فلسطين الذي سيقرع أبواب نومكم كل عشية،وأبواب اجتماعاتكم،أقول لكم نحن لن نعرف الراحة وأنتم لن تعرفوا الأمن والسلام،خوفكم سينحركم وشحاعتنا ستقودنا الى النصر الأكيد.

تذكّر أيها العالم وديع حداد كمال خير بك فؤاد الشمالي حورج حبش أحمد جبريل وغيرهم من الأسماء الكثيرة،تذكّر هذه الأسماء جيدا،فغدا سترى المئات منهم منتشرون في عواصم العالم يصطادون وحوشكم وحشا وحشا.

فلسطين ليست هذه المساحة الممتدة من البحر الى النهر،فلسطين هي كل سوري في العالم،وهذا السوري لم تعد تهمه تجارته ولا وظيفته،ولم يعد مهتما بأمواله، ففلسطين وبلادهأغلى بكثير من حياته.

فلسطين ليست الجامعة العربية التي تجتمع وتعلن التهديد بالشكوة الى الله إذا رفضت دولة العدو وقف النار.

ما أتعس هذه الجامعة التي تجتمع في الرياض وتطلب وقف النار ولا تهدد بإطلاق النار

فلسطين ليست قمة إسلامية في الرياض تعلن أنها ستشكوالعدو الى محاكم الله.

يسأل بعض الناس عن نتائج قمتي الرياض فنقول لهم،لا يعلمها سوى الله والراسخون بعلوم العرب والأميركان.

أيها السوريون المنتشرون في العالم،فلسطين تحتاجكم،سورية تحتاجكم،فلا تبخلوا العطاء ورددوا مع سعيد تقي الدين " لنصرك يا سورية هذا القليل".

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران