اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

طريق القيامة

أشدّ مضاضةً ومرارة من شعورك بالغربة عن الوطن، شعورُك بالغربة عن الزمن. الزمن الذي كنت تستعجل مجيئه لتطلّ منه أنت والناس على الحياة، مُكلّلةً بالعزّة والجمال والجلال . زمنٌ منع عليه أن يصل اليك او أن تصل انت اليه حواجزُ كثيرةٌ أقساها حواجزُ تُقيمُها ثابتةً على المفارق والمنعطفات، مُقدَّساتٌ من جهالاتٍ مُكدَّسات.

ومع اقتراب موعد الانتقال الى المقلب الاَخر، وعلى الرغم من توالي الخيبات، يبقى عاصفاً من كل حناياك، وطنٌ يقيم فيك يسكن مرتجاك ... وحين تستشعر أنّه لن يتأتّى لك ان تراه حقيقة قائمةً في مدى عمرٍ واحد، تعزم بكلّ ما أُوتيتَ من ايمان بالبقاء للأمّة، ان تأخذ الوطن معك ذخيرةَ رجاءٍ الى ما هو أبعد من حدود الزمن . واذا ما أتعبك استحضارُ الجواب عن سؤال أيَّ السبل هو الافضل، هو الاجدى لأن تأخذ الوطن معك وديعةً ورجاءً ليوم القيامة، فلا تخدعنّك قممٌ بلا همَمٍ، بلا ذِمَمٍ ولا تقلق، بل فاسأل، لأخذ الجواب اليقين، اسألْ فِراخَ الاَلهة في فلسطين، اسأل فلسطين.

على أرض فلسطين سجّل التاريخ حقيقةَ الانتصار على الموت بالموت. ومن أرضها قامت اول قيامة. وعلى الأرض عينها ومن أنفاقها تستمرّ القيامة.


الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران