اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
التي أكثر بهاءً بكثـير من وجه القـمر، عشـيقة القمـر!

التي أنحنى الله ألف ألف عام لكي يرى صوت الله، وما بعد بعد الله في صوتها، وقال لنا «هذه صلاتي الأخيرة، قصيدتي الأخيرة، أضعها بين ايديكم. فلتكن رقصة اللالئ على خاصرة الدهر».

أيتها السيدة التي هنا، والتي هناك، والتي هنالك، عند كل مفترقات العمر. هل ثمة من عمر للخزامى حين تختال بين أصابع امرأة تختزل كل أحاديث المطر، وكل أحاديث البرق. أنتِ، أنتَ التي تلوحين بمناديل المرمر لذلك الليل الطويل في غرناطة، لتسألي... متى ينتهي ليل العرب ؟! 

لا زمان، ولا مكان لأنين العرب. وحين تغنين لكِ، لكأنكِ تغنين لهم «يا زماناً ضاع في الزمن»، كنا الصدى وغنينا «يا زماناً ضاع في العرب».

وأنتِ في هذا العمر الجميل، تأتيك ألأزهار، أزهار الطفولة، من غيمة اعتادت أن تجثو على نافذتكِ لتبقي زينة العمر. أي لبنان كان، وأي صنين كان، وأي أديرة كانت، وأي مآذن كانت، لو لم تكوني التعويذة الملائكية على ضفاف البنفسج؟ نحن الذين ولدنا وترعرعنا وهرمنا على ضفاف الأشياء. لكم زهت بكِ الأشياء، لكم اغتسلت بأغنياتكِ الأشياء؟

هذا العمر يليق بملكة آتية من أسطورة سومرية، وقد بقيَ وقع أصابعها على جدار العمر. يا للصوت الذي أوقف زحف المغول عند أسوارنا، عند صدورنا. أولئكَ الذين يحملون البنادق ويحملون البيارق، وهم يصدحون بك «أجراس العودة فلتقرع»... ولسوف تقرع لأن أظافرنا، لأن عيوننا، أوديسه النار حين تحرق آلهة النار.

يا لفيروز التي عشقتها اللغات، وعشقتها الشموع في اقاصي الدنيا. ما قيل فيكِ على الضفة الأخرى من العالم أو على الضفة الأخرى من التاريخ. هذه ثروتكم فليكن صوتها الهواء، وليكن صوتها الرعد، وليكن صوتها الجمر، ثم انثروه في كل اصقاع الأرض. قال فيك موريس جار «صوتها القيامة». يوماً ما أنتِ التي ستقولين للأنبياء ولسوف يصغي لكِ الأنبياء، أن يضعوا عباءاتهم على أكتافنا، بعدما وضعوها طويلاً على كتفي القضاء والقدر. لعلكِ الوجه الآخر للقضاء والقدر..

لم يبق قنديل في الأندلس الا وتوهج حين حملتِ اليه الرياح، رياح الشرق «يا زمان الوصل في الأندلس»، ليقول فيكِ شارل أزنافور «هذه موشحات الملائكة»، وكاد يقول ان صوتها منزل، كما الكتب. اذاً... اقرعوا الأجراس وارفعوا الآذان. تلك المسافة التي تنتهي ولا تنتهي، بين سحر الشفق وسحر الغسق...

هذه تغريبة بني هلال. يا أحزاننا المشرقية في ذلك القلب الذي لكأنه قلب سنونو عالقة بين غيمة وغيمة. نعلم، وقال لنا زياد، كم من أجلنا، من أجلكم ايها الفلسطينيون الرائعون، تعاني فيروز من فائض في الألم. لنتذكر سوفوكل في «الحداد يليق بالكترا»، كم يليق بكِ الحداد، كم يليق بكِ الغضب، ولقد وعدتينا بأن «الغضب الساطع آت  آت»...

لكنكِ في أغنياتكِ (وليكن لك العمر، ولتكن لكِ الحياة)، نحتار أتكونين مملكة أحزاننا أم مملكة افراحنا. اخذنا علماً من لوي آراغون، على الاقل، بوصفه لاديث بياف، وهي ترفض مراقصة الحطام، «ذات القلب الملتبس». استدرك «هذه المرأة الخارجة للتو من الأغنية، أو الخارجة للتو من القصيدة، حين تكون امرأة كثيرة تكون امرأة للحياة».

أيتها السيدة، انكِ الحياة. ونحن اذا قيّض لنا، نكون من اجلكِ... عشاق الحياة!!

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟