اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تظن شريحة كبيرة من الناس أنّ شرب الكحول يساعد على خفض التوتر وحتى التخلّص من الإجهاد كلياً.

وفي هذا الصدد، وفقا للدكتور سيرغي خاريتونوف عالم البيولوجيا الجزيئية، لا يساعد الكحول على التخلص من الإجهاد، ويسبب مشكلات كثيرة في الجسم. ويشير العالم، إلى أن الكحول مادة تسبب الإدمان، مثل أي مادة ذات تأثير نفسي، أي أنه وسيلة قد تساعد على الهروب من الواقع، والتخلص من التوتر والقيود الداخلية. ولكن هذا التأثير قصير المدى لأن الكحول على المدى الطويل، يبدأ في الضغط على الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى تدهور الحالة المزاجية، ويسبب العدوانية وحتى الاكتئاب. كما أنه مخدر يؤثر في تفكير الشخص وسلوكه وعواطفه. وحتى تركيزه المنخفض في الدم، له تأثير كبير على قشرة الدماغ. أي يؤثر على رؤيتنا وسمعنا، وتتوقف الأذن عن الاستجابة بشكل مناسب للمحفزات الخارجية، ويبدأ الدماغ في فك رموز الأصوات بشكل خاطئ، لذلك يتشوه تصور الشخص للعالم الخارجي.

والكحول الأثيلي يدمر أغشية الخلايا والبنية الداخلية للخلايا، ما يساهم في تطور مظاهر التصنع. كما أنه غني بالسعرات الحرارية حيث يحتوي غرام واحد منه على 7 سعرات حرارية. ولكن  خطره الأكبر يكمن في كبح عملية حرق الدهون، لذلك تتراكم الكربوهيدرات والدهون التي يتناولها الشخص مع الكحول في الجسم مسببة زيادة الوزن والسمنة.

وهناك ثلاث مراحل لإدمان الكحول، المرحلة العقلية والجسدية والنهائية، حيث تتفكك الشخصية وتحصل تغيرات لا رجعة فيها في الأعضاء الداخلية- تليف الكبد، والتغيرات الضامرة في الجهاز الهضمي، والنوبات القلبية والجلطات الدماغية، والشلل وشلل جزئي وغيرها. ويتم تشخيص إدمان الكحول في المرحلة الثالثة أي بعد 15-20 عاما من التناول المنتظم للمشروبات الكحولية القوية.

وبالإضافة إلى ذلك حتى تناول جرعات صغيرة من الكحول بانتظام يؤدي إلى تكيف الجسم. بالطبع لا تشكل الجرعات الصغيرة حملا على الكبد والكلى. ولكن تناولها يوميا تتراكم في الجسم ما يؤدي إلى عودة العبء على الكبد والكلى والبنكرياس أيضا.

ومن الملاحظ أن المدمن على الكحول يسكر بسرعة، بسبب عدم قدرة الكبد على معالجة الكحول كالسابق ما يؤدي إلى تراكم الإيثانول في الدم، وجفاف الجسم لأن الكحول مدر للبول، ما يزيد من تأثير الإيثانول وبالتالي التسمم بسرعة.

هذا وقد يكون اضطراب تعاطي المشروبات الكحولية خفيفًا أو متوسطًا أو شديدًا؛ بناءً على عدد الأعراض التي تشعر بها. ومن هذه المؤشرات والأعراض:

- العجز عن تقليل كمية الكحوليات التي تشربها.

- الرغبة في خفض الكميات التي تشربها أو خوض محاولات غير ناجحة لتحقيق ذلك.

- قضاء الكثير من الوقت في شُرب الكحوليات أو التعافي من آثار شُربها.

- الشعور برغبة ملحّة أو حاجة ماسة إلى شُرب الكحوليات.

- العجز عن الوفاء بالتزامات العمل أو الدراسة أو المنزل بسبب تكرار شُرب الكحوليات.

- الاستمرار في شُرب الكحوليات رغم تسببها في مشكلات بدنية أو اجتماعية أو مهنية أو في العلاقات مع الآخرين.

-  الانقطاع عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية وأنشطة العمل الهوايات أو الإقلال منها لشُرب الكحوليات.

- شُرب الكحوليات في وضع غير آمن؛ كأثناء القيادة أو ممارسة السباحة.

- اعتياد الجسم على الكحوليات ومن ثم الاحتياج إلى شُرب المزيد منها للشعور بتأثيرها، أو الشعور بتأثير أقل عند شُرب الكمية المعتادة.

- الشعور بأعراض الامتناع عن الشُرب -مثل الغثيان والتعرّق والرجفة- عند عدم شُرب الكحوليات، أو شربها من أجل تجنب هذه الأعراض.


الأكثر قراءة

إستنفار داخلي ودولي لاستيعاب حادثة الجولان «تل أبيب» تريد توسعة الحرب... لكنها غير قادرة على ذلك! دروز لبنان وسوريا يتصدّون للفتنة «الإسرائيليّة» من بوابة مجدل شمس