اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
مع استمرار الهدنة على خط غزة، ونجاح الجهود العربية والدولية وتمديدها على التوالي، توجهت الانظار باتجاه الضفف الغربية، وخاصة مدينة القدس التي شهدت امس عملية فدائية، اوقعت عددا من القتلى والجرحى، حيث تبنت حماس المسؤولية، على وقع تهديد القيادات الاسرائيلية من تبعات الاستمرار في سياسة التهدئة، وعدم العودة الى التصعيد العسكري، ما يطرح علامات استفهام عديدة حول مستقبل الحكم في تل ابيب وطبيعته وشكله.

ففيما واصل مفاوضون قطريون ومصريون اتصالاتهم من أجل تمديد جديد للهدنة الإنسانية في غزة لمدة يومين، تحدث مسؤولون إسرائيليون عن استعدادهم لمعركة في جنوب القطاع، طالبت كتائب عز الدين القسام  - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)  من مقاتليها الجهوزية العالية تحسبا لتجدد المعارك.

فقد اعلنت وزارة الخارجية القطرية، إن حركة حماس و «إسرائيل» توصلتا الى تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة ليوم إضافي. وأشارت الخارجية القطرية إلى استمرار تكثيف الجهود بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع.

وكشفت مصادر فلسطينية على صلة بمحادثات الدوحة أن المحادثات الجارية تركز حصرا على الهدن الإنسانية في غزة، ولم تتطرق في الحوار لوقف إطلاق النار الدائم، أو إنجاز صفقة تبادل أسرى شاملة. وأشارت المصادر إلى أن موضوع وقف إطلاق النار الدائم لا يزال بعيد المنال، في ظل إصرار «إسرائيل» على استكمال عمليتها العسكرية ضد غزة وإلحاق ضرر إستراتيجي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

في المقابل، تطالب حركة حماس بالإضافة لتحرير الأسرى بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة ورفع الحصار عن القطاع، وهو ما يتوقع ألا يتعاطى معه الاحتلال في هذه المرحلة.

ووفقا للمصادر يشارك في المفاوضات بالإضافة لمسؤولين قطريين، كل من مدير المخابرات المركزية الأميركية (السي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس جهاز الموساد الاسرائيلي دافيد برنياع، بالإضافة لرئيس جهاز المخابرات العامة المصري عباس كامل.

وقالت وزارة الخارجية القطرية، إن حركة حماس وإسرائيل توصلتا لتمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة ليوم إضافي.

وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية سيفرج عن 30 أسيرا وأسيرة ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل، مقابل الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين من النساء والأطفال.

وقي السياق ذاته، أفاد بيان صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات في مصر بأن «مفاوضين مصريين وقطريين يضغطون من أجل تمديد جديد للهدنة في غزة لمدة يومين، مع الإفراج عن مزيد من المحتجزين وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة».

وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، إن مصر تبذل قصارى جهدها لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب قطاع غزة.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ، إن الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة بين حماس وإسرائيل تؤتي ثمارها، في ظل إطلاق سراح المحتجزين، ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأعرب بلينكن عن أمله في استمرار الهدنة، وسعادته لخروج أميركيين بين المحتجزين الذين أطلقت حركة حماس سراحهم، وذلك أثناء لقائه الرئيسَ الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال زيارته لتل أبيب.

وكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة الشديد لما سمّاه «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وسعيها الى ضمان عدم تكرار ما حدث في السابع من تشرين الأول الماضي، بالإشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال ردا على جرائمه ضد المدنيين الفلسطينيين.

معركة الجنوب

وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تعهد لوزير الخارجية الأميركي بالقضاء على حركة حماس، كما أعلن مكتب نتنياهو عن انعقاد مجلس الحرب الإسرائيلي في حضور بلينكن.

وقال نتنياهو في بيان متلفز عقب لقائه بلينكن في القدس المحتلة «لقد أقسمت أن نواصل هذه الحرب حتى نحقق الأهداف الثلاثة: إطلاق سراح جميع مختطفينا، والقضاء على حماس بشكل كامل، وضمان ألا نواجه من غزة مثل هذا التهديد مرة أخرى».في حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن بلينكن أبلغ نتنياهو بضرورة حماية المدنيين في جنوب قطاع غزة إذا ما استؤنف القتال.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معلقا على عملية إطلاق النار في القدس، إن «حركة حماس تحاول قتلنا في كل مكان».وقال نتنياهو: «لقد انتهيت للتو من اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بعد وقت قصير من قيام قتلة حماس بقتل إسرائيليين هنا في القدس، وقلت له: هذه هي حماس نفسها.. هذه هي حماس نفسها التي نفذت المجزرة الرهيبة في 7 أكتوبر، نفس حماس التي تحاول قتلنا في كل مكان». وأضاف: «قلت له (بلينكن) أقسمنا، وأقسمت أن نقضي على حماس. لا شيء سوف يوقفنا... سنواصل هذه الحرب حتى نحقق الأهداف الثلاثة: إطلاق سراح جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس بشكل كامل، وضمان ألا تواجه غزة مثل هذا التهديد مرة أخرى».

قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، إن «إسرائيل» ستواصل السعي دون توقف وستستغل كل فرصة لإعادة أسراها من غزة، مشيرا إلى أن الحرب ستكون طويلة.

وقال هليفي في «يوم اعتراف إسرائيل بمعوقي الأعمال الحربية»، إن «إسرائيل في حالة حرب من أجل الوطن ضد عدو نقش الموت والدمار على علمه». وأضاف هليفي: «نحن في فترة هدوء هدفها إعادة المختطفين إلى بيوتهم وهذا هدف أسمى، وسنواصل السعي دون توقف واستغلال كل فرصة لإعادة المختطفين. ستكون حربا طويلة وسنقاتل حتى نحقق أهدافها. لن نتوقف حتى نقوم بتفكيك حماس حكوميا وعسكريا.» 

بدوره، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، إلى العودة فورا وبقوة هائلة للحرب على قطاع غزة، من أجل تدمير حركة حماس بشكل كامل على حد قوله.

كلام زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف جاء في بيان تعقيبا على تبنّي حماس عملية إطلاق النار بالقدس المحتلة صباح الخميس، والتي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 13 آخرين بينهم 3 جروحهم خطرة.

وبالتزامن، جدد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، إعلان جاهزيته لاستئناف الحرب على قطاع غزة، مؤكدا أن رئيس الأركان صدّق على خطة العملية العسكرية في جنوب غزة.

كما دعا الرئيس الأميركي جو بايدن «إسرائيل» لتبنّي نهج أكثر حذرا إذا وسّعت هجومها على جنوب القطاع، لتجنب نزوح مقتل آلاف المدنيين كما حدث في شمال غزة.

استعداد للقتال

في المقابل، طلبت كتائب القسام في بيان من مقاتليها الجهوزية العالية تحسبا لتجدد المعارك في القطاع. وقالت الكتائب في بيان إنها «تطلب من قواتها العاملة البقاء على جاهزية قتالية عالية في الساعات الأخيرة، من التهدئة تحسبا لتجدد القتال في حال عدم تجديدها (الهدنة) والبقاء على ذلك ما لم يصدر بيان رسمي يؤكد تمديد التهدئة».

ميدانيا قتل 3 إسرائيليين وأصيب آخرون في إطلاق نار بالقدس المحتلة تبنته كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين استهدفت عملية دهس جنودا إسرائيليين في منطقة الأغوار شرقي الضفة الغربية وأسفرت عن إصابة اثنين.

ووقعت عملية إطلاق النار في موقف للحافلات عند المدخل الشمالي الغربي لمدينة القدس المحتلة، ونفذها الشقيقان مراد النمر (38 عام) وإبراهيم النمر (30 عاما) من قرية صور باهر بالقدس، وأسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة آخرين وُصفت حالة بعضهم بالحرجة.

وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن من بين القتلى الحاخام إليمالك واسرمان عميد المحكمة الحاخامية في أسدود.

من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن جنديين في سلاح الاحتياط بالجيش أطلقا النار وقتلا مسلحَين فلسطينيَّين نفذا الهجوم.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن المنفذين فلسطينيان من سكان قرية صور باهر جنوبي القدس المحتلة، وإنهما سجينان سابقان لدى سلطات الاحتلال، وأكدت انتماءهما لحركة حماس.

كما قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن من نفذ هجوم القدس من حركة حماس.

القسام تتبنى

من جهتها، تبنت كتائب القسام عملية القدس ووصفتها بالبطولية ونعت منفذَيها «القسّاميين» مراد وإبراهيم النمر. وقالت كتائب القسام -عبر حسابها على تطبيق تلغرام- إن «عملية القدس تأتي ردا على جرائم الاحتلال في قطاع غزة والضفة المحتلة وتدنيس الأقصى والمقدسات». وتابعت أن هذه العملية «رسالة تحذير مباشرة ضد انتهاكات بن غفير وعصابته بحق الأسرى في سجون الاحتلال».

وكانت حركة حماس نعت قبل ذلك منفذي عملية القدس، وقالت إن عملية القدس رد طبيعي على ما وصفتها بالمجازر الوحشية التي يقترفها الاحتلال في قطاع غزة، وقتل الأطفال في جنين، والانتهاكات الواسعة التي يتعرض لها الأسرى، واستمرار الانتهاكات في المسجد الأقصى ومنع المصلين من الوصول إليه.

وحذرت حماس -في بيان- الاحتلال بأن عليه أن يتحسس رأسه في كل مدينة وقرية وشارع، وفق تعبيرها، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني مستنفر للثأر لدماء الشهداء وصد العدوان.

كما باركت حركة الجهاد الإسلامي عملية القدس، وقالت إنها «تدل أن خيارات المقاومة مفتوحة ومتعددة، وأن موانع العدو لن تحمي أمنه».

على الجانب الآخر، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من أعضاء حكومته بتوسيع توزيع السلاح على الإسرائيليين ومواصلة الحرب على ما يصفونه بالإرهاب.

عملية الأغوار

وبفارق ساعات عن عملية القدس المحتلة، دهس فلسطيني بسيارته جنديين إسرائيليين قرب حاجز عسكري في الأغوار. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة جنديين من قوات الاحتياط بجروح طفيفة في عملية الدهس.

من جهتها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب كارم بني عودة (25 عاما) من بلدة طمون في طوباس شمالي الضفة الغربية برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الأغوار.

وقالت المعلومات إن قوات الاحتلال أطلقت النار على منفذ الهجوم في الأغوار، واشارت إلى أن العملية تأتي وسط أوضاع مشحونة في الضفة الغربية بعد عملية القدس المحتلة.

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي عقب عمليتي القدس والأغوار أنه اعتقل 23 مطلوبا في جميع أنحاء الضفة الغربية من بينهم 10 ينتمون لحركة حماس.

البابا

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أنّ البابا فرانسيس حذّر «إسرائيل» من ارتكاب الإرهاب، في اتصال لم يُكشف عنه من قبل. وأوردت الصحيفة أنه «مع سقوط القنابل وتوغل الدبابات في عمق غزة في أواخر تشرين الأول ، أجرى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مكالمة هاتفية مشحونة بالتوتر مع البابا فرانسيس».

روسيا

أعربت وزارة الخارجية الروسية عن امتنانها لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد إطلاق سراح محتجزتين روسيتين أمس الأربعاء، وقالت إنها تعمل على إطلاق سراح المواطنين الروس المحتجزين في غزة. وقالت الوزارة في بيان «نحن ممتنون لقيادة حماس لاستجابتهم لدعواتنا الملحّة. سنواصل القيام بكل ما هو ضروري لضمان إطلاق سراح المواطنين الروس الآخرين المحتجزين في قطاع غزة بسرعة».

الأكثر قراءة

الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان... ماذا ينتظر البلاد؟ هل يتمّ الإفراج عن سلامة غداً؟