اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ 56 من الحرب على غزة، استأنفت «إسرائيل» عدوانها بعد انتهاء هدنة دامت أسبوعا، وشنت طائراتها غارات على أنحاء مختلفة من القطاع، مما أدى إلى استشهاد 178 وإصابة مئات خلال بضع ساعات.

ميدانيا أيضا، أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها تخوض اشتباكات في محاور عدة، ووجّهت ضربات صاروخية لمناطق إسرائيلية بينها تل أبيب وأسدود وغلاف غزة، في حين عادت الجبهة اللبنانية للاشتعال مع إعلان حزب الله عن سلسلة من الهجمات على مواقع وتجمعات لقوات الاحتلال قبالة الحدود.

سياسيا وبعد انتهاء هدنة غزة التي تم خلالها تبادل 7 دفعات من الأسرى، قال البيت الأبيض، إنه يسعى لاستئنافها، في حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت أن قواتهما ستواصل العمليات العسكرية حتى تحقق أهدافها المعلنة.

فقد أعلنت وزارة الصحة في غزّة ارتقاء 178 شهداء، مع انتهاء الهدنة وتجدّد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، مستهدفاً المدنيين ومنهم الأطفال، بالإضافة إلى  مئات الجرحى. 

بدوره، قال المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، إنّ الاحتلال الاسرائيلي ارتكب مجازر جديدة فور انتهاء الهدنة الإنسانية. وشنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على أنحاء متفرقة من القطاع. 

وأفادت المعلومات عن استهداف القصف الإسرائيلي محيط محطة «بهلول» للبترول، بمدينة رفح جنوبي القطاع، بالإضافة إلى قصف الاحتلال لمنزل في بني سهيلا شرق خانيونس جنوبي القطاع، ما أدّى إلى ارتقء شهيد ووقوع عددٍ من الإصابات. 

من ناحية الأزمة الإنسانية في القطاع، أكّد المتحدث باسم وزارة الصحة أنّ الهدنة المؤقتة لم تسعف المنظومة الصحية، في إشارة إلى أنّ عدد الشاحنات التي سُمح بدخولها عبر معبر رفح لا تغطي الحاجات الكبيرة نتيجة العدوان والحصار الإسرائيليين. وشدّد القدرة على الحاجة لضمان تدفق الإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات، مشيراً إلى أنّ الطواقم الطبية تتعامل مع أعداد كبيرة من الجرحى، الذين يفترشون الأرض في أقسام الطوارئ وأمام غرف العمليات. 

في المقابل، ارتفعت حصيلة الجرحى في صفوف جنود «الجيش» الإسرائيلي منذ انتهاء الهدنة واستئناف المقاومة مواجهتها واستهدافها القوات الإسرائيلية، إذ اعترف الاحتلال بـ 9 إصابات جديدة . وكان قد أقرّ في وقت سابق بإصابة 5 جنود، ووصف 3 إصابات منها بـ «المتوسطة».

كذلك، تواصل المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه المدن المحتلّة والمستوطنات، مؤكدةً أنها رد على استهداف الاحتلال للمدنيين في غزّة. 

وقصفت كتائب القسام «عسقلان» و»سديروت» وبئر السبع برشقات صاروخية رداً على استهداف المدنيين في غزة. ودكّت القسام تجمعات لجنود الاحتلال شمالي غربي مدينة غزة برشقات من منظومة صواريخ «رجوم» وقذائف الهاون.

واستهدفت كتائب القسام دبابة إسرائيلية بعبوة «شواظ» شمال مدينة غزة، وناقلة جند إسرائيلية في الشيخ رضوان شمال غرب غزة.كما أعلنت كتائب القسام استهداف ناقلة جند إسرائيلية يعتليها عدد من الجنود بقذيفة «تاندوم» وبالأسلحة الرشاشة شمال مدينة غزة.وصدت قوة من كتائب القسام آليات إسرائيلية حاولت التقدم نحو بيت حانون، كما قصفت قاعدة «رعيم» العسكرية برشقة صاروخية.وتعرضت قوة إسرائيلية لكمين محكم في منطقة تل الهوى، كما وقعت قوة ثانية من «جيش» الاحتلال في كمين محكم نصبته كتائب القسام في محور شمال غرب غزة.

وأعلنت سرايا القدس قصف «ناحل عوز» و»علوميم»، واستهدفت تجمعاً لجنود وآليات الاحتلال المتمركزة في محور التقدم «نتساريم» بعدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل.وأفادت وسائل اعلام إسرائيلية بإصابة 5 جنود إسرائيليين جراء سقوط قذيفة قرب «نيريم».

وأسقطت سرايا القدس طائرة إسرائيلية بدون طيار من نوع «سكاي لارك» في سماء المنطقة الوسطى. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ صلية صواريخ كبيرة جداً نسبياً أطلقت باتجاه مستوطنات غلاف غزة، قدرت عددها بـ 45 صاروخاً أطلقوا منذ الصباح.

من جهتها، أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى استهداف «سديروت» و»كفار سعد» برشقة صاروخية رداً  على جرائم الاحتلال بحق المدنيين.

بدورها، استهدفت قوات «الشهيد عمر القاسم» قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة الشاليهات غرب مدينة غزة بقذائف الهاون. كذلك استهدفت مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية. وأفادت مصادر محلية بأنّ اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال وقعت في منطقة التوام شمال غرب غزة.

بالتزامن مع أنباء عن دوي صفارات الإنذار في غلاف غزة.وذكر الإعلام الإسرائيلي أنه «مع انطلاق صفارات الإنذار في عسقلان نرى أنّ إطلاق الصواريخ من غزة يتوسع باتجاه وسط إسرائيل».

وكانت قالت مصادر أمنية من منظمات الإغاثة المصرية إن دخول شاحنات المساعدات والوقود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، توقف في أعقاب استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة بعد هدنة استمرت أسبوعاً.

سياسيا قال مصدر إنّ الوسيطين القطري والمصري يواصلان المفاوضات حول الهدنة في قطاع غزة بالتزامن مع استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.  وقال المصدر إن «المفاوضات حول الهدنة في غزة مع الوسطين القطري والمصري تتواصل»، بعد ليلة من المحادثات المكثفة لم تنجح في تمديد الهدنة الإنسانية التي كانت سارية.

حماس

حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حمّلت «إسرائيل» مسؤولية استئناف الحرب والعدوان على قطاع غزة، بعد رفضها التعاطي مع كل العروض للإفراج عن محتجزين آخرين.وقالت (حماس) إن «إسرائيل» رفضت التعامل مع كل عروضها لاستمرار الهدنة لأن لديها قرارا مسبقا باستئناف العدوان، وأكدت الحركة أنها عرضت عليها تبادل الأسرى وكبار السن، وتسليم جثامين القتلى من المحتجزين جراء القصف الإسرائيلي، إضافة لتسليم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين.وأشارت الحركة إلى أنها عرضت تسليم جثامين عائلة بيباس والإفراج عن والدهم ليتمكن من المشاركة في مراسم دفنهم، إضافة إلى تسليم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين.

كما حملت حماس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولية استمرار جرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من خلال دعمها المطلق لها، ومنحها «الضوء الأخضر».

«اسرائيل»

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «إسرائيل» ملتزمة بتحقيق أهدافها مع استئناف عمليتها العسكرية على قطاع غزة، وقال مكتبه أن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب وهي تحرير الرهائن والقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وضمان أن غزة لن تشكل أبدا تهديدا للإسرائيليين.وزعم البيان أن حماس انتهكت شروط الهدنة لأنها لم تف بالتزاماتها بالإفراج عن جميع المحتجزين من النساء، كما أطلقت صواريخ على «إسرائيل».

اما وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فقال إن قواته ستواصل توجيه الضربات لحركة حماس في قطاع غزة حتى تحقيق أهداف الحرب. وأضاف غالانت أن «إسرائيل» ستواصل الحرب حتى القضاء على حركة حماس وعلى قدراتها، وإعادة المحتجزين في غزة.

واشنطن

قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن واشنطن تركز حاليا على «إعادة جميع الرهائن في غزة» إلى بيوتهم ونعمل على ألا تتوسع دائرة العنف بالمنطقة. وأضاف في تصريحات قبيل مغادرته دبي أن الهدنة في غزة انتهت «بسبب حماس.. نواصل دعمنا لإسرائيل». وتابع «نبذل جهودنا لتكون للفلسطينيين دولتهم .. حماية المدنيين في غزة أمر ضروري وإسرائيل سوف تبلغ الفلسطينيين بالأماكن الآمنة.. ونعمل على ألا يتعرض المدنيون للقتل».

من جهته أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بأن واشنطن تواصل العمل مع «إسرائيل» ومصر وقطر في جهود تمديد الهدنة الإنسانية في غزة.وأشار إلى أن الهدنة الإنسانية أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 أسير وزيادة المساعدات لغزة. كما أضاف: «سنواصل الانخراط بعمق بينما نتطلع إلى تحرير من تبقى من الأسرى».

موسكو

علق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على تصريحات «إسرائيل» بأنها «لن تتوقف حتى تدمر (حماس)»، بأن على «إسرائيل» الوضع في الاعتبار أن قوانين الحرب لا زالت سارية، وتابع: «نسمع تصريحات من القيادة الإسرائيلية بأنهم لن يتوقفوا حتى يدمروا (حماس) . ولن أخوض الآن في تفاصيل رد فعل الخبراء على ذلك، ولا كيف علق عليه الضباط العسكريون المحترفون، لكني أعتقد أن أحدا لم يقم بعد بإلغاء قوانين الحرب، وعلى «إسرائيل» أن تتذكر ذلك».

قطر

أعربت قطر عن أسفها الشديد لاستئناف العدوان الإسرائيلي على غزة إثر انتهاء الهدنة، مشيرة إلى أن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين مستمرة بهدف العودة للهدنة.وقال بيان باسم الخارجية القطرية، إن الدوحة ملتزمة مع شركائها في الوساطة باستمرار جهودها، وستفعل ما يلزم للعودة إلى التهدئة.

ايران

علّق وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، على استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال أمير عبد اللهيان خلال تغريدة عبر منصة «إكس»: «لا يوجد حلّ سوى استمرار وقف إطلاق النار، وإرسال مساعدات إنسانية ضخمة إلى غزّة والاتفاق على تبادل الأسرى».

الامم المتحدة

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أسفه لاستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة، بعد انهيار الهدنة الإنسانية التي استمرت لمدة أسبوع بين «إسرائيل» وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). ونشر غوتيريش على منصة «إكس» أنه يأسف وبشدة لعودة العمليات العسكرية في قطاع غزة. وأضاف أن الانخراط في الأعمال القتالية تبرز أهمية التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية.وأضاف «يظل الأمل حاضرا في إمكانية تجديد الهدنة الإنسانية، التي اتُّفق عليها سابقا واستمرت لأيام عدة».

ردود فعل دولية

الى ذلك تواترت ردود الفعل الأممية والغربية تنديدا بعدم تمديد الهدنة المؤقتة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك انتهاء الهدنة بأنه «أمر كارثي» وحث جميع الأطراف على ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار. وحث تورك في بيان «جميع الأطراف والدول التي لها تأثير على مضاعفة الجهود، على الفور، لضمان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وحقوق الإنسان».

من جهتها، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة، واصفة التقاعس عن ذلك بأنه «موافقة على قتل الأطفال». وقال جيمس إلدر المتحدث باسم يونيسيف للصحفيين عبر الفيديو من غزة «يجب تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار». وأضاف أن «التقاعس في جوهره موافقة على قتل الأطفال».

وعلى هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28» المنعقد في دبي، طالبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا باستئناف الهدنة؛ معتبرة «انتهاءها خبرا سيئا للغاية ومؤسفا لأنه لا يقدم أي حل ويعقد تسوية كافة المسائل المطروحة».وأضافت أن استئناف الهدنة ضروري أيضا «لمواصلة التفكير في اليوم التالي، علينا أن نفعل ذلك الآن لاستعادة الأفق السياسي».

يشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التقى على هامش مؤتمر المناخ صباح اليوم نظيريه المصري عبد الفتاح السيسي والإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.

من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن بلادها ستبذل ما في وسعها من أجل استئناف الهدنة.وفي بيان لها، قالت بيربوك «في هذه الدقائق، علينا عمل ما بوسعنا لاستمرار الهدنة، لا يمكن تحمل الآلام، هذه الأوجاع يجب أن تنتهي من أجل الجميع».

الأكثر قراءة

الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان... ماذا ينتظر البلاد؟ هل يتمّ الإفراج عن سلامة غداً؟