اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في اليوم الـ57 من الحرب على غزة، واصلت «إسرائيل» عدوانها لليوم الثاني بعد انتهاء هدنة دامت أسبوعا، وشنت طائراتها غارات على أنحاء مختلفة من القطاع، وارتكبت مجزرة جديدة في مخيم جباليا (شمال) أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني.

بينما أعلنت وزارة الصحة بالقطاع المحاصر ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدايته إلى 15 ألفا و207 شهداء، وارتفاع عدد المصابين إلى 40 ألفا و652 جراحهم متفاوتة.

ميدانيا أيضا، أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها تخوض اشتباكات في محاور عديدة، وأنها وجّهت ضربات صاروخية لمناطق إسرائيلية بينها تل أبيب وأسدود وغلاف غزة.

فقد نقلت وكالة رويترز وصحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول إسرائيلي قوله إن «إسرائيل» منفتحة على التفاوض بشأن وقف إطلاق النار والمحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكن مع استمرار القتال.

وقال هذا المسؤول من واشنطن إن «إسرائيل» مستعدة لإعطاء فترات توقف إضافية ويمكن التفاوض بينما يتواصل القتال، بحسب رويترز. وأضاف أن إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجزين يمثل «أولوية قصوى» لإسرائيل، وقال «تعلمنا دروسا من عملياتنا شمال غزة ونقوم بتطبيقها».

كما قال المسؤول الإسرائيلي -حسب ما نقلت عنه الوكالة- إن «إسرائيل» تعمل على خطة لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في أي عملية جنوب غزة على حد زعمه.

ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي - وصفته بالكبير- أن الولايات المتحدة تعمل مع «إسرائيل» «على خطة لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في أي عملية جنوب غزة».

بدورها نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي أن «إسرائيل» تعهدت بتنفيذ عملية عسكرية «أكثر استهدافا» بهدف ما وصف بالحد من سقوط ضحايا مدنيين والإضرار بالمباني والبنية التحتية الأخرى.

تمديد الهدنة

وفي هذا الشأن قالت قطر -التي لعبت دورا محوريا بجهود الوساطة- إن المفاوضات لا تزال مستمرة مع الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى الهدنة، لكن تجدد القصف الإسرائيلي على غزة يعقد جهود الوساطة.

من جهتها، نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين مصريين قولهم إن الوسطاء من مصر وقطر فشلوا في التوصل لانفراجة بشأن الهدنة في غزة، وقالوا إنه كان من المتوقع أن يواصل الوسطاء المحادثات اليوم لكنها تعثرت على خلفية تحديد مَن الذين ستفرج عنهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لاحقا. وقال المسؤولون -وفقا للصحيفة- إن «إسرائيل» تريد من حماس إطلاق سراح النساء والأطفال المتبقين لديها، والحركة تعرض بدلا من ذلك إطلاق سراح جثث المحتجزين القتلى والمسنين. وقال مسؤول فلسطيني إن انهيار الهدنة حدث بعدما طلبت «إسرائيل» أن تُطلق حماس سراح المجندات المحتجزات لدى حماس.

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بمؤتمر صحفي في كاليفورنيا «سنواصل العمل مع «إسرائيل» ومصر وقطر في الجهود الرامية إلى العودة إلى التهدئة» ملقيا باللوم على حركة حماس. ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي قوله إن «إسرائيل» تعهدت بتنفيذ عملية عسكرية أكثر استهدافا بهدف الحد من سقوط ضحايا مدنيين والإضرار بالمباني والبنية التحتية الأخرى.

وقال المسؤول إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحكومة الحرب الإسرائيلية بشأن المدة التي ستستمر فيها الحرب ولم يتلق إجابة واضحة. وأوضح المسؤولون أن الضغوط الدولية قد تجبر «إسرائيل» على وقف عملياتها بحلول أوائل العام بخاصة إذا استمرت الخسائر في صفوف المدنيين بمستويات عالية وهو جدول زمني لم تقبله «إسرائيل».

واتهمت حماس واشنطن بإعطاء الضوء الأخضر لـ»إسرائيل» لشن «حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي» وقالت في بيان «اليوم تردد بكل وقاحة الأكاذيب الصهيونية التي تُحمل حماس مسؤولية استئناف الحرب وعدم تمديد التهدئة الإنسانية».

في الأثناء، قال السناتور مارك وارنر الذي يرأس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لرويترز إنه ينبغي أن تمارس واشنطن ضغوطا على «إسرائيل»، وأضاف «علينا أن ندفع «إسرائيل» إلى إدراك أن هذا ليس صراعا عسكريا فحسب، بل إنه صراع على قلوب وعقول الناس في العالم والناس بالولايات المتحدة».

الى ذلك أعلن «الموساد» الإسرائيلي أن فريق التفاوض الذي كان في قطر، قد تلقى أمرا بالعودة إلى «إسرائيل»، بعد أن وصلت المفاوضات مع حركة «حماس» حول تمديد الهدنة إلى «طريق مسدود». وقال بيان نادر صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيابة عن الموساد: «بسبب المأزق في المفاوضات، وبناء على تعليمات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمر رئيس الموساد ديفيد بارنيا فريق التفاوض في الدوحة بالعودة إلى الوطن».

هذا وكشفت وكالة «رويترز»، أنّ «إسرائيل» أبلغت دولاً عربية عديدة رغبتها في إقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة بعد انتهاء الحرب بحجّة «منع أي هجمات مستقبلية».

وبحسب مصادر للوكالة، فإنّ «إسرائيل» ربطت خططها بجيرانها مصر والأردن إلى جانب الإمارات، مضيفةً أنّ السعودية التي لا تقيم علاقات مع «إسرائيل» والتي أوقفت عملية التطبيع بعد السابع من تشرين الأول الماضي تمّ إبلاغها بذلك إضافة إلى تركيا.

ولم توضح المصادر لـ «رويترز» كيف وصلت المعلومات إلى الرياض التي لا تملك رسمياً قنوات اتصال مباشرة مع «إسرائيل». وقال مسؤول أمني إقليمي كبير، وهو أحد المصادر الثلاثة التي طلبت عدم الكشف عن جنسياتها «إسرائيل تُريد إقامة هذه المنطقة العازلة بين غزّة وإسرائيل شمالاً إلى الجنوب لمنع أيّ تسلل أو هجوم عليها من جانب حماس أو أيّ مسلحين آخرين».

ميدانيا اشتبكت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور شمال وجنوب مدينة غزة، تزامنا مع إطلاق رشقات صاروخية على مستوطنات غلاف غزة في اليوم الثاني من انتهاء الهدنة الإنسانية، وسط تواصل القصف الإسرائيلي العنيف على مناطق متفرقة بالقطاع.

وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها استهدفت تجمعات لآليات الاحتلال شمال المنطقة الوسطى بثلاث طائرات مسيّرة من طراز «الزواري الانتحارية».

ودوت صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى وجميع المناطق الممتدة جنوبها بعد استهدافها للمرة الثانية.

وكانت كتائب القسام أعلنت قصف تل أبيب برشقة صاروخية ردا على المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة.

من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها تخوض اشتباكات ضارية مع القوات الإسرائيلية المتوغلة في حي الشيخ رضوان ومحاور شمال غرب وجنوب غزة.

وأضافت أنها قصفت مستوطنة كيسوفيم برشقة صاروخية.وكانت سرايا القدس أعلنت قصفها مواقع في تل أبيب وعسقلان والقدس المحتلة ومدن العمق الإسرائيلي برشقات صاروخية مكثفة، كما جاء في بيانها.

الى ذلك شنت طائرات وزوارق الاحتلال الإسرائيلي الحربية هجوما عنيفا على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ومدينة دير البلح وسطه، أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، في اليوم الثاني من انتهاء الهدنة الإنسانية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 240 شخصا على الأقل في القطاع منذ انتهاء الهدنة، وإصابة أكثر من 650 آخرين في مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي من الزوارق الحربية على مناطق قطاع غزة. وأضافت أن القوات الإسرائيلية دمرت عشرات البيوت والبنايات السكنية على ساكنيها في خان يونس جنوبي القطاع.

من جهتها، قالت المعلومات إن من بين الشهداء 50 شخصا في رفح جنوب القطاع.

وأفادت عن استشهاد 3 أشخاص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شرق دير البلح وسط قطاع غزة، مضيفا أن شخصين استشهدا في قصف إسرائيلي استهدف بلدة المغراقة وسط القطاع.

كما استهدف طيران الاحتلال محيط سوق اليرموك وسط مدينة غزة، ودمر 3 منازل و3 مساجد في خان يونس جنوبي القطاع.

وأفادت بأن القصف والغارات الإسرائيلية أحدثا أحزمة نارية، وأن شابا استشهد نتيجة قصف استهدف محيط مدرسة في خان يونس تؤوي أعدادا كبيرة من النازحين.

وفتحت زوارق حربية إسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة على المناطق الساحلية لمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وأسقطت عشرات القنابل المضيئة في سماء المدينة.

بدورها، أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة أن الزوارق الإسرائيلية الحربية كثفت قصفها لساحل خان يونس، مضيفا أن مدفعية الاحتلال قصفت أيضا بشكل عنيف بلدة القرارة شمال شرق خان يونس.

وكان جيش الاحتلال استهدف مباني سكنية في أنحاء القطاع، وفي مخيم جباليا وسط غزة، كما قصف مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تؤوي نازحين.

وكان جيش الاحتلال أعلن قصفه أكثر من 400 موقع في القطاع، منهم أكثر من 50 في خان يونس جنوب القطاع الذي يعتبره «منطقة آمنة»، منذ انتهاء الهدنة أمس، واصفا المواقع بالـ «أهداف».

كما أفاد الجيش الإسرائيلي بمقتل العقيد إساف حمامي قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة في هجوم السابع من تشرين الأول الماضي، مشيرا إلى أن جثته محتجزة بغزة. كما أعلن جيش الاحتلال إصابة جندي إسرائيلي بجروح وصفها ببالغة الخطورة في معارك شمال قطاع غزة.

هذا وافادت المعلومات إن أكثر من 100 شهيد سقطوا في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا يؤوي عائلات ونازحين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وأظهرت مشاهد مصورة آثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزل عائلة عبيد في منطقة الفالوجة بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وجرح العشرات، بالإضافة إلى مفقودين تتواصل عمليات البحث عنهم.

وقال مصدر طبي إن المنزل مكون من 6 طبقات، وقد انتشل عدد كبير من الشهداء، ولا يزال هناك كثيرون تحت الأنقاض، موضحا أن عدد الأطفال في المنزل لا يقل عن 50، إضافة إلى أن عدد النساء لا يقل عن 30 امرأة من أصحاب المنزل وأقاربهم الذين لجؤوا إليهم.

وتبين الصور عجز المواطنين في عمليات البحث وانتشال الضحايا حتى الآن، في ضوء افتقار الدفاع المدني للمعدات وقلة الطواقم، حيث يساعد أهالي الحي بعملية الإنقاذ بأيديهم.

كما وثقت صور أخرى وصول عدد من الضحايا -بينهم أطفال- إلى مستشفى كمال عدوان.

«اسرائيل»

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن الجيش الإسرائيلي سيكثف هجماته على المناطق التي لم يهاجمها من قبل. وقال غالانت أثناء تواجده في غلاف قطاع غزة: «نحن نهاجم في أماكن لم نهاجمها حتى الآن، وسوف يتكثف هجومنا». وأضاف: «سوف نتأقلم مع الظروف التي سنقاتل فيها، قادة الكتائب في خان يونس يفهمون ما حدث لنظرائهم في شمال قطاع غزة».

واشنطن

أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس مباحثات على هامش قمة المناخ «كوب-28» في دبي ، مع التركيز على تطورات النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، فقد أكد الجانبان خلال اللقاء «الحرص على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، والتي تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط»، مع الإعراب عن التطلع المتبادل لتعظيم التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين خلال الفترة المقبلة.

قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، إن واشنطن ستظل ملتزمة بـ «السعي بلا هوادة» لإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة «حماس» بالتعاون الوثيق مع قطر والشركاء الآخرين. وذكر بيان للبيت الأبيض، أن هاريس تحدثت مع أمير قطر على هامش مشاركتها في مؤتمر المناخ «كوب 28» في دبي.

وأضاف أنها أثنت على جهوده في تأمين صفقة التبادل بين «إسرائيل» و»حماس» التي أتاحت وقفة مطولة للقتال والهدنة، وأسفرت عن إطلاق سراح أكثر من 100 محتجز، بمن فيهم أميركيون، مع زيادة كبيرة في تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، قبل أن تنتهك حماس التوقف»، على حد قولها.

بوريل

أكد مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه يتعين على «إسرائيل» أن تحترم القانون الدولي في دفاعها عن نفسها، مع استئناف القتال ومقتل أعداد كبيرة من المدنيين في غزة. وقال بوريل: «للأسف، استؤنف القتال في قطاع غزة، ونشاهد استمرارا في ارتفاع عدد القتلى المدنيين المرتفع أصلا. إن كيفية ممارسة «إسرائيل» لحقها في الدفاع عن النفس أمر مهم. ومن المهم أن تحترم إسرائيل القانون الإنساني الدولي وقوانين الحرب».

فرنسا

حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون» إسرائيل» من أن هدفها المعلن بالقضاء على حركة حماس بشكل كامل قد يؤدي إلى حرب تستمر 10 سنوات، وأعلن أنه في طريقه إلى قطر سعيا لاستئناف الهدنة. وقال ماكرون في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر المناخ في دبي بالإمارات «ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟… إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر 10 سنوات».

تركيا

كشف تقرير بصحيفة «نيزافيسيمايا» الروسية عن مبادرة تركية «لا تزال قيد الإعداد» تتحدث عن وضع قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية الجارية عليه، في حين تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خارطة طريق لإنهاء الصراع في غزة. وبحسب الصحيفة الروسية فإن التقارير الصادرة باللغة التركية ترى أن زيارة أردوغان للإمارات للمشاركة في قمة الأمم المتحدة للمناخ كان بهدف مناقشة مبادرة تركية بشأن وضع غزة بعد الصراع.

الأكثر قراءة

الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان... ماذا ينتظر البلاد؟ هل يتمّ الإفراج عن سلامة غداً؟