اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد انقضاء سنة وثمانية اشهر وعشرين يوما على تبوء المجلس التنفيذي للرابطة المارونية سدة المسؤولية بإسم اكثر من الف شخصية من النخب المارونية، وفي نظرة سريعة للاوضاع العامة في البلاد واوضاع المسيحيين والتطورات المقلقة في المنطقة، يمكنني القول:

حال اللبنانيين ليست بخير،

حال المسيحيين ليست بخير،

حال الموارنة ليست بخير.

السؤال الذي يتبادر الى ذهني، نحن الموارنة، هل نستسلم لهذا الواقع، سيما واننا نعيش في هذه المنطقة منذ 1400 سنة؟ هل نشد الرحال ونهرب الى ديار الله الواسعة؟ هل نترك تاريخنا، وارضنا وموتانا وارثنا ودم شهدائنا وعرق جبين اجدادنا؟ هل نتنازل عن المسؤولية التي حملناها مع اخواننا اللبنانيين، عندما طالب بطريركنا الكبير الياس الحويك بلبنان الكبير، ليكون لنا ولهم وطن وكيان ودولة يشع منهم النور ليضيء الظلمات، والحرية لجبه الدكتاتوريات، والعلم والثقافة والحضارة لمكافحة التخلف والجهل والانعزال والتطرف؟ الجواب الطبيعي والمنطقي والوطني على كل هذه الاسئلة هو بالطبع "لا" كبيرة وعالية. فنحن ابناء الرجاء، أبناء السيد المسيح الذي تحمّل الوجع والألم من أجل خلاصنا من الخطيئة ومن العبودية، ورسم لنا طريق الحق والحقيقة.

لن نقبل بالخوف، ولن نستسلم لليأس، ولا توجد في قاموسنا كلمة احباط. فهو بولادته وبقيامته كان النور وكان الإنتصار. اليس هو الذي قال لنا "لا تخافوا، حصّنوا انفسكم بالمحبة والتسامح والإيمان...".

يبقى الايمان سلاحنا، وسنتخطى الصعاب مهما كبرت وتعاظمت. وسنسعى في سبيل استعادة المارونية الحرّة، من أنياب كل اشكال الانقسام والالتحاق والذل والمهانة. ولن نتراجع عن التمسك بوجودنا في العيش الحرّ والكريم، مؤمنين بنهائية الكيان والعروبة الحضارية، عروبة الانفتاح والعيش المشترك. وسنجهد للحفاظ على الارض وعلى الوجود المسيحي.

ينطلق المجلس التنفيذي اليوم الى النصف الثاني من ولايته، والتحديات تنتظره وتتراكم وتتضاعف. من ابرزها:

1. ملف الهجرة المسيحية.

2. احياء حالة التوافق المسيحي – المسيحي.

3. دعم الوجود المسيحي في الارياف وفي المناطق النائية ليتمكنوا من الصمود في وجه التحديات والانهيارات الاقتصادية والاجتماعية.

4. مواجهة الانعكاسات السلبية على لبنان والمسيحيين جراء الأخطار الدولية والإقليمية.

5. مواجهة مشاريع "التوطين"، وجبه برامج تسويق خطط "الاندماج المجتمعي" بكل اشكاله، وفي الدرجة الاولى معالجة ملف الوجود السوري الكبير في لبنان، بعدما بات يشكّل عبئًا ثقيلًا وخطيرا على التوازن الديموغرافي لا يستطيع لبنان تحمّله.

ان تمثيل اعضاء المجلس التنفيذي للموارنة المنضوين في الرابطة، يحمّلهم مسؤولية كبيرة امام جميع الموارنة الذين يتطلعون الى استعادة دورهم ورسالتهم في هذا الوطن الذي كرّسوه مع اخوانهم كيانا نهائيا.

هل ينجح المجلس التنفيذي في النصف الثاني من ولايته، بإجراء خرق مميز في جدار الازمات المتتالية، والردّ على الاسئلة التي تتطاير من حولها وملخصها:

ماذا تفعل الرابطة؟

اقول بكل صراحة: "اننا والمجلس التنفيذي، نتحرك في مجتمع سياسي تحكمه التناقضات والنكايات، في مجتمع ينهش ذاته، لا يتعلم من عذابات المجاعة والقهر والاستهدافات التي طالت ناسه. ربما حاول البعض، وفي اكثر من مناسبة، استيعاب التناقضات المارونية – المارونية، ولكن للاسف لم يفلحوا لأكثر من سبب وسبب. حتى اصبح الموارنة امام ازمة كيانية - وجودية تصيب المسيحيين، سواء على صعيد تراجع مصالحهم الاقتصادية، او نموهم السكاني، او حضورهم داخل مؤسسات الحكم في ظل انكفائهم عن الانخراط في ادارات الدولة".

من هنا، ارى انه من الضروي ان لا نتوانى عن الاستمرار في تشخيص الازمات التي تواجه المسيحيين، في ظل الاحداث التي تجتاح منطقة الشرق الاوسط، والمفاوضات الجارية في الغرف المغلقة لرسم خرائط نفوذ جديدة "جيو - سياسية". كما لن نقبل ان نكون، نحن المسيحيين في غفلة عنها نتيجة عدم وجود رئيس للجمهورية يجتمع من حوله اللبنانيون، حتى لا تأتي الحلول على حساب لبنان مجددا.

اخيرا، ادعو بكل محبة الى وقف الاحتكاكات والمماحكات على الساحة المسيحية، وتوجيه البوصلة باتجاه التلاقي في ساحة مشتركة من التفاهمات، والتوافق مع الشريك الآخر لإيجاد الحلول ابتداء من انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، من اجل انتظام السلطات الدستورية، وإعادة إحياء المؤسسات، لمواجهة تطورات الوضع في المنطقة التي ترتسم تحت غيومها السوداء خارطة سياسية جديدة.


الأكثر قراءة

لبنان «ساحة» والسفيرة الاميركية: انتخبوا رئيسا قبل 15 ايلول والا الانتظار؟ «هدهد 3» ترصد قاعدة «رامات دافيد» وارباك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية هل تصدر الحكومة دفعة من التعيينات؟ ابو حبيب الى سوريا؟