اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

خلافاً لكل ما ذهبت إليه الولايات المتحدة الأميركية في مواقفها حول وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فإن الفيتو الذي رفعته واشنطن في مجلس الأمن ضد قرار وقف النار في غزة، قد أعاد مجدداً ما كانت قد ذهبت إليه إسرائيل في إعلانها في 7 تشرين الأول الماضي عن خطتها لتنفيذ "ترانسفير" لأهالي غزة باتجاه الأراضي المصرية. وفي هذا السياق، كشف المحلِّل العسكري اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي، والذي ترأس الوفد اللبناني السابق في مفاوضات ترسيم الحدود، عن "مخططٍ مرسومٍ لفلسطين المحتلة والمنطقة، تقوم إسرائيل بتنفيذه في حربها على قطاع غزة واعتداءاتها اليومية على الفلسطينيين في الضفة الغربية".

وأكد اللواء شحيتلي في حديثٍ لـ "الديار"، أن "استمرار الحرب على غزة، وبغطاء ودعم أميركي، وعدم صدور أي قرار بوقفٍ للنار، يؤشِّر إلى أن إسرائيل ستواصل عبر عدوانها في غزة، وبعد تهجير غالبية أهل شمال القطاع، إلى تغييرالواقع فيه"، مشيراً إلى أن الهدف قد يكون "الإطاحة باتفاقية سايكس بيكو وإعادة رسم النفوذ في المنطقة، بعدما تراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة بشكل كبير في الدول التي كانت تتواجد فيها فرنسا، عندما تمّ تقاسم النفوذ بعد الحرب العالمية الثانية على أساسها".

ولاحظ شحيتلي أن "فرنسا وروسيا تخرجان من المنطقة اليوم على حساب النفوذ الأميركي والبريطاني، ما يدلّ على أن هناك شيئا كبيرا ينفّذ في المنطقة، وأن الحرب في غزة، ليست فقط ردّة فعل على عملية قامت بها حركة حماس ضد المستوطنات الإسرائيلية، بل هناك مخطط تنفّذه إسرائيل بغطاء أميركي وبريطاني واضح".

من هنا، أضاف اللواء شحيتلي، أنه "إذا توقفت الحرب وأعيد ترتيب الأوراق في غزة بطريقة تجعل السلطة الفلسطينية قادرة على التفاوض، وإذا تمّ تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل توافق على التفاوض مع السلطة الفلسطينية، فإن هذا يعني أن المنطقة باقية وفق الصورة الحالية، وهي مقبلة على إيجاد حلول تحفظ  الكيانات الموجودة، ولكن إذا استمرت الحرب واستمر تهجير أهالي القطاع من الشمال إلى  الجنوب، وتواصل تدمير المستشفيات والبنى التحتية، ستصبح الحياة غير ممكنة في القطاع، بمعنى أن الترانسفير سيحصل من جنوب غزة".

 ولكن إلى أين سيتجه أهالي غزة؟ عن هذا السؤال أجاب شحيتلي، بأن "إسرائيل تعتدي بشكلٍ موازٍ على فلسطينيي الضفة الغربية، وتراكم اعتداءاتها لدفعهم للإنتقال إلى خارج الضفة باتجاه الأردن، ولكن وجهة النازحين تختلف من مكان إلى آخر، كما أن تأثير النزوح على مصر سيكون أقل من تأثير أي نزوح نحو الأردن، حيث سيصل عدد الفلسطينيين الذين ستهجّرهم إسرائيل إلى أكثر من نصف سكان الأردن".

وعن انعكاس هذا المخطط على لبنان، إعتبر شحيتلي، أنه "مطروح اليوم من زاوية ما إذا كان لبنان خارج هذا المخطط أو داخله، في ضوء اتجاه المنطقة إلى عملية إعادة ترسيم جديدة". 

وبالتالي، وجد اللواء شحيتلي، أن "خطراً كبيراً يحدق بلبنان والمنطقة إذا استمرت الحرب في غزة، واستمر تنفيذ عملية تهجير أهاليها الذين بات مصيرهم مجهولاً اليوم، بعدما أصبح القطاع منطقة تفتقر لكل مقوّمات الحياة، بمعنى أنه حتى ولو تراجع الحديث عن التهجير، فإن الترانسفير يتمّ تنفيذه من خلال الأمر الواقع مع مواصلة العدوان".

وإزاء هذا الواقع، أكد شحيتلي، أن "لبنان يحمي نفسه في حالة واحدة فقط، وهي الحفاظ على الوحدة الوطنية لأن حماية الجمهورية اللبنانية يكون فقط عبر الوحدة الوطنية، وإلا لن يكون هناك من جمهورية، وهذه مسؤولية السياسيين في لبنان الذين لا يزالون يتلهّون بالقشور والحصص، وسيحاسبهم على ذلك التاريخ".

وعن التصعيد المتدرِّج على الجبهة الجنوبية، لاحظ شحيتلي، أن "الإسرائيلي يريد أن يجرّ الأميركي إلى حرب ضد لبنان، وهو الذي يعتدي على لبنان، ولكن الأميركيين لن ينجرّوا إلى أي مواجهة إلا إذا كانوا يقفون وراء خطة تغيير معالم المنطقة وخريطتها".


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل