اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تنشغل باريس في تهدئة الجبهة الجنوبية في لبنان، فتنقل رسائل "اسرائيلية" حيناً، وتهديدات احياناً، وتتحدث عن أهمية مواكبة ما يجري في المنطقة لبنانياً، من خلال التمديد لقائد الجيش اولا، ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية ثانياً، لاجل الخوض في مفاوضات تتعلق بالحدود، ولكن يبقى القرار في هذا الشأن أميركياً، فعندما تتحرك الديبلوماسية الأميركية ممثلة بالمبعوث آموس هوكشتاين، يعني أن البحث قد انطلق جدياً.

حتى الآن، تُصر الولايات المتحدة على اعتبار أن البحث في القرار 1701 ليس موضوعاً على نار حامية، بالرغم من أن واشنطن عبر هوكشتاين، كانت قد أبدت، قبل عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول، رغبة في الذهاب إلى تسوية حول النقاط الحدودية الخلافية، وبالتالي فإن ملف الحدود وُضع قيد البحث قبل المعارك العسكرية على الجبهة الجنوبية.

على الرغم من ذلك، لا ينبغي التقليل من أهمية التصريحات "الإسرائيلية" التي تصب في إطار معالجة الواقع على الجبهة الجنوبية، حيث يتكرر الحديث عن ضرورة إبعاد حزب الله، سواء كان ذلك عسكرياً أم ديبلوماسياً، الأمر الذي يعكس حالة البلبلة القائمة في الداخل "الإسرائيلي"، خصوصاً في ظل رفض سكان المستوطنات الشمالية العودة قبل تحقيق هذا الهدف.

في هذا المجال، هناك من يعتبر أن هذه التصاريح تمهد الأرضية نحو ترتيب معين في الفترة المقبلة، حتى ولو لم يتم الإعتراف بذلك بشكل علني، على قاعدة أن الواقع على الجبهة الجنوبية أعاد إلى الواجهة خطورة استمرار الأوضاع على ما هي عليه، وبالتالي فان "تل أبيب" قد تعمد إلى إستغلال الواقع القائم، من أجل البحث عن تكريس الهدوء على حدودها الشمالية.

يتفق حزب الله مع الولايات المتحدة الأميركية ولو عن غير قصد، على أن البحث بالتسويات يكون بعد وقف إطلاق النار، على اعتبار أن الحزب أبلغ الجميع موقفه بخصوص ما يقوم به في الجنوب على أنه دعماً لغزة، وعندما يتوقف العدوان على غزة تعود الأمور في لبنان الى ما كانت عليه.

بالمقابل، بحسب مصادر سياسية متابعة فإن الواقعية الأميركية تحتّم وقف إطلاق النار أولاً، ومن ثم البحث بملف الحدود على قاعدة الأخذ والعطاء، فلا يمكن لأحد إلزام المقاومة في لبنان بخلق مساحة منزوعة السلاح، ما لم يكن المقابل مماثلاً، لذلك تحدث برنارد إيمييه خلال زيارته الأخيرة الى بيروت عن "تحرير" مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

وتؤكد المصادر أن السؤال الذي سيكون مطروحاً عند التفاوض هو عن موقف حزب الله بحال طُرحت مسألة تثبيت الحدود البرية، وتخلي "اسرائيل" عن المناطق التي تحتلها، كذلك سيكون السؤال للعدو الاسرائيلي اذا كان سيقبل هذا التحرير، خاصة معالجة النقاط الحدودية التي يعتبرها حيوية بالنسبة إليه، من البحر الى البر، فإذا كان العدو مستعداً، سيكون الحزب حاضراً للتفاوض، وهو الذي لطالما تحدث مؤخراً عن تحقيق المكتسبات دون الحاجة الى الحرب.

الثابت اليوم هو أن الأميركيين المصرين على منع توسع الحرب، مقتنعين بأن توقف الحرب سيكون المدخل للبحث، وبالتالي كل ما يُطرح اليوم من معادلات تتعلق بالقرار 1701 لا تزال غير جدية، وعندما يحين وقتها سيكون التفاوض بين الاميركيين وحزب الله، بعيداً عن التحليلات الخنفشارية، والتفاوض سيكون حول الحدود والعسكر والسياسة والاقتصاد ايضاً.

 


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل