اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

طفت خلافات الإدارة الأميركية ورئيس حكومة العدو الاسرائيلي بن يامين نتانياهو على السطح، بعد حديث وزراء "اسرائيليين" عن عدم قبولهم بأي حل يتضمن الحديث عن دولة فلسطينية، وكلام نتانياهو عن احتمال وقوع حرب مع السلطة الفلسطينية، وفي حال كان الأميركيون متفقين مع "الاسرائيليين" على استكمال الحرب والمجازر في غزة، إلا أن الخلافات حول ما بعد الحرب بدأت تتسع.

من حيث المبدأ، لدى كل من بايدن ونتانياهو مصالح متضاربة بشأن الحرب في غزة، فالرئيس الأميركي رغم رخصة القتل التي كان قد منحها لـ "تل أبيب" ولا يزال، من خلال آلاف القنابل التي تصل الى "اسرائيل" خلال أيام قليلة، لا يمكن له أن يتغاضى عن التداعيات التي تتركها المجازر الإسرائيلية على مستوى الرأي العام العالمي، خصوصاً أنها وصلت إلى داخل الولايات المتحدة، التي تنتظر تنافساً شرساً في الإنتخابات الرئاسية المقبلة.

من هذا المنطلق، بات على بايدن التفكير في أصوات الجاليات العربية والإسلامية، التي كانت قد منحته أصواتها في الإنتخابات الماضية، نظراً إلى أن هذه الأصوات تملك القدرة على التأثير في أكثر من ولاية تكون فيها المنافسة متقاربة، وبالتالي بحال خسارتها سيغامر بإمكانية إعادة إنتخابه لولاية ثانية، كذلك هناك أصوات الأميركيين القلقين من عدم استرجاع الاسرى الاميركيين في قطاع غزة، وهو ما تضغط لأجله اميركا بكل قوتها. مع العلم أن الخلافات في وجهات النظر مع نتانياهو كانت قائمة منذ ما قبل عملية "طوفان الأقصى"، حيث كانت إشارات أميركية واضحة الى رغبة الادارة الأميركية بتغيير "الحكومة الاسرائيلية" المتطرفة لأجل التقدم بملف التطبيع بين المملكة العربية السعودية و"اسرائيل".

بالنسبة إلى نتانياهو القضية مختلفة، فهو لا يزال يراهن على الحرب من أجل تفادي المحاسبة السياسية أو القضائية، وبالتالي لا يمكن أن يغامر، حتى ولو زادت الضغوط الأميركية بالذهاب إلى وقف لإطلاق النار من دون ضمان مستقبله، ما يعني أنه من الصعب عليه أن يُقدم على أي تراجع في الوقت الراهن.

بالنسبة الى الإدارة الأميركية، فإن ملف ما بعد غزة يجب أن يُبحث اليوم قبل الغد، ولاجل ذلك تُرسل الإدارة مدير الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الى "تل أبيب" هذا الأسبوع، إذ ترى الإدارة الأميركية أن كلام "الاسرائيليين" عن حرب مع السلطة، يعني إضعاف السلطة الفلسطينية، وكل ضعف لها يقابله قوة لحماس التي تمكّن من جذب الشارع الفلسطيني اليها في هذه الحرب، لذلك بحسب الأميركيين يجب على "الحكومة الاسرائيلية" أن تقدم مصلحة السلطة الفلسطينية لكي لا تخسر اكثر.

بالمقابل، لا تملك "اسرائيل" أي تصور واضح بخصوص ما بعد الحرب في غزة، لذلك هي لا تفكر اليوم في وقف الحرب، فتارة تتحدث عن احتلال غزة، وهو امر مرفوض تماماً من قبل الأميركيين، وتارة تتحدث عن إدارة غزة من قبل جهات عربية ووصاية "اسرائيلية"، وهذا ما يعكس حال الارباك الذي يعم "اسرائيل" بهذا الخصوص، وهو ما سيكون أيضاً مدار بحث مع سوليفان، الذي يزور "تل أبيب" ليحثها على هدنة انسانية وتبادل أسرى اولاً، ثم البحث الجدي في المرحلة المقبلة، من غزة الى جنوب لبنان والبحر الأحمر.

كل ما تقدم لا يعني أن واشنطن في وارد ترك "إسرائيل" في هذه المعركة، التي كانت منذ الأيام الأولى قد استنفرت فيها من أجلها، لكنها في المقابل تستطيع ممارسة الضغوط على نتانياهو من أجل دفعه إلى التراجع، مع العلم هذه المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق.

الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل