اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ68 من العدوان الإسرائيلي على غزة شن جيش الاحتلال غارات على مناطق متفرقة من القطاع، وواصل عملياته البرية في محاور عدة؛ أبرزها: خان يونس وحي الشجاعية، حيث اعترف بمقتل 10 من جنوده، معظمهم ضباط في كمين لكتائب القسام التي أعلنت قصف غرف قيادة ميدانية للاحتلال في المحور الجنوبي لمدينة غزة.

وبينما تتواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع، وسّع جيش الاحتلال عملياته في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 8 في يوم واحد، كما اقتحم مدنا وبلدات عدة؛ أبرزها: بيت لحم وقلقيلية والبلدة القديمة في نابلس ومخيم الأمعري في رام الله.

سياسيا، اكد رئيس حكومة العدو ان اسرائيل مستمرة في حربها ولن ترضخ للضغوط الدولية، فيما اكد وزراء في حكومتهم ردا على الرئيس جو بايدن، ان حل الدولتين امر غير وارد، في وقت اكد فيه اسماعيل هنية انفتاح حماس على أي مناقشات أو مقترحات لوقف العدوان وترتيب البيت الفلسطيني

فقد قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تمكنت بالتعاون مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من إيقاع قوة إسرائيلية قوامها 15 جنديا في كمين وسط قطاع غزة بين قتيل وجريح، في حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 10 ضباط وجنود في المعارك التي شهدتها غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأوضحت القسام أن الكمين تخللته اشتباكات من مسافة صفر، مما أوقع جنود الاحتلال «بين قتيل وجريح»، مشيرة إلى أن مدفعيتي القسام وسرايا القدس استهدفتا المنطقة بعد ذلك بقذائف هاون من العيار الثقيل.

كما أعلنت القسام أنها استهدفت 7 دبابات ميركافا إسرائيلية وناقلتي جند في منطقة معن بمدينة خان يونس بقذيفة الياسين 105، مشيرة إلى تدمير مقاتليها ناقلة جند بشكل كامل شرق مدينة خان يونس بقذيفة «بي-29».

من جهتها، أعلنت سرايا القدس قصف الحشود العسكرية لقوات الاحتلال بقذائف هاون في محور التقدم شرقي خان يونس.

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 10 ضباط وجنود -بينهم قائدا كتيبتين- وإصابة 21 من جنوده في المعارك التي شهدتها غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرا إلى أن لواء غولاني لا يزال يخوض «قتالا شرسا» في حي الشجاعية، قائلا إن المرحلة الحالية من عمليته تعد مرحلة متقدمة في ما سماه مجهود تطهير الحي من حماس وتجريدها من قدراتها.

وأضاف جيش الاحتلال أن جنوده يواجهون مقاتلي حماس من داخل المباني ومن الأنفاق، موضحا أن جنود لواء غولاني اشتبكوا مع مسلحين فلسطينيين ألقوا عبوات ناسفة باتجاههم، مما أوقع قتلى وجرحى من الجنود الإسرائيليين.

كما قال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن «حرب البقاء الثانية» التي يخوضها جيش الاحتلال في غزة تكبد إسرائيل ثمنا باهظا ومؤلما وصعبا.

شهداء وجرحى

ويأتي ذلك في وقت تشهد محاور عدة اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال بمخيمي الشجاعية وجباليا ومنطقة التوام شمالا إلى خان يونس جنوبا بالتزامن مع قصف إسرائيلي متواصل على مناطق عدة في القطاع مخلفا شهداء وجرحى.

وقد أفاد مصدر طبي بوصول أكثر من 40 شهيدا إلى مستشفى ناصر في خان يونس خلال الساعات الـ24 الماضية، قائلا إن بين الشهداء 10 أطفال على الأقل إثر قصف إسرائيلي استهدف أحياء سكنية في المدينة.

كما أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 196 وإصابة 499 إثر قصف جيش الاحتلال مناطق عدة في القطاع، مؤكدة أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة ارتفعت إلى 18 ألفا و608 شهداء و50 ألفا و594 مصابا.

معارك دامية

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر عسكرية في الجيش الإسرائيلي قولها إن المعارك في حي الشجاعية دامية جدا.وأضافت المصادر أنه من المستحيل تدمير كتيبة الشجاعية التابعة لحماس بقصف من الجو، وأن معظم المحاور في حي الشجاعية خالية من المقاتلين الذين يأتون من حيي الدرج والتفاح المجاورين وينقضون على القوات الإسرائيلية.

وذكرت المصادر أن الجيش الإسرائيلي حقق سيطرة شبه كاملة على حي الشجاعية، وأشارت إلى  أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع تدمير الحي بأكمله.

غزة مقبرة الغزاة

وفي تعليقها على مقتل العسكريين في جيش الاحتلال، قالت حركة حماس في بيان إن مجاهدي كتائب القسام «يوفون بوعدهم بجعل غزة مقبرة للغزاة».

وأضافت أن إعلان جيش الاحتلال مقتل 10 أغلبهم ضباط يؤكد حجم خسارة وفشل قادة الكيان وجيشه في مواجهة بأس المقاومة.

ووجهت الحركة حديثها للإسرائيليين بقولها «نقول للصهاينة إن قيادتكم الفاشلة لا تلقي أي اعتبار لحياة جنودكم ولا خيار لكم سوى الانسحاب من غزة».

هنية

وكان اشار رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية، الى أن «شعبنا ومقاومتنا ما زالوا يقدمون صورة مشرفة بالنضال والصمود الأسطوري»، مؤكداً أن «المقاومة توقع خسائر فادحة في صفوف العدو بمناطق مختلفة في غزة».

ولفت هنية، الى أن «الصمود الأسطوري والمقاومة أنشآ تفاعلات لها ما بعدها وباتت تحالفات العدو على المحك»، كاشفاً أننا «منفتحين على أي مناقشات أو مقترحات لوقف العدوان وترتيب البيت الفلسطيني».

«اسرائيل»

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء زيارة لمعسكر قوات المدرعات بالمنطقة الجنوبية إن حكومته ستواصل الحرب على قطاع غزة ولن توقفها الضغوط الدولية.وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد ذكرت أن هناك قلقا إسرائيليا من طرح مستشار الأمن القومي الأميركي موعدا نهائيا لإنهاء العملية العسكرية خلال زيارته إلى تل أبيب نهاية الأسبوع الحالي.أكد وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين أن الحرب في قطاع غزة ستتواصل «مع أو بدون الدعم الدولي».

من جهته قال كوهين في بيان إن «اسرائيل» ستواصل الحرب ضد حماس مع أو بدون الدعم الدولي»، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار في المرحلة الحالية هو «هدية لمنظمة حماس الإرهابية، وسيسمح لها بالعودة وتهديد سكان «إسرائيل».

الى ذلك قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إن «ما جرى أمس في الشجاعية حدث صعب»، في إشارة إلى مقتل 8 عسكريين -بينهم قائد كتيبة- في اشتباك وكمين نصبته كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في الحي الواقع بمدينة غزة شمالي القطاع.

في غضون ذلك قال زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «لم يتعلم شيئا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولا يمكن له الاستمرار في قيادة البلاد”.وأضاف لبيد أن نتنياهو «يعمل على الكذب والتحريض وخلق الكراهية، فيما يُقتل جنودنا كل يوم وسط حرب مريرة».

وامس رد وزيران إسرائيليان على تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي دعا فيها إلى تغيير الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، «من أجل إيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني»، وقالا «إن تل أبيب لن تسمح أبدا بإقامة دولة فلسطينية».

وفي أول تعليق رسمي ردا على تصريحات بايدن قال وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي في منشور بحسابه على منصة «إكس» «نحترم ونعتز برئيس الولايات المتحدة جو بايدن، الذي بذل قصارى جهده خلال أصعب فترة مرت بها دولة إسرائيل. هذه هي الصداقة الحقيقية”.ومضى مستدركا «لكننا نعيش هنا، وهذا هو بلدنا. والإرث التاريخي لأسلافنا. ولن تكون هناك دولة فلسطينية هنا. ولن نسمح أبداً بإقامة دولة أخرى بين نهر الأردن والبحر. لن نعود أبدا إلى أوسلو»، في إشارة للاتفاق الموقع عام 1993 بين إسرائيل وفلسطين برعاية أميركية.

وتابع كرعي «على حد تعبير الرئيس بايدن فإن أمن الشعب اليهودي على المحك هنا. قطعا نعم. والدولة الفلسطينية ستعرضه للخطر».

من جانبه، قال الوزير الإسرائيلي بمجلس الوزراء المصغر (الكابينت) جدعون ساعر، معلقا على تصريح بايدن بضرورة تغيير حكومة الطوارئ الإسرائيلية التي تشكلت بعد الحرب «كانت هذه الحكومة الوحيدة الممكنة”.وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية «أن حل الحكومة سيشجع حماس وحزب الله وإيران».

وأشار إلى اليوم التالي للحرب، بقوله «لن نوافق على دولة رعب فلسطينية، لا في الضفة الغربية ولا في غزة، لن نوافق على التنازل عن المسؤولية الأمنية هناك، ولن نوافق على المساس بالاستيطان بالضفة الغربية».

قطر

أدانت دولة قطر بشدة قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي مصادرة أراض فلسطينية بمنطقة سلوان في القدس الشرقية المحتلة بهدف بناء قطار هوائي، واعتبرت القرار انتهاكا صارخا لمبادئ وأحكام القانون الدولي وقرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ذات الصلة.

وطالبت وزارة الخارجية في بيان مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته لإلزام إسرائيل بوقف إجراءاتها الهادفة إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس، كما حذرت من استغلال الاحتلال الإسرائيلي انشغال المجتمع الدولي بتطورات الأحداث في قطاع غزة لتمرير قرارات أحادية تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني.

وكانت اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قرارا يطالب بوقف فوري إنساني لإطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما فشل فيه مجلس الأمن الدولي حتى الآن، مما يزيد الضغوط على إسرائيل وواشنطن.

وصوتت 153 دولة في الجمعية العامة -المؤلفة من 193 بلدا- لصالح القرار، مقابل معارضة 10 بلدان من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، في حين امتنعت 23 دولة عن التصويت.

ولا تملك واشنطن حق النقض (الفيتو) في الجمعية العامة، وكانت قد استخدمته ضد قرار مماثل في مجلس الأمن الأسبوع الماضي.وقرارات الجمعية العامة ليست ملزمة، لكنْ لها ثقل سياسي وتعبّر عن رأي عالمي بشأن الحرب.

ويستجيب القرار إلى دعوة غير مسبوقة وجّهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مجلس الأمن الدولي عبر رسالة أرسلها بموجب المادة 99 من ميثاق المنظمة للتعبير عن خشيته من «انهيار كامل ووشيك للنظام العام» في قطاع غزة.

ويدعو القرار الصادر عن الجمعية العامة إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري»، وإلى حماية المدنيين وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية، وإلى «الإفراج الفوري وغير المشروط» عن كل الرهائن.

الأكثر قراءة

الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان... ماذا ينتظر البلاد؟ هل يتمّ الإفراج عن سلامة غداً؟