اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اذ يخشى العالم انفجار الشرق الأوسط، مع ما لذلك من تداعيات دراماتيكية على المشهد الدولي، لا نعتقد أن ثمة دولة في التاريخ أبتليت بذلك النوع من الساسة، الذين مضوا بعيداً في ثقافة التفاهة، لتكون أبواب لبنان مشرّعة أمام البرابرة. هؤلاء الذين، ومنذ تيودور هرتزل، يخططون لالحاق أجزاء حيوية من لبنان بـ"أرض الميعاد".

"الرهان الاسرائيلي" ليس فقط على التحلل الكارثي للدولة اللبنانية، وانما على التخلخل الكارثي للشعب اللبناني، دون أن تجدي معنا المواثيق (الفولكلورية)، ولا المصائب الدموية. تلك التركيبة السريالية في قصر فرساي (1919 ) في الطريق الى التفكك، أو هي تتفكك فعلاً. قبل عملية طوفان الأقصى، كان الثالوث الشيطاني في "تل أبيب" ينتظر دخولنا في دوامة الدم لتدخل دباباته على جثثنا.

الزلزال الذي وصلت هزاته الارتدادية الى أقاصي الدنيا، وحتى الى البيت الأبيض، وضع المنطقة، وهي في حالة انعدام الوزن أو في حالة انعدام الزمن ـ أمام مفترقات فوضوية خطيرة،  دون أن يدرك ذلك أولياء أمرنا الذي يمارسون القيادة، تماماً كما نجوم الكوميديا السوداء، أو كما الرسوم المتحركة.

تحذيرات من كل حدب وصوب، فيما التراشق على أشده بين بارونات الطوائف مع غياب أي رؤية، ليتكرس كلام المطران الجليل جورج خضر "لبنان واقع ركام لا واقع جماعة". مَن لا يعرف الى أين يؤول بنا الركام؟

حتى الأميركيون يخافون مما يمكن أن تفضي اليه السياسات الهيستيرية لبنيامين نتنياهو، الذي اذ يقود "اسرائيل" الى الهاوية (وهذا كلام جو بايدن)، لا ضمان بألاّ يجر لبنان معه الى الهاوية، وبعدما تردد أن العدوى اللبنانية في تغليب منطق الشخص على منطق الدولة، قد وصل اليه، بل الى سائر أركان الائتلاف.

ولكن ألا يوجد مَن يرى أن سقوط زعيم الليكود في الوحول الداخلية، لا بد أن يشغله عن كل السيناريوات التي كان يبغي تنفيذها، وبتغطية أميركية، في كل من لبنان وسوريا؟ آرون ميلر،  الخبير في المفاوضات الشرق أوسطية، يبدي خشيته من المنحى الانتحاري لبنيامين نتنياهو، والذي لا يستطيع أحد التكهن بنتائجه في مناطق ذات حساسية عالية في الشرق الأوسط؟

جو بايدن ذهب الى أبعد من كل ذلك، حين اعتبر أن مستقبل "الشعب اليهودي" في خطر، أي أن يهود العالم أمام واقع دولي مختلف، ما ينعكس على دورهم في التأثير على صانعي القرار، لا سيما في أميركا وأوروبا. الجنرال يائير غولاني، النائب السابق لرئيس الأركان، وأحد الأدمغة العسكرية الهامة، كتب في "معاريف" أن "ليس لدى رئيس الحكومة أدنى فكرة عن الخروج من الهاوية، وهو يضع مصيره الشخصي قبل مصير البلاد، ولا يمكن له أن يقود اسرائيل في هذا الوقت بالذات" .

غولاني رأى أن نتنياهو "لا يملك أيضاً أي تصور إن حول الخروج من الحرب (لاحظوا هذا الكلام الخطير)، ولا حول طريقة التعاطي مع حزب الله  أو حركة حماس" !

ما يزيد في هشاشة الوضع "الاسرائيلي" حديث عن انشقاقات داخل اللوبي اليهودي حول سبل التعامل مع المرحلة، وبعدما صدم اركان اللوبي بتشكل "حالة" داخل الادارة تعارض السياسات المعتمدة، ليس فقط حيال الحرب في غزة، وانما أيضاً حول التلكؤ في استخدام "المطرقة الديبلوماسية" لايجاد حل مستدام.

هنا يطل دنيس روس (من تحت الركام) لابداء شيء من التفاؤل، كون ما من قوة تستطيع توحيد الفصائل الفلسطينية وقيادتها ليذهب كل ذلك الدم هباء. الى متى الشتات السياسي الفلسطيني، بعدما وحّد الدم كل الفلسطينيين في اصقاع الدنيا؟

نتوقف عند تعليقات باحثين في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" وحيث الحديث للمرة الأولى، حول ضرورة اعادة النظر في المسارات السياسية والعسكرية، في ضوء ما يدعونه بـ "مجزرة الضباط" في غزة، ما يمكن أن يفضي الى انهيار كارثي في معنويات العسكريين.

اختلاف حول طريقة ازاحة نتنياهو. لا مجال للحركة السياسية ولا للضغط الأميركي لزحزحته. هل يدعو اللوبي الى انقلاب عسكري؟ فيما يتردد اقفال الجنرالات باب "الغرفة النووية" أمامه، تماماً كما أبعد الجنرالات الأميركيون دونالد ترامب عن الأزرار الحمراء.

ولكن... ماذا لو حاول الرجل اقتحام الغرفة النووية ؟!


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل