اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لماذا تؤكدون ان النصر للمقاومة في فلسطين وقلعتها الصابرة الصامدة غزة العظيمة ؟

سؤال يطرحه عامة الناس ومن هم ضد المقاومة في الأساس، وأولئك الذين يتخذون من عدد الشهداء والجرحى والنازحين ومن الدمار الكبير الذي لا شبيه له في العصر الحديث مقياسا للنصر والهزيمة.

ما يبرر السؤال ليس فقط ميدان المعركة في فلسطين الذي يشهد تطورات في فنون القتل والدمار ولا تسابق الدول الغربية لدعم دولة العدو وتزويدها بما تحتاجه للصمود والهجوم وارتكاب مجزرة الإبادة والترحيل، بل ما يبرر السؤال أيضا هذا الصمت الكبير لدول العالم العربي، والتروي الذي زاد عن اللزوم عند محور المقاومة والممانعة.

كيف نستطيع إقناع المواطن بأن المقاومة ستنتصر وهو يرى غزة تتحول الى أرض مبسوطة، وأرض الضفة مشتعلة بالنيران، والمسجد الأقصى مقصدا يوميا للمستوطنين الذين بحجة الوصول الى معبد سليمان يريدون السيطرة عليه.

صورة فلسطين لعامة الناس محزنة حنى الخيبة، موجعة حتى فقدان الصبر، سوداوية حتى العتمة، فكيف لنا أن نحدثهم عن نصر وهم لا يرون سوى الجثث والمقبرة، ولايسمعون سوى حديث القضاء على المقاومة المترافق مع هذا الدمار وهذا العدد الكبير من الجرحى والشهداء، وأيضا يسمعون حديث الصمود، حديث المقاومة الذي لا يشبه أي حديث سابق عن مقاومة شعب في التاريخ، ويقرأون أخبارا ستكون تاريخ المنطقة المشرق مقابل مواقف الأنظمة التي سيسجلها التاريخ في خانات العار والخيانة.

صورة الأنظمة وهي تمارس أعلى درجات النفاق، ولا تخجل من نهر الدم وجبل الدمار قي غزة وفلسطين، وتضرب مواعيد لقمم واجتماعات لا يخرج منها سوى قرارات تحت مستوى التخاذل والتآمر.

من أين تأتيهم القناعة وقد حفظت ذاكرتهم مراجل العرب التي ما أثمرت سوى النكبة والنكسة واتفاقات الذل والعار منذ بدأت حربنا مع العدو. إن تراكم الحديث عن الانتصارات على طواحين الهواء أفرغ صدور الناس من مشاعر الثقة وتصديق وعود الانتصارات.

يتداول الناس حديث نتيجة الحرب بمشاعر مختلفة متناقضة.

شعور من يرفض التفكير بالهزيمة وإرضاء النفس بفكرة الانتصار وحديث العقل الذي يرى مشاهد الحرب التي تؤكد على وقوع الهزيمة. شعور من يؤمن أنه مهما كانت النتائج ومهما كان مستوى الهزيمة فنحن سنعود ذات يوم وقد لا يكون بعيدا الى خوض معركة النصر.

أنها بلبلة الأفكار التي تسبق زلزال النتائج.

لم يكن الدمار يوما طريقا الى الانتصار، ولم يكن قتل المدنيين من أطفال ونساء ورجال دلالة على ربح المعركة، ولنا من ثورة المليون شهيد في الجزائر عبرة ولينينغراد مثالا وروما التي أحرقها نيرون، وحلب التي دمرها هولاكو ومن ثم تيمورلنك لكنهما لم يستطيعا الانتصار عليها وبقيت حلب المدينة التاريخية العاصية على الموت حتى الموت الطبيعي الذي جاءها عام 1138.

إن جنون العدو المترجم بتلال الركام وسواقي الدم لا يعني انتصاره في المعركة بل يعني أنه فقد السيطرة على التوازن العقلي مع تأكيدنا على ان ارتكاب المجازر من طبيعة هذا العدو وليست فقط نتيجة جنونه، ولكن ما يحصل في غزة فاق ما كان يريد ان يرتكبه العدو من جرائم ومجازر، وسبب ذلك أنه حتى اللحظة يخسر في ميدان المعركة.

مقياس الانتصار والهزيمة انكسار الجيش أو فوزه، فلسطين في غزة والضفة وكل المدن والقرى تقاتل بروحية الانتصار وتُكبِّد العدو خسائر كبيرة في العسكر تشير الى ضعف قدرته على تحمُل قتل جنوده وضباطه بالعشرات في غزة واصطيادهم في الضفة وأنه سينحني خاسرا قريبا.

أصبح العدو في غزة، ومن غزة ما زالت تنطلق رشقات الصواريخ الى المستوطنات وتل الربيع، هو في غزة لكنه لا يسيطر على غزة فالسيطرة ما زالت وستبقى للمقاومة ولن تنفع معها كل خطط العدو وآخرها إغراق الأنفاق بمياه البحر.

غزة تقاتل، فلسطين منتصرة، غزة صامدة في الأنفاق فلسطين صامده في كل المدن والقرى، غزة ترى بقلبها وتقاتل بعينيها، فلسطين تكسب المعركة.

نعم فلسطين الى نصر قريب لكنه ليس النصر الأخير. هذا النصر زرع في دولة العدو خلية التآكل، شعور الهزيمة، التوق الى الرحيل الى مسقط رأس الأجداد.

نعم فلسطين الى نصر لأن نزوح المستوطنين الى الفنادق وخوفهم من العودة هو المرحلة الأولى في طريق خروجهم من فلسطين الى بلدانهم.

فلسطين تقاتل والنصرللأمة، فالنصر في فلسطين بوصلة التغيير في الأمة والعالم العربي.

لأن نصرنا في فلسطين يرعبهم اجتمعوا في القاهرة ومن ثم في السعودية وباركوا العدوان وأملِوا بهزيمة المقاومة.

أكدت المقاومة في فلسطين ان القضية ليست قضية الانسان بل هي قضية الأمة والوطن، ومن تكون قضيته قضية الامة والوطن لا تهزمه المؤامرات ولا يهزمه جيش من المرتزقة.


الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة