اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يوجد مستوطن مدني في فلسطين، كل من وطأت قدمه أرضنا غاصبا هو مسلح إرهابي مدرب وجاهز لخوض معركة مع أنه أكثر من جبان، وهذا المستوطن لا يلد مواطنا مدنيا بل يلد إرهابيا يتدرج في الوعي من العداء والخصومة وعدم الاعتراف بالطفل الفلسطيني الى رتبة الإرهابي الذي اعتنق عقيدة إلغاء الآخر وقتله بأي وسيلة تُتاح له.

ما حصل مع أريل يعقوب أشار الى طبيعة هؤلاء البشر القائمة على الخوف من الآخر والارتجاج الدماغي لحظة وقوع الخطر بحيث يصعب على الواحد منهم التمييز بين المهاجم والصديق فيقتل الآخر ولو صدر منه علامات تشير الى أنه من بني جنسه، حماية لذاته .

أنا أفهم ان يكون لعالم ذرة متفوق حارسا او اكثر يقومون على حمايته ساعة يتعرض للخطر أما أن يحمل سلاحا ويبادر الى إطلاق النار وقتل الآخر عمدا، فهذا لم يعد عالم ذرة أصبح عالما في فنون الإرهاب.

نحن نواجه في فلسطين جماعات إرهابية اتخذت من التصفية والابادة العرقية طريقا لوجودها واستمرارا لبقائها، فالكيان الذي كانت المجزرة ومازالت في أساس بُنيانه لا نستغرب إذا امتشق عالم الذرة سلاحه وأطلق النار.

 غلبت الصفة الإرهابية على الصفة العلمية عند أريل يعقوب، وغلبت عنده صفة الانتماء الى العصابة على صفة الإنتماء الى الكيان الإنساني فأكد أن الصفة الحقيقية لدولة العدو هي صفة الدولة العصابة المؤيدَة من مافيا الدول القوية في أنحاء العالم.

إن دلالة قتل أريل يعقوب من قبل جيش العدو تؤكد أن هذا الكيان عندما يتعرض للخطر فإنه سيتآكل من داخله وأنه يتمتع بجهوزية كاملة للانفجار، إن الشعور بالخطرعند الغاصب المتلازم مع الشعور بالثقة عند شعبنا في فلسطين هو كحرب صامتة تُقرّبنا من لحظة التحرير وتُقرّبهم من لحظة الرحيل .

من نتائج حرب غزة فقدان التوازن عند جيش العدو، وإصابة ضباطه وجنوده في الجيش وخارج الجيش بفوبيا الهجوم حتى صار الواحد منهم يعتبر الآخر الذي لا يعرفه ،عدوا حتى ولو أظهر علامات الأخوة، فأريل يعقوب استعمل كل ما يشير الى انه من عصابة دولة الاحتلال ولم يفلح بالنجاة .

إنه جنون الهروب من الموت والحفاظ على الحياة، إنه تجسيد الانتماء الى وطن وأمة غير بلادنا وتأكيد على فكرة التجميع التي تقوم على تعدد مصادر المياه الآسنة.

بعد ما يقارب أكثر من قرن على البداية العملية لاحتلال فلسطين. وبعد مضي ما يقارب ثلاثة أرباع القرن من احتلال فلسطين، يقتل الجندي في جيش العدو الجندي في دولة العدو الحامل رتبة عالم ذرة .

هذا الذي جاء من أنحاء العالم الى فلسطين وهو يحمل هوية انتماء الى وطن وأمة أمنت له كل متطلبات الحياة، وحافظ على تذكرة الهوية وجواز السفر لن تكون إقامته في بلادنا سوى رحلة وسيعود آجلا أو عاجلا خائبا مكسور الإرادة لأنه عجز عن قيام الدولة الموعودة الممتدة من الفرات الى النيل .

أريل يعقوب يمثل عامة المستوطنين في فلسطين .

أريل يعقوب يؤكد أن المستوطنين لا يشكلون مجتمعا واحدا يتفاعلون عبره لتجويد الحياة، بل هم تراكم من الناس تجمعهم عقيدة متحجرة لا تدفع الى التفاعل، ولا الى وحدة الحياة، يلتقون على تحقيق الأغراض النفسية الفردية المتلازمة مع النزعة الفردية، هذا التراكم لن يُكتب له الاستمرار لأته فاقد لتفاعل البشر مع البشر وللتفاعل مع الأرض .

ما حصل بعد انطلاق طوفان الأقصى وما حصل مع أريل يعقوب بعملية القدس وما يفعله جيش العدو في غزة وكل فلسطين من تدمير وارتكاب مجازر، لا يفعله إلا الجبان والخائف الذي يشعر انه مهدد بوجوده .

 


الأكثر قراءة

واشنطن تريد رئيسا بين تموز وايلول وكلمة السر بين بري وهوكشتاين جلسة «النازحين»: العبرة بالتنفيذ وتجاهل الهبة وتوصية من 9 نقاط مفاوضات القاهرة فشلت والمقاومة تدك القواعد العسكرية بعشرات الصواريخ