في العام 2018 اعلن نتنياهو قانون "يهودية دولة اسرائيل" ومنذ ذلك الوقت تغير كل شيء، يهودا والسامرة في مفردات المتطرفين اليهود هي الضفة الغربية، هي جبل صهيون في مفهوم بن غفير، لذلك تشهد عمليات استهداف ممنهج وقضم متدرج واعتقالات يومية، واذا كان العالم منشغل بحجم المجازر التي ترتكب في قطاع غزة، فلماذا التعتيم والتغطية على الانتهاكات على مساحة فلسطين المحتلة وبخاصة الضفة الغربية والقدس.
منذ 7 تشرين الاول وحتى بدايات شهر تشرين الثاني تم اعتقال اكثر من 2000 فلسطيني، ليصل اليوم الى اكثر من 4000 شخص. مخطط الضفة يسير تحت جنح ظلام المعارك في جبهة غزة، حيث تخوض المقاومة الفلسطينية على اكثر من 34 محور معارك الكمائن والالتحام مع المدرعات والجرافات، كما ان مفهوم حرب الشوارع لم تستطع وحدات الجيش الاسرائيلي من خوضه بالمعنى الحقيقي للمفهوم.
الاكيد ان مفهوم المباغتة والسرعة والمفاجأة مفقود، والسبب ان النقاط الاخرى في حرب المدن لم تستطع الوحدات الخاصة في جيش العدو من تحقيقه وهي فقدانه للزخم حيث تشارك اكثر من 4 فرق عسكرية من اللحظة الاولى للاشتباك وتعاني من البطىء في التقدم لخوفها من اسلحة كاسرة للتوازن يمكنها ان تلحق خسائر كبيرة خلال التقدم وتكون نهاية العملية العسكرية، كما ان خطوط الامداد ووصول الذخائر الى ارض المعركة اصبح معقد ومتعثر وربما نقص قذائف المدرعات افقد الوحدات قدرة المناورة مع التذكير بحجم الخسائر اليومية بالمدرعات والاليات التي يتم اصابتها والتي تعرقل الوحدات كما بدأت تشكل ضغط على فرق الهندسة لسحبها او حتى تدميرها لحمايتها من السقوط والمستندات التي داخلها بأيدي المقاومة.
يبقى الاهم ان دخول قطاع غزة من جهة وازدياد الاعمال الحربية والعمليات العسكرية والمواجهات في الضفة، كما ان خطر وجود انفاق هجومية وربما انفاق عمليات وانفاق تخزين استراتيجي في غزة كما في اكثر من مخيم فلسطيني داخل الضفة بدأ يشكل هاجسا استراتيجيا للامن الاسرائيلي.
ومنذ اعلانه بداية معركة الانفاق، معركة اغراق الانفاق بالمياه بدأت مرحلة اغراق السفن واستهدافها في اكثر من نقطة في البحر الاحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب. واذا كان الزمن لمن يملؤه، فإن تصاعد العمليات التي بدأتها المقاومة على امتداد ساحات المواجهة تؤكد النقاط الاتية:
اولاً، قواعد الاشتباك تغييرت، ليعلن انصار الله في اليمن معادلة "الحصار بالحصار".
ثانياً، المقاومة الاسلامية في العراق اعلنت المعادلة التالية "كل آبار النفط اهداف".
ثالثاً، المقاومة في لبنان اكدت ان المعادلة اليوم ما تزال للميدان وان التوجه المقبل سيكون "تركيز الضربات" لان الواقع الذي وصلنا اليه اصبح محفز.
وفي هذا السياق فإن ثوابت المرحلة المقبلة والتي ستمتد الى الربيع المقبل، رغم ان مطلبا اميركيا وحوارا حصل عبر لبنان للتوصل الى هدنة لايام في الاسبوع الاول بعد رأس السنة، غير ان جواب المقاومة كان "لم نخرج من المرحلة الاولى فكيف نتحدث بالمرحلة الثانية وبالتسويات والتفاهمات والترتيبات".
واذا كانت المقاومة تهتم بالمشهد الاكبر، وغير معنية بتسويات وتفاهمات في وقت الجهد الرئيسي ان تبقى المقاومة في غزة والضفة والداخل، وان تراكم بالنقاط ما تحقق، لان المشهد الاكبر سوف يعزز ويراكم في الجبهات، وبالتالي الحديث عن 1701 للبنان وتفاهمات حول امن الممرات وربما امن منصات وابار النفط من شرق المتوسط الى الخليج كلها اصبحت تحت مرمى المسيرات والصواريخ المجنحة.
معادلة الردع في لبنان كما في المنطقة تنطلق من 3 خطوط حمر وضعتها المقاومة في صراعها مع المشروع الاسرائيلي وكذلك مع الاجندة الاميركية للمنطقة، حيث تتقاطع في اماكن وتفترق في اماكن اخرى ليبرز واضحاً انه في لبنان الخط الاحمر "الجيش اللبناني" وبالتالي استقرار الداخل وعدم تمكين قوى الارهاب المنظم من تحريك الجبهة الداخلية في ظل استمرار المواجهات اليومية التكتيكية على الحدود الجنوبية، وكذلك في الجبهة السورية حيث يتم العمل لترتيب واقع عدم الاستقرار الامني في اكثر من محور شمالا كما جنوباً وشرقاً، ليبدأ الحديث بعدها عن تفاهمات اقتصادية ومالية تتوجها قوى ممانعة السياسة الاميركية غير العادلة لشعوب وخيارات شعوب المنطقة.
ترتيبات مرحلية تؤكد ان الحلول المالية والسياسية متأخرة وربما كما المواجهات اليومية على اكثر من محور وجبهة في الاقليم ترفع عدد القتلى العسكريين والمدنيين، هكذا ستشكل صناديق الموت اوراق نزاع في صناديق الاقتراع الاميركية.
مستشار الامن القومي الاميركي حاول بزيارته السرية الى لبنان وبعدها زيارته الكيان استخدام العصا والجزرة لتحقيق مصالح الامن القومي الاميركي، وهكذا دولة قطر تتحرك لتنفيذ اجندة مصالحها ويستمر نتنياهو يبتزهم ويساوم على اوراق اصبحت معادلاتها محسومة، الا اذا استطاع استدراج ايران بعدما فشلت الولايات المتحدة ان تفعل منذ عقدين.
يتم قراءة الآن
-
نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها
-
ليلة وقف النار... ليلة القدر
-
هل قطع لبنان دابر الفتنة؟
-
أجندة خارجيّة بتنفيذ محلّي للهجوم على بري: هل فاتح هوكستين عون وجعجع بملف الرئاسة؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
20:06
الطيران الحربي المعادي يجدد غاراته على مدينة الخيام ويشنّ غارة استهدفت بلدة دير سريان
-
20:03
المقاومة في جنوب لبنان: إستهدفنا للمرة الثانية تجمعاً لقوات العدو عند مثلّث دير ميماس بصلية صاروخية
-
19:59
إستشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك علي علام بقصف "إسرائيلي" إستهدف منزله في بلدة دورس
-
19:51
غارة "اسرائيلية" على أطراف بلدة دورس إستهدفت دارة مدير مستشفى دار الأمل الجامعي الدكتور علي علام
-
19:47
غارة على أطراف بلدة دورس استهدفت دارة مدير مستشفى دار الأمل الجامعي علي علام.
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت