ملكيّة القرنة السوداء: قرار قضائي جديد... ماذا في التفاصيل؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

 

يبدو ان النزاع على ملكية القرنة السوداء بين قضاءي بشري والضنية، لم يحسمه القرار الصادر عن قاضي الشؤون العقارية في الشمال تيريز غسان مقوم، والذي قرر ان القرنة تقع ضمن النطاق الجغرافي العقاري لبشري معتمدة في قرارها على مساحين في محلة القرنة السوداء مكلفين تطبيق الحدود الفاصلة بين بلدتي بقاعصفرين (في الضنية) وبشري، واستنادا الى الحدود المبينة لمنطقة بشري والمسجلة في سجلّ مساحة لبنان القديم تاريخ 1863، وذلك على أرض الواقع وتنظيم خريطة بها، مع الأخذ بعين الاعتبار حدود منطقة نبحا العقارية وتطبيقها.

لحظة الاعلان عن القرار القضائي، قرعت اجراس الكنائس في بشري فرحا، وسارعت النائبة ستريدا جعجع الى تهنئة البشراويين وان الحق عاد لاصحابه وان القرار اعطى لكل ذي حق حقه ووضع الامور في نصابها التاريخي، الامر الذي استفز نواب وفاعليات الضنية، ومسارعة النائب جهاد الصمد الى الرد على جعجع معتبرا ان القرار العقاري إعدادي وليس نهائيا وقابل للاعتراض امام القاضي العقاري نفسه، داعيا إلى تصحيحه وعدم اعتماده كمرجعية، ولافتا الى ان موقف جعجع يفتقد الدقة القانونية.

واذا كانت لدى بلدية بشري وثائق ومستندات تثبت ملكية القرنة، فلدى بقاعصفرين ايضا وثائق ومستندات تثبت ملكية القرنة.

كما اصدر رئيس بلدية بقاعصفرين ـ الضنية خالد بدرة بيانا اوضح فيه انه "في خضم النزاع القائم بيننا وبين بلدية بشري حول الموقع الجغرافي للقرنة السوداء – الموقع المثبت بموجب الخرائط الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة والتي لا تقبل الطعن أو التأويل – فوجئنا بصدور قرار عن القاضي العقاري الإضافي يتناقض بشكل صارخ مع هذه الوثائق والمعطيات".

وفي الوقت الذي رحبت فيه بشري بكل نوابها وفعالياتها ومرجعياتها بالقرار القضائي، كان نواب الضنية وبعض مرجعياتها يدعون الى الاعتراض واستناف القرار مع الحفاظ على حسن الجوار.

وردت جعجع بدعوة الجميع الى احترام السلطة القضائية وعدم محاولة تفسير القرارات خلافا لمضمونها الواضح والأكيد والذي لا لبس فيه بأن القرنة السوداء تقع ضمن النطاق العقاري لبلدية بشرّي.

فرد النائب جهاد الصمد لافتا "الى ان القرار اعدادي، وحفظ حق كل معترض في تدوين اعتراضه وفقا للأصول، على أن يفصل في الاعتراضات بعد الاختتام النهائي لأعمال التحديد المؤقت في كل منطقة عقارية، وإبلاغ من يلزم".

صدور القرار وردود الفعل بين بشري والضنية، اثار مخاوف الاوساط الشمالية التي حذرت من اندلاع فتنة بين المنطقتين.

الا ان الملفت صدور مواقف من شخصيات تعنى بالبيئة اقترحت اعلان القرنة السوداء محمية طبيعية وانها لكل اللبنانيين كونها ثروة تاريخية وتشكل خزان مياه تشرب منه كل المناطق المجاورة، عدا كونها ثروة طبيعية ويستفيد منها مزارعو بشري والضنية.

والقرنة السوداء هي اعلى قمة في الشرق الاوسط يبلغ ارتفاعها 3088 م عن سطح البحر، وتطل على الدول المحيطة بلبنان في المشرق العربي وصولا الى تركيا مما يجعلها منطقة استراتيجية بامتياز.