... شرط أن يرى فينا الأميركيون كائنات بشرية، لا بقايا قبلية في الطريق الى الاندثار. لا شيء يحول بيننا وبين الاندثار. نعلم ما السبب في التطور التكنولوجي المذهل في اسرائيل، ولكن كيف للأتراك أن يصنعوا طائرات من الجيل الخامس، وأن يصل الايرانيون الى العتبة النووية، فيما لا نزال نحن نستورد سكاكين المطبخ؟ هكذا يمتطي الاسرائيليون ظهورنا، بل جثثنا ...
لا ننفي اننا نعاني من الاعتلال الاستراتيجي، واننا في العربة ما بعد الأخيرة من القطار. ولكن، هل ترانا نعاني من الاعتلال الجيني؟ هذه ثقافة الحلال والحرام، وهذه عبثية الاقامة، دون أن نننسى سحر الأراكيل أو سحر شهرزاد)، على تخوم الغيب. لطالما تحدثنا عن الرقص بين المقابر. المستشرق دومينيك شوفالييه دعانا الى أن نعشق الحياة لكي تعشقنا الحياة .
الطريف ما قاله لنا مراسل أوروبي "لا يمكن الا أن أكون كمسيحي، وكأنسان، ضد بنيامين نتنياهو، لكنني لست ضد التطبيع مع اسرائيل. لعل العدوى اليهودية في التفاعل مع مقتضيات القرن، وربما ما بعد القرن، تنتقل اليكم، ولو من الباب الخلفي". سألناه ما اذا كان قد اطّلع على التراث التوراتي، وحيث لا مكان للآخر لا في العقل اليهودي، ولا في الدولة اليهودية ...
واذا كان هنري كيسنجر قد اعتبر أن الصراع في الشرق الأوسط هو بين نصف الله والنصف الآخر، ألا توحي تلك الآلام المتواصلة التي رافقتنا عبر الأزمنة ـ ولا تزال ـ بأن الله يقف، بكل ثقله، الى جانب الذين فرضوا أنفسهم على القرن، وقد لاحظنا كيف نتتج ذلك العدد الهائل من رجال الدين، باعتبارهم يقدمون لنا تأشيرات مجانية الى العالم الآخر. اتبعوا خطب المنابر وهي تحثّ المؤمنين على "النوم داخل قبورهم"!
حين كان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركية السابق، يزور بيروت، كان يسأل من أقاموا له الولائم الفاخرة "متى نرفع معاً كأس أورشليم؟"، مستغربا استشراء الكراهية بين العرب والاسرائيليين (انظروا في وجوه الخامات لتكتشفوا ما اذا كانت هذه وجوهًا بشرية)، ليضيف أن الأمثلة في التاريخ لا تحصى، وحيث النسيان هو الركيزة التاريخية للعلاقات بين الأمم. مسالة ضرورية، وأخلاقية، "وقف ثقافة جهنم". ولكن أين؟
أخذ مثالا العلاقات الأميركي ـ الألمانية بعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها. المستشار الألماني كونراد اديناور التقى الرئيس الأميركي دوايت ايزنهاور، دعا الى الشرْكة، وكما تقتضي النصوص المقدسة، بين أميركا وألمانيا، لمعاجلة الأزمات العاصفة في شتى أنحاء الأرض. كذلك أخذ مثالًا العلاقات الأميركية ـ اليابانية، ليقول الكاتب كنزابورو أوي (نوبل في الآداب) "لقد دفنا موتى هيروشيما في عظامنا، لكننا لا نورث سوى أزهار الكرز (الساكورا) لأولادنا".
لا مناص من النسيان. هذا اذا كان العدو خاليا من مثل تلك اللوثة الايديولوجية القائمة على القتل والاجتثاث. حتى اللحظة ما زال نتنياهو ماض في تلك السياسة البربرية بقتل الفلسطينيين وهم في العراء، أو داخل الخيام. دائما بحجة أنه ينفذ أوامر "رب الجنود"، كون الغرفة العسكرية في السماء لا في الأرض، تماما كما هم الآلهة في المثولوجيات الوثنية، وحيث العبث المدمر بالأرواح البشرية .
وحتى في النظرة الاسرائيلية الى التطبيع. التمدد الأخطبوطي حتى داخل شقوق الجدران. يفترض أن نواجه الغزو الاسبارطي بالورود، الى أن تكتمل، ودائما فوق أراضي العرب، وفوق جثث العرب، الخارطة الالهية التي نزلت على ابراهيم، ودون أن يقول لنا الفقهاء ما ذا كان أحفاد اسحق مخلوقات من الدرجة الأولى، وأحفاد اسماعيل مخلوقات من الدرجة الثانية. حقاً لماذا لم يذهب دانتي أكثر في "الكوميديا الالهية"، لنعلم ما اذا كانت النصوص المقدسة قد نزلت من عليين من أجل قطع رؤوس البشر أم من أجل تنوير رؤوس البشر. أمام العالم الذي لم يهتز له جفن في نيويورك عرض نتنياهو حدود اسرائيل التي هي حدود الدم (وهل من حدود للدم؟). حتى إن رجب طيب اردوغان الذي طالما راقص بنيامين نتنياهو من أجل االشراكة التركية ـ الاسرائيلية في ادارة الشرق الأوسط (والآن سورية بين قبضة السلطان وسلطة الحاخام)، استشعر، في كلام له، أن الدولة العبرية تعتزم اقتطاع أجزاء من الأرض التركية. الصحافي التركي كمال أوزتورك، وكان مستشارا سابقا لأردوغان، قال "ما دامت مراكز القرار في أميركا واسرائيل تضم أشخاصا يتخذون قراراتهم استنادا الى مراجع لاهوتية لاعقلانية، فان أيًا من دول العالم لن تكون في مأمن"، ملاحظًا أن مشكلة الدولة العبرية هي مع العالم، وليس فقط مع الشرق الأوسط ...
سؤاله ما اذا كان نتنياهو، بالخلفية التوراتية اياها، يتوقف عند حدود المنطقة، ليحملنا، بدورنا، على التساؤل ما اذا كان يهوه قد اختار الرئيس الأميركي أم رئيس الحكومة الاسرائيلية لقيادة البشرية. في الحالتين، لن تكون القيادة بعصا المايسترو، أو بعصا الأنبياء، وانما باسنان مصاصي الدماء.
في ضوء المسار الذي أخذته الحرب الايرانية ـ الاسرائيلية من يقود الدولة العبرية الآن. ترامب دعا القضاء الاسرائيلي الى الغاء محاكمة نتنياهو الذي يخشى أن يكون طبق الحساء في الزنزانة، والذي تم تقديمه الى رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود أولمر ت، في انتظاره. انه ولي أمره، كما ولي أمر "اسرائيل".
هنا لا تدري ما اذا كان الكاوبوي أم الحاخا...؟!
يتم قراءة الآن
-
ساعة اهتزت عظام نتنياهو
-
ترامب سنجتمع مع ايران الاسبوع القادم وقد نصل معها الى اتفاق الرئيس عون يشدد على اهمية اليونيفيل واستفزاز «اسرائيلي» ضد قادة القوات الدولية بعد تفجير كنيسة مار الياس بدمشق تهديدات داعشية لكنائس حمص وحماة وحلب
-
النزوح السوري الجديد الى شمال لبنان: روايات مذهلة عن مجازر وخطف وسبي واغتصاب
-
بشرى سارة من مصرف الاسكان : القرض بات ١٠٠ الف دولار لشراء السكن و١٠٠ الف للبناء و٥٠ الف للترميم حبيب للديار :هدفنا وقف نزف هجرة الشباب ولا وساطات بل منصة تقبل الطلبات
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
00:00
"فاينل فور" بطولة لبنان في كرة السلة: الحكمة يتقدم على بيروت (2-1) في مجموع المباريات، بفوزه عليه في المباراة الثالثة (103-85).
-
23:39
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بات قريبا وقد نتوصل إليه الأسبوع المقبل، والناس يموتون في غزة ولا أحد يقدم المساعدة لسكان القطاع بينما نفعل نحن.
-
23:32
وزير الخارجية الأميركية: تحقيق السلام أصعب من الحرب وصوت الرئيس ترامب هو الأعلى في العالم الذي ينادي بالسلم.
-
23:18
ترامب: قطر عملت بلا كلل من أجل التوصل إلى اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية، واشكرها على عملها بشكل وثيق معنا.
-
23:15
ترامب: النزاع بين رواندا والكونغو الديمقراطية أضاع فرصا كثيرة وذهب ضحيته كثيرون وجاء الوقت اليوم لإنهائه.
-
23:03
القناة 12 "الإسرائيلية": نتنياهو يهدف خلال زيارته واشنطن الترويج لصفقة تبادل أسرى وتطبيع العلاقات مع سوريا.
