اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تؤدي العناكب دورا مهما في الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، من خلال تنظيم الكائنات الحية الأخرى وقضم الحشرات الضارة مثل الذباب والصراصير، مما يساعد في ادامة ودعم استقرار الحياة وأشكالها المختلفة. فالحفاظ على العنكبوت وحماية العناصر العنكنية او العنكبوتية وموائلها، يفيد في عدم تكاثر الديدان بشكل فائض، لان كثرة هذه الحشرات يؤدي الى انحلال التوازن البيئي. لذلك من المهم ان تدور هذه العناكب في الطبيعة لتقضي على البعوض والذباب والآفات الزراعية، التي تلحق الأذى بالمساحات الجغرافية، كما تلتقط العث والخنافس، وتحد من الحشرات العاشبة التي تتغذى على الأشجار والنباتات.

أيضا تؤدي هذه "المفصليات" دورا مهما في المحيطات والبحار، بحيث تساعد في توزيع نسبة الاوكسجين والكربون في الماء، وتعد جزءا أساسيا من المنطقة التي تتعايش فيها مجموعة متنوعة من الحيوانات والنباتات الأخرى معا. ولا يمكن للبيئة الطبيعية الاستمرار بشكل صحيح دون وجود العناكب، حيث انها تتحكم في الحشرات الضارة التي تؤثر سلبا في الموجودات الحية والاشياء غير الحية، بالإضافة الى ان بعض العناكب تقوم ببناء شباك عنكبوتية معقّدة، تعمل على التقاط الغبار والرواسب الجوية التي تلوث الهواء، لهذا فإنها تحسّن من جودته وتساهم في صون الصحة العامة وحيوية الغابات.

لبنان بلد التنوع البيولوجي

محليا، تم اكتشاف جنس جديد من العناكب في منطقة عكار، وفي هذا الإطار شرح السيد خالد طالب، مؤسس جمعية "درب عكار" لـ "الديار" عن هذا الطراز، موضحا "انه نادر وهو من سلالة Eurecidae وجديد عالميا وغير مصنّف بعد، وتم اكتشاف هذا الصنف منذ نحو 3 سنوات تقريبا، وقد أجرى فريق البحث العلمي في الجمعية مسحا شاملا لكل الموائل التي يشتبه ان توجد فيها هذه العناكب، ليتم حصرها في مكان واحد". وأشار الى "ان هذا العنكبوت مهدد كونه يعد من الاشكال النفيسة جدا، اما العينة الموجودة لدى الجمعية فتعتبر "Holotype" أي نموذج نوعي".

ولفت "الى ان هذا العنكبوت صغير الحجم، وهو من عائلة العناكب المخملية، يتراوح طوله بين 2.5 الى 3 سنتم، ويتجلى بلونه الأسود مع بقعة بيضاء كبيرة، لذلك فان عكار اليوم هي من اغنى مناطق لبنان وشرق المتوسط بالتنوع البيولوجي".

واوضح "ان هناك العديد من المشاريع المدعومة ماديا تُنفّذ ضمن إطار المسح البيولوجي في بعض المحميات، اما في عكار فنحن متروكون لمصيرنا، لذلك أطلقنا مبادرة لتوثيق هذا العمل عبر متطوعين من فريق الجمعية، وحققنا نتائج متقدمة جدا في هذا السياق".

وحول خصائص هذا النوع من العناكب اوضح: "ما دام هو نوعا جديدا فالمعلومات المتوافرة لا تزال شحيحة، كما ان مجال البحث العلمي بشكل عام مهمل في لبنان"، واشار الى "ان المجلس الوطني للبحوث العلمية حقق العديد من الإنجازات المهمة على الصعيد العلمي قديما وحديثا، وهذا القطاع هو كالذراع العلمي للدولة اللبنانية، لكن هذه الأبحاث مكلفة وتحتاج الى تمويل كبير".

لبنان نقطة حامية

بدوره، قال البروفسور في الجامعة اللبنانية في كلية العلوم داني عازار لـ "الديار" ان "هذا العنكبوت هو صنف جديد للبنان والعلم وللعالم اجمع. ويوجد حوالى 1500 عنكبوت مختلف في لبنان، ويبلغ عدد العناكب التي نعرفها حوالي الـ 200 فقط، وهناك أنواع لا تزال غير معلومة". أضاف "يعتبر لبنان نقطة حامية بالنسبة للتنوع البيولوجي، وهذه السمة تجعله بلدا مميزا وفريدا مقارنة مع دول العالم والمنطقة. ولا استغرب اكتشاف أصناف جديدة وكثيرة من العناكب والحشرات، وهناك فرق بين العنكبوت والحشرة، لان الأول ليس عبارة عن حشرة، والأخيرة لديها 6 أرجل، اما العنكبوت فيمتلك 8، وهذان النوعان من "المفصليات" ومختلفان لكن العقرب ينتمي الى فئة العناكب".

الثروة الحشرية

اما عن الثروة الحشرية في لبنان فقال عازار: "تقدّر بحوالى 16 الى 18 ألف صنف او نوع مغاير، ونحن ندرك ما يقارب الـ 2000 جنس فقط، لذلك سنتعرف الى أنواع جديدة، سواء على المستوى المحلي او على صعيد العالم والعلم. وبما ان لبنان يمتاز بطبيعة وجبال ووديان، فهذه التركيبة تجعله نقطة حامية لجهة التنوع الحيوي".

وقال: "لدينا نحو 261 نبتة مستوطنة، أي لا مثيل لها في أي بلد آخر وتنبت حصرا في لبنان، وعدد من الحشرات العاشبة تتغذى على هذه الاعشاب، وكل نبتة يعيش عليها عدد كبير من الحشرات والعناكب، ويوجد صنف محدد من الحشرات ينجذب عادة الى نوع معين من النباتات مثل "الاندميك". لذلك يعتبر هذا الاكتشاف هاما جدا، ولكن للأسف نعاني من قلّة وندرة الخبراء والباحثين، الذين يمكنهم دراسة هذا التنوع البيولوجي ان كان "حشري" او "العناكب"، كما ينقصنا مؤسسة لاحتواء هذا الأرشيف الطبيعي، لتكون مخزنا للمعلومات أي متحف التاريخ الطبيعي. وانا منذ نحو 25 عاما اناضل واحاول جاهدا لإنشاء متحف للتاريخ الطبيعي اللبناني، وفي كل مرة كنت احصل على وعود من جهات مسؤولة في البلد، ولكن للأسف كل العهود كانت كاذبة".

العناكب كائنات حيوانية مهمة

تعتبر هذه "المفصليات" مهمة في الحفاظ على النظم البيئية، اذ تقوم بأداء العديد من الوظائف الهامة، فهي تتحكم في الآفات الزراعية عن طريق ابتلاع الحشرات الزاحفة التي تؤثر سلبا في المحاصيل الزراعية، وبذلك تحدّ من انتشار الأوبئة الزراعية. أيضا تتحكم بالحشرات الطائرة بنهشها مثل الذباب والبعوض والنحل والفراشات، كما تحسّن من جودة التربة بالتخلص من الكائنات الحية الميتة.

الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل